بعيدًا عن ثقافة الحشد وصناعة الكتل التصويتية، وبعيدًا عمن سيفوز فى الانتخابات البرلمانية 2025، لابد أن نعى جيدًا وندرك تمامًا أن الأهم من كل ذلك هو صناعة الديمقراطية وتشجيعها بين الأجيال القادمة، توصيل هذه الرسالة ونشرها بين مجتمعنا مسئولية وطنية وواجب قومى على كل مواطن، هذا الدور المهم يجب علينا ممارسته فى ظل منظومة تستهدف الديمقراطية ونُعلمها للأجيال كبنية تحتية لبناء الإنسان وتعزيز الحريات.
فى الواقع أن تشجيع الناس على المشاركة السياسية هو الدرس الأول والعملى فى الانتخابات وجميع الاستحقاقات الدستورية الأخرى حيث تحتوى الانتخابات وكل آليات حرية التعبير على الشق الأكبر فى الديمقراطية والاحتكاك العملى وإكساب الخبرة الحقيقية للمواطن وتمكينه من معرفة الاختيار الأفضل والأنسب فى بناء الأمم وتقدمها والمشاركة فى مناقشة القضايا العامة ووضع الحلول المناسبة، من هنا يجب على كل من له دور فى إدارة المشهد الانتخابى الالتفات جيدًا إلى ماهو أسمى وأهم وهو نشر وتشجيع الديمقراطية وزيادة معدلات الوعى بين الناس ونبذ التعصب والعنصرية والبعد عن الترويج للشائعات المغرضة التى تنال من حرية التعبير وتهدد السلام الاجتماعي، فمثل هذه الممارسات للأسف تخلق مناخًا جيدًا للفساد وتُغيب الأصحاء أهل الخبرة عن المشاركة فى بناء الوطن وعمل قيمة مضافة لزيادة قدراتنا وامكانياتنا البشرية.
ماسبق هو توجيه وتوعية يجب إدراكها جيدًا ونحن نعيش الآن حدثًا ليس عابراً بل هو مسئولية وطنية كبرى ومهمة فى حياة الشعوب التى تريد أن تبنى مستقبلها بوعي.
نحن اليوم أمام استحقاق دستورى وعلينا بكل صدق وأمانة المشاركة فيه بقوة بعيدًا عن التردد أو اللا مبالاة.
إننى أؤكد على ضرورة مشاركتنا فى الانتخابات الفاعلة ولانترك المجال أمام من لايستحقون وندرك تمامًا أن الإصلاح والتغيير لايتحقق إلا بالمشاركة الايجابية فى الانتخابات البرلمانية كحق دستورى للجميع، وأن نعلم جيدًا أن الامتناع عن التصويت بمثابة ضوء أخضر لاستحواذ الفاسدين أصحاب المصالح الخاصة على المشهد والحصول على مكاسب دون وجه حق، من هنا أطالب جميع المرشحين أن تكون رسالتهم الأولى تحفيز الناس على النزول إلى صناديق الاقتراع، لأن الشرعية الحقيقية تنبع من الناس، وكلما ارتفعت نسب المشاركة كان القرار أكثر قوة ومتانة.
التنافس الشريف هو الطريق الصحيح لبناء تجربة ديمقراطية نموذجية وأن الانتخابات مسئولية الجميع، وفوز أى طرف ليس نهاية المطاف، بل بداية لمرحلة جديدة يجب أن يكون عنوانها: خدمة الناس وبناء الوطن.









