عندما تتأمل كل المستجدات تجد تراجع غالبية مناحى الحياة مقارنة بالقديم .. حتى وإن فرضتها علينا طبيعة الحياة التى نعيش فيها.. وتأتى واقعة تنمر إحدى المدونات على رجل وامرأته يزوران المتحف المصرى الكبير مرتديان «الجلابية» ينم عن جهل كبير لانها تعبر عن الثقافة والتراث المصرى الاصيل.. لتعانق «الجلابية» التاريخ والحضارة .
«الجلابية»، هى الزى الأصيل لأهالى الصعيد والفلاحين ومؤثر رئيسى فى هوية الشعب المصرى.. ويكفى أن الغالبية من الشعب تعود جذوره للمجتمعات الريفية.. فالجلابية مثل الفن القديم لعبدالوهاب وأم كلثوم الذى يحتفظ ويعيش فى وجداننا حتى الآن ومستمر مادامت قلوبنا تنبض.. مقابل حاليا هناك فنانون جيدون وآخرون انحدروا بالذوق العام مثل اغانى المهرجانات.. فهى من ساهمت فى بناء الحضارة والتاريخ الذى نفتخر به اليوم وآخرها افتتاح المتحف المصرى الكبير أول نوفمبر الجارى.
الجلابية ليست ثوبًا فقط.. بل حكاية تُروى.. نسجت خيوطها من العادات والتقاليد والأصول وطين الأرض وشريان النيل.. شهدت على عرق الاجداد وهم يصنعون المجد والتاريخ بكبرياء.. فيها من البساطة ما يفضح الزيف، ومن الوقار ما يُعلّم الدنيا معنى الأصالة.. هى فخر الصعيد ووشاح مصر الأبدى.
نحن من أساء بدون وعى أو علم لهذا الفخر عندما وجدنا للاسف الشديد تعليمات لدى بعض الأندية والفنادق وقاعات الافراح والحفلات والمناسبات بمنع من يرتديها من الدخول حتى إذا كان صاحب المناسبة يرتديها فيضطر للحصول على تصريح مسبق كى يدخل مناسبته مما يجب وقف هذه القرارات فورا.
لماذا يحاول البعض القضاء على حضارتنا التى بناها بكل فخر وعزة وسبقنا العالم كله فيها باعترافهم أنفسهم.. فاحترام التراث المصرى واجب على الجميع.. لأن مصر كانت دائماً مصدر الحضارة والثقافة فى المنطقة بل والعالم.
إن مثل هذه القرارات تمثل خطرًا على المجتمع لأنها تنمى الفرقة والفتنة وهدم قيم المجتمع المصرى المتماسك.
إن من يسخرون من هذا الزى عليهم أولا العودة إلى الله والشرع ليجدوا بدلا من انغماسهم فى الوهم والتعرى والانحلال وهدم القيم بدعوى الحرية.. واحتراما للحريات لا يتم انتقادهم.. لذلك عليهم أن يصمتوا ويتركوا الباقى من الأصول والحشمة والعراقة وليذهبوا إلى اختياراتهم الخاصة بعيدا عن غيرهم من أبناء الأصول.. وستبقى الأخلاق والقيم والتراث عماد الأمم وحضارتها وتقدمها.









