الصفعات التى تلقتها إسرائيل الأسبوع الماضى تكشف جرائم حكومة نتنياهو
تذكرون أسبوع تساقط الطائرات الإسرائيلية فى مستهل حقبة السبعينيات من القرن الماضي، هذا الأسبوع الذى انتهت فيه أسطورة «اليد الطولي» الإسرائيلية، أو سلاح الطيران الإسرائيلى بعدما كان يعبث بسماء مصر والمنطقة عقب حرب 1967 إلى أن تم بناء حائط الصواريخ أو منظومة الدفاع الجوى المصرية على امتداد الضفة الغربية لقناة السويس، فقد تمكنت المدفعية المضادة للطائرات وصواريخ «سام 2 وسام 3 وسام 6» فى الفترة من 30 يونيو حتى 7 يوليو 1970 من اسقاط عدد من الطائرات الإسرائيلية من طراز «فانتوم» و»سكاى هوك» لأول مرة إلى جانب قتل وأسر عدد غير قليل من الطيارين الإسرائيليين فى واحدة من أهم الصفعات التى تلقاها «آنذاك» جيش الاحتلال الإسرائيلى وكانت سبباً مباشراً فى هزيمته وعبور قناة السويس وتحقيق نصر أكتوبر 1973.
تلك الواقعة -ورغم فارق التشبيه- تجعلنا نستعيد وقائع الأسبوع الماضى المتعلقة بالعدوان على غزة، هذه الوقائع فى حقيقتها جاءت أقرب إلى الصفعات والصدمات للكيان الصهيوني، وكانت سبباً فى تكثيف الضغط على حكومة القتل والحرب الإسرائيلية وأصابتها بالارتباك والذى وصل إلى حد الجنون بالقصف المتواصل لقطاع غزة وارتكاب أبشع المجازر بمدينة رفح الفلسطينية، هذا إلى جانب بعض المحاولات لتوسعة رقعة القتال وتوريط أطراف أخرى بغرض استمرار الحرب واشغال المجتمع الإسرائيلى عن الاخفاقات المتلاحقة التى وقعت فيها حكومة نتنياهو وجعلتها محل انتقاد وكراهية شعوب العالم، كذلك إلهاء الإسرائيليين عن المطالبة باجراء انتخابات برلمانية مبكرة للتخلص من نتنياهو وحكومته.
ونعود لـ»الصفعات» المتتالية أو الوقائع التى أربكت حكومة القتل والحرب الإسرائيلية والتى يمكن الاشارة للبعض منها فى النقاط التالية:
>طلبت المحكمة الجنائية الدولية استصدار أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية متورط فيها نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت وتسببهما فى معاناة وتجويع المدنيين فى غزة.
>أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً يلزم إسرائيل بوقف العملية العسكرية فى مدينة رفح جنوبى قطاع غزة لأنها تزيد من المعاناة وسوء ظروف العيش للفلسطينيين.
> اعتراف كل من أيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية المستقلة
>إعلان تعثر المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل و»حماس».
>ارتفاع وتيرة الغضب لدى أسر الرهائن واتهامها لنتنياهو بالفشل فى الافراج عنهم ومطالبتهم باجراء انتخابات مبكرة.
> اتهام زعيم المعارضة الإسرائيلية «لابيد» لنتنياهو بأنه فقد شرعيته وعليه التقدم باستقالته.
> مواصلة المقاومة الفلسطينية ضرباتها القوية لجيش الاحتلال وتكبيده خسائر كبيرة فى المعدات والأرواح.
لقد أدركت حكومة القتل والحرب الإسرائيلية ومن خلال هذه الصفعات المتتالية أنها باتت «معزولة» وانها فشلت فى تحقيق أى من أهدافها فى الحرب على غزة رغم التكلفة الكبيرة للحرب ورغم تدهور مستوى المعيشة للإسرائيليين وافتقادهم للأمن والأمان فى كل أرجاء إسرائيل، أضف إلى ذلك هذه المظاهرات المنددة بإسرائيل والتى تجتاح معظم دول وجامعات العالم فضلاً عن التحولات الكبرى فى مواقف كانت مؤيدة فى السابق لإسرائيل وأصبحت فى الوقت الحالى مناهضة لها أو على الأقل باتت تطالب باقرار حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية وهى المطالب التى تثير حقد الحكومة الإسرائيلية وتجعلها ترتكب أبشع جرائم الحرب «الإبادة الجماعية» فى غزة ورفح الفلسطينية.
فى الأخير فإن الصفعات التى تلقتها إسرائيل الأسبوع الماضي- والتى لا تقل أهمية عن صفعات أسبوع تساقط الطائرات فى سبعينيات القرن الماضي- تؤشر جميعها إلى ما يمكن وصفه بـ «موسم تساقط أوراق التوت» عن رئيس حكومة تل أبيب وأعضائها وكل من شارك فى العدوان على غزة وأمتهن القتل والدمار ضد شعب أعزل وكذلك كل من ساهم بصمت وسلبية فى مواصلة إسرائيل جرائمها فى المنطقة وفقدان الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية دورهم فى تنفيذ القانون الدولى الإنسانى والعودة بالعالم إلى «الهمجية» والسطور الأولى من التاريخ.