السيناريست المصري محمد عبدالمالك يصف مهنته بأنها “تشريح للنفس الإنسانية” ويؤكد: النص الدرامي لغة مشتركة بين صناع العمل
استعاد كاتب السيناريو المصري محمد سليمان عبد المالك بدايات رحلته المهنية من دراسة الطب إلى عالم الكتابة الدرامية، مؤكداً أن شغفه بالسرد قاده إلى مهنةٍ يصفها بأنها “أقرب إلى تشريح النفس الإنسانية من تشريح الجسد“.
جاء ذلك خلال ورشة عمل مهنية بعنوان “كتابة سيناريو المسلسل التلفزيوني“، قدمها ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، حيث قدّم فيها خلاصة أكثر من خمسة عشر عاماً من التجربة في كتابة الدراما العربية.
من الطب إلى السيناريو: فن يجمع بين الإبداع والإنتاج
روى عبد المالك كيف انتقل من دراسة الطب إلى عالم السيناريو، موضحاً أن شغفه بالكتابة تغلّب على المهنة الأكاديمية. وأشار إلى أن أصعب ما واجهه في بداياته كان التعلم الذاتي قبل أن يتمكن من صقل موهبته بالدراسة الأكاديمية والدورات المتخصصة.
وأضاف أن كتابة السيناريو تُعد من أكثر أشكال الكتابة تعقيداً، لأنها تتطلب الجمع بين الفن والإنتاج، والإبداع والحسابات العملية. وأوضح أن السيناريو هو النقطة الأولى التي يُبنى عليها العمل الدرامي بكل عناصره الفنية والتقنية، لافتاً إلى أن كل مشهد يُكتب يتحول لاحقاً إلى جدول إنتاجي يحدد الشخصيات والمواقع والتكاليف، ليصبح النص الدرامي “لغة مشتركة تجمع المبدعين خلف الكاميرا وأمامها“.
تحديات الدراما الحديثة والتفرقة بين الرواية والسيناريو
تحدّث عبد المالك عن تطور الدراما التلفزيونية خلال العقدين الأخيرين، مبيناً أن المنصات الرقمية والهواتف الذكية أعادت تشكيل علاقة الجمهور بالمحتوى، ودفعت الكتّاب إلى البحث عن أشكال جديدة للسرد والتفاعل، في ظل تحولات المشاهدة الحديثة.
كما فرّق بين الكتابة الروائية والسيناريو، موضحاً أن الرواية تُكتب لتُقرأ، بينما السيناريو يُكتب ليُنفّذ. فبينما يخلق الأديب عالمه الكامل بالكلمات، يشارك السيناريست المخرج والممثلين والموسيقيين في بناء الصورة الحية على الشاشة.
واعتبر أن التحدي الأكبر في كتابة السيناريو هو التعبير عن المشاعر بأقل عدد من الكلمات، وصياغة حوار طبيعي وبسيط يعكس الحياة اليومية دون مبالغة أو وصف تقريري.
يُذكر أن محمد عبد المالك، الذي ولد عام 1979 في الكويت، عُرف بأعماله التلفزيونية المميزة مثل «رقم مجهول» و«ممالك النار» و«باب الخلق».









