بعد انتهاء حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير أول نوفمبر الجارى.. ومع فتح أبواب المتحف أمام الزائرين.. ومع كل التوقعات التى كانت تشير إلى أن عدد زوار المتحف سيرتفع من خمسة آلاف زائر خلال فترة التشغيل التجريبى إلى 15 الف زائر عقب الافتتاح الرسمى.. فإن اعداد الزائرين فى أول يوم تجاوزت 18 ألف زائر على الرغم من أنه كان يوم ثلاثاء.. وكانت نسبة المصريين بين الزائرين كبيرة.. ومع مرور اليوم الثانى لم تنخفض الاعداد.. وكنت أترقب ما سيحدث يوم الجمعة وبالفعل تجاوزت الاعداد ما سجل فى الايام الثلاثة الأولى.. ونفدت التذاكر المقررة لهذا اليوم فى الواحدة ظهرا.. بعد وصول الأعداد للسعة التشغيلية الكاملة.. كل هذا يحدث والمتحف مازال لم يستقبل أصحاب الطلبات المؤجلة من السائحين من مختلف دول العالم.. الذين كانوا فى انتظار الافتتاح الرسمى للمتحف.. ليبدأوا فى الترتيب لزيارة مصر .
طلبات مؤجلة كثيرة سيبدأ تنفيذها.. وسيبدأ اصحابها فى الاعداد لبرنامج زيارتهم لمصر.. ومن المؤكد أن الزخم الكبير الذى أحدثه الترويج للمتحف خلال السنوات الماضية وختامها بحفل الافتتاح الرسمى.. بمشاركة هذا الجمع الغفير من ضيوف مصر من ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات وما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من خلال متابعة زياراتهم عقب حضورهم حفل الافتتاح.. إلى جانب ما قاموا بنشره على وسائل التواصل الاجتماعى.. سيساهم فى خلق المزيد من الطلبات لزيارة مصر.. وسيتقدم منتج السياحة الثقافية خطوات كبيرة الى الأمام.
وعلى الرغم أننى لم أتمكن من زيارة المتحف مع فتح أبوابه للجماهير بعد الافتتاح الرسمى لظروف خاصة.. إلا أننى سأحرص على زيارته فى أقرب فرصة.. وإذا عدنا لحفل الافتتاح الذى تغير موعده لأكثر من مرة فأعتقد أنه ينطبق عليه المثل القائل «رب ضارة نافعة».. فأتخيل حفل الافتتاح لو اقيم فى شهر يوليو فى عز حر فصل الصيف.. وكيف كان سيؤثر الجو الحار على حركة الضيوف من الملوك والرؤساء وقادة العالم.. فأقول «رب ضارة نافعة» ليتم تنظيم الحفل أول نوفمبر فى جو جميل.. أتاح الفرصة لجميع الضيوف بالتجول باستمتاع فى مختلف المناطق السياحية والآثرية بالقاهرة الكبرى..رأينا بعضا منهم فى منطقة خان الخليلى وشارع المعز.. وآخرين استمتعوا بزيارة الأهرامات.. ورأينا من يتريض على ممشى أهل مصر على كورنيش النيل فى الصباح الباكر.. بالإضافة إلى أن حفل الافتتاح سبق فعاليات سوق السفر والسياحة بلندن بأيام.. ليعطى المشاركة المصرية فى فعاليات هذا المعرض الذى يشارك فيه منظمو الرحلات من مختلف دول العالم زخمًا قويًا.. ويصبح الجناح المصرى محط أنظار جميع المشاركين.. خاصة مع حرص وزارة السياحة والآثار على إقامة جناح مماثل لإحدى قاعتى توت عنخ آمون بالمتحف المصرى الكبير وتزويده بنحو 54 مستنسخًا للمعروضات بهذه القاعة.. التى حرص كل زوار الجناح المصرى على دخولها وزيارتها..
واذا انتقلنا للجانب الثقافى المنتظر ان يلعبه المتحف المصرى الكبير.. فاعتقد أن الدكتور أحمد غنيم أصبح لديه أجندة للفعاليات الثقافية التى سينظمها المتحف بعد أفتتاحه.. والذى سيجد إقبالاً كبيرًا.. وسيحقق نجاحًا كبيرًا أيضًا.
وأعتقد أنه مطالب من الآن بالاستعداد للاحتفال بمرور عــام على الافتتـاح الرسمى للمتحف فى 1 نوفمبر 2026.. ومن هنا اطرح عليه التفكير فى تنظيم عروض لأوبرا عايدة تنظم داخل المتحف المصرى الكبير لمدة أسبوع.. على أن يتم دعوة الملوك والأمراء والرؤساء الذين شاركوا فى حفل الافتتاح لحضور العرض الأول.
ويكون احتفالاً مماثلاً لحفل الافتتاح ونتيح الفرصة للفضائيات المختلفة لنقله على الهواء.. ثم تستمر عروض أوبرا عايدة لمدة أسبوع ويتم تسويقها من الآن.. وعرضها أمام منظمى الرحلات فى الخارج.. لوضع برنامج سياحى يتضمن حضور أحد عروض الأوبرا بالمتحف.. وألا يقتصر الاحتفال على أوبرا عايدة.. بل ممكن أن تصاحبه عروض أخرى وتستمر الاحتفالات والعروض لمدة أطول.. أننا نجحنا فى تقديم هذا المتحف كهدية جديدة للعالم.. فعلينا أن نستغل الزخم الذى أحدثه افتتاح المتحف عالميًا.. وأن نستمر نذكر العالم بهذا المتحف وما يحتويه من خلال الاستمرار فى تقديم الفعاليات العالمية على أرضه.. وهى الفاعليات التى تقدم ترويجًا لمنتج السياحة الثقافية بصفة خاصة.. وللسياحة المصرية كلها لا يقدر بثمن.. فهل تبدأ إدارة المتحف المصرى الكبير فى دراسة الفكرة؟.. وإمكانية تنفيذها.. مع ضرورة وضع عنصر الوقت فى الحسبان حتى يتم التسويق الجيد لاحتفال العام القادم بمرور عام على افتتاح المتحف المصرى الكبير.. وتحيا مصر.









