رئيس الصين.. حرص على أن تكون زيارة الرئيس السيسى زيارة دولة تؤكد جوهر ومعنى منتدى التعاون العربى- الصينى
الرئيس السيسى.. يدافع عن القضية الفلسطينية حتى «ولو فى الصين»
فعلا.. اتفقوا فى بكين مع كل مواقف مصر.. مشجعين ومساندين
بالمناسبة.. الصين دولة لا يستهان بها على الخريطة الدولية
والأمريكان.. والأوروبيون يقيمون لها ألف حساب وحساب
.. وهذه صورة حضارية مضيئة للجمهورية الجديدة
من «التجلى الأعظم»..وحتى «توشكى»
فى السياسة النظيفة كل شيء لابد أن يجرى بحساب دقيق.. وإلا لا قدر الله تتحول إلى العكس والنقيض والقائد الذى أقام حكمه على العدل والنزاهة والحكمة لابد أن يجد له مؤيدين ومناصرين يتبعون نفس مبادئه ونفس الثوابت التى يدعو إليها دائما بل يعمل على تأكيدها يوما بعد يوم..
ووفقا لتلك المفاهيم فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما يقوم بزيارة لدولة ما فإنما يحرص مسبقا على أن تسفر عن نتائج أساسية تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين لاسيما إذا كانت هذه العلاقة قائمة من قبل على مبدأ عدم تدخل أحد الطرفين فى شئون الآخر وعلى تأكيد الاحترام المتبادل بينهما.
من هنا فإن الزيارة التى يقوم بها الرئيس السيسى حاليا للصين تخضع لتلك المبادئ والأسس والتى تمثلت فى هذا الاحتفاء المبهر من أول هبوط طائرته للمطار ثم مراسم الاستقبال ثم ما بدا واضحا أمام خط سير المباحثات سواء التى اقتصرت على الرئيسين فقط أو التى امتدت بعد ذلك لتشمل الأعضاء من الجانبين والذين روعى اختيارهم بكل دقة حتى تصل إلى قاطرة العمل والأمل إلى المحطة المأمولة والتى تكون حاليا مبشرة بالخير الوفير.
>>>
وما يلفت النظر أن تأتى هذه الزيارة فى ذكرى مرور 68 عاما على إقامة أول علاقة دبلوماسية بين مصر وبكين وهى العلاقة التى اهتزت لها وقتئذ بلدان الشرق والغرب حيث سجلت اعتراف مصر رسميا بدولة الصين الشعبية والتى كانت تلقى اعتراضا دوليا من جانب الكثيرين لاسيما فى أمريكا وأوروبا بل وفى آسيا ذاتها.
ويذكر التاريخ أن يوم 18 مايو عام 1956 كان بمثابة يوم عيد لدى الصينيين واستمر على هذا النحو حتى عندما كانت تتخلله عقبات ومطبات إلا أنها غالبا ما كانت تمر دون أدنى تداعيات سلبية.
>>>
أعود لأقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى اختار هذا التوقيت لزيارة الصين كنوع من التجديد لعلاقات قديمة قوية راسخة بفضل هذه السياسة.
>>>
أيضا.. ولأن الحكم فى الصين الآن.. أصبح يحتل قاعدة موسعة تشمل الكثير من الاتجاهات والتوجهات بحيث أصبح مثار إعجاب وتقدير الكثير من المؤسسات الدستورية وأكاديميات البحث فى مناطق شتى فإن القرارات التى تصدر عن مؤسسة الرئاسة فى الصين لابد وأن تكون مدروسة بعناية وفائقة.
لذا.. حينما وجه الرئيس الصينى الدعوة للرئيس السيسى لزيارة بلاده حرص على أن تحمل صفة زيارة الدولة التى تتسم بمقومات وصفات مؤثرة عن غيرها من الزيارات ليس هذا فحسب بل راعت الحكومة الصينية أن تكون زيارة الرئيس السيسى متزامنة مع اجتماعات المؤتمر العاشر لمنتدى التعاون العربى الصينى والذى افتتحه كل من الرئيس السيسى والرئيس شى جين بينج وسوف تتم مناقشة أكثر القضايا حيوية من خلال هذا المؤتمر والتى يشارك فيها متخصصون صينيون مع نظرائهم العرب ويتوقع الجميع أن الخطوات الجادة التى تخطوها الصين مع مشاركة قوى عديدة سواء داخل المنطقة الآسيوية أو خارجها ستأتى بنتائج إيجابية لصالح الشعوب بصفة أساسية.
>>>
ثم.. ثم.. فإن هذا الجهد الخارق الذى يبذله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سبيل إنقاذ الفلسطينيين من المعاناة التى يعيشونها على يد سفاح القرن بنيامين نتنياهو وسعيه الدائب والمستمر لوقف إطلاق النار واقتناعه البات والقاطع بضرورة حل الدولتين.
كل تلك المهام التى أخذها الرئيس على عاتقه وضعها على مائدة الحوار مع الزعماء الصينيين حيث شرح الرئيس باستفاضة كل ما يجرى على أرض الواقع الآن والكوارث المنتظرة مستقبلا.. حيث بدا الرئيس وكأنه يبحث عن الحل حتى ولو فى الصين.. بالفعل أصدرت الصين أمس تصريحات بالغة الوضوح وشديدة التأثير وكلها متفقة مع ما ينادى به الرئيس عبدالفتاح السيسى وموضحة أكثر وأكثر موقفها بالنسبة لحل الدولتين ومنع تهجير الفلسطينيين قسرا مع حماية الأمن القومى المصري..
>>>
وغنى عن البيان أن الصين دولة لا يستهان بها على خريطة السياسة الدولية بل إنها المنافس الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية فى تسيير دفة العالم مما يجعل أمريكا حريصة على أن تقيم معها جسورا من العلاقات التى إن لم تكن قد وصلت إلى الحد المطلوب إلا أنها تخشى معاداتها فى مواقف كثيرة وبالتالى فإنى شخصيا أرى أن أمريكا سوف تتوقف برهة أمام القضية الفلسطينيية قبل أن تعيد التعامل معها بأسلوب مختلف فى ضوء التصريحات الصينية.
ودعونا نرقب وننتظر.
>>>
والآن اسمحوا لى أن انتقل إلى محطة تستحق التأمل والبحث والدراسة هذا الاهتمام الزائد من الدولة إلى كل من منطقة «التجلى الأعظم» وصولا إلى «توشكي».
دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونقول إن منطقة التجلى الأعظم هذه كان مفروضا أن تلقى الاهتمام والرعاية منذ مئات السنين.. إنها المنطقة التى كلم فيها موسى عليه السلام رب العزة والجلال.. والمنطقة التى شهدت دكة الجبل عندما استمع موسى إلى الله وهو يقول: «قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا».
هذه المنطقة تعد الآن لتصير بالفعل مزارا عالميا ومقصدا سياحيا نادرا.
الدولة فى مصر الآن رصدت مليارات الجنيهات لتكون منطقة التجلى الأعظم مثار إقبال الملايين من السياح.
بصراحة لا نعرف ماذا كان يقف فى سبيلنا حتى لا ننظر هذه النظرة المتأملة لأهم مقاصد بلدنا.
أما فيما يتعلق بتوشكى فأعيد وأزيد أنها تحتاج إلى ملف كامل وأكتفى بالقول اليوم إن هذا المشروع العملاق بعد أن توقف توقفا كاملا لعدة سنوات جاء الرئيس يأمر بأحيائه من جديد وإن شاء الله سيكون مصدر خير وفير على مصر والمصريين.
>>>
و.. و.. شكرا