زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين الحالية تاريخية بكل المقاييس حيث شهدت لقاءات مهمة وموسعة جاء على رأسها لقاء الرئيس بالزعيم الصينى وكبار مسئولى الدولة ورؤساء كبريات المؤسسات الاقتصادية الصينية، وتتزامن مع الذكرى العاشرة لرفع مستوى العلاقات المصرية الصينية إلى مستوى الشراكة الشاملة والتى بدأت فى 2014 خلال زيارة الرئيس السيسى الأولى إلى الصين، الأمر الذى يعكس حرص القيادتين على استمرار التواصل واستثمار أى فرصة للتشاور وتوثيق المواقف بالشكل الذى يدفع علاقات التعاون إلى أفق رفيعة المستوي.
وفيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية فقد اتفقت مصر والصين على ضرورة دعم جهود الأمن والاستقرار فى الدول التى تشهد أزمات مع تحقيق التنمية المستدامة والسعى لرفع مستوى المعيشة للشعوب.
هذه الزيارة جاءت فى مرحلة تاريخية مهمة بين مصر والصين فالعلاقات لم تشهد هذا الزخم إلا فى المرحلة المعاصرة ومنذ تولى الرئيسين فكان هناك اهتمام وتصميم على توطيد العلاقات بشكل لا يتجاهل أى مجال ولذلك كان البحث عن مجالات جديدة توطد العلاقات وتدفع بها إلى القمة وخاصة ان الصين ليست بمثابة أى دولة بل هى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم ولها تجربة ناجحة وهى تعد من الدول العظمى فى مجال العلوم والتكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعى ولها تجربة يحتذى بها ونحن نتابعها باستمرار واهتمام وهناك حرص على الاستفادة من هذا النجاح الباهر بتكراره على النمط المصرى لتحقيق نفس الأهداف والإنجاز والحلم الذى يتحدث عنه الرئيس السيسى ونحن فى مرحلة متميزة من العلاقات الثنائية بين البلدين.. وليس لديَّ أدنى شك ان هذه الزيارة سوف تسفر عن مزيد من التفاهم العميق لدفع عجلة التعاون فى كافة المجالات سواء على المستوى الثنائى أيضاً على المستويين الدولى والإقليمى لكن هناك قضايا عديدة تهم كلاً من القاهرة وبكين وهو ما يحدث على التشاور بشأنه وبهدف تعميق التفاهم بيننا..خاصة وان هناك توافق مصرى صينى فى العديد من المجالات.. فقد انضمت مصر لمبادرة الحزام والطريق وأيدت العديد من المبادرات السلمية خاصة فيما يتعلق بالأمن الجماعى والتنمية المشتركة والحضارة العالمية والصين تلعب دوراً بناء فى بعض القضايا كما شاهدنا فيما يتعلق ببداية التقارب بين الرياض وطهران وما شاهدناه مؤخرا فى بكين بشأن دعوة كل من ممثلى حماس وفتح كما أن مصر والصين يشتركان فى هدف سام ألا وهو ان القضية الأولى والعاشرة والأخيرة يجب ان تكون قضية البناء والتنمية وبالتالى هذا يحتاج بيئة آمنة وهناك تشاور ثنائى بين الدولتين فى كافة المحافل الدولية وتكلمنا عن مجلس الأمن ونحن هذه المرة نحتفل بالذكرى العشرين لإطلاق منتدى التعاون العربى والذى تم اطلاقه فى القاهرة خلال زيارة الرئيس الصينى لمصر من مقر جامعة الدول العربية وانطلق بشكل فعلى من خلال اجتماع وزارى جمع كلاً من وزير الخارجية الصينى مع الوزراء العرب ولذلك تشارك فيه جامعة الدول العربية لما لها من مكانة مميزة فى إطار هذا المنتدى والذى شارك فيه الرئيس مع عدد من رؤساء الدول الآخرين وبصفة خاصة ملك البحرين.
الخلاصة ان هذه الزيارة تأتى فى توقيت مهم بسبب ما يحدث فى قطاع غزة والذى يأتى على رأس أولويات الأجندة العربية والصينية وهناك الكثير من الأحاديث فى بكين بين وزراء الخارجية بهذا الخصوص والاتفاق الكامل على أن المخرج الوحيد وقف إطلاق النار واستعادة الأمن والاستقرار فى القطاع والتوصل إلى اتفاق يضع نهاية لأزمة الشعب الفلسطينى وحل القضية وهذا يعتبر مناخاً جديداً يسوده علاقات تعاون فى كافة أشكالها فى هذه المنطقة بين الكيان الإسرائيلى والدول العربية وفى مقدمتها دولة فلسطين ونرى الآن أن هناك مزيداً من دول كبرى تعترف بدولة فلسطين وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على رفض المجتمع الدولى لهذه الممارسات من الدولة المارقة «الكيان الصهيوني» التى تتحدى الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والآن لا يوجد أحد يتعامل مع هذا الكيان الذى فقد العقلانية والرشادة.