اؤكد.. أن مجازر «النازحين» التى ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى رفح الفلسطينية تأتى فى سياق الإجرام والجنون «المنظم» الذى تقوم به إسرائيل فى حربها على غزة منذ «السابع من أكتوبر» الماضى من أجل تحقيق «هدف رئيسي» وهو استعادة «الهيبة المزعومة» لجيش إسرائيل بعدما منحه الفلسطينيون لقب «الجيش المسحول» وهو «العار» الذى سيظل يطارد «الجيش الأكذوبة» إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا.
«مجازر النازحين» التى يحرق ويذبح خلالها جيش إسرائل «بالسلاح الأمريكي» عشرات الأطفال والنساء وهم «نيام ..جياع ..عطشي» داخل خيامهم.. هذه المجازر يظن « جيش الأحتلال» أنها يمكن أن تسترد كرامته المسلوبة وغطرسته «الذليلة».. لكن «بعداً بعدا».
قبل«سويعات» من هذة المجازر .. أعلن الفلسطينيون عن قيامهم بعملية بطولية جديدة فى غزة استدرجوا خلالها قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق وأوقعوا أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح و«أسير».. وبث الفلسطينيون «صوراً» توثق العملية أخطرها وأشدها إيلاماً وعارا على إسرائيل وجيشها تلك الصورة التى يظهر فيها الفلسطينيون وهم «يجرون ويسحبون» أحد عناصر الجيش الإسرائيلى وإدخاله إلى مكان ما داخل النفق لينضم إلى «الأسرى الآخرين» الذين تبحث عنهم إسرائيل وحلفاؤها منذ ما يقرب من ثمانية أشهر!!
مشهد سحب وجر و«سحل» الجندى الإسرائيلى داخل أنفاق غزة.. أكد ورسخ فى جميع الأذهان «المشهد الأول» والذى حدث يوم «السابع من أكتوبر» عندما تدفقت «الصور الحية» من غلاف غزة وهى تحمل المفاجآت المزلزلة والتى كان من ببنها قيام الفلسطينيين بسحب وجر جنود جيش إسرائيل من داخل دباباتهم وهم «مذعورين مرتجفين».. العار الذى سطره الفلسطينيون فوق جبين جيش إسرائيل يوم «السابع من أكتوبر» أعاد أبناء غزة تسطيره ثانية «السبت الماضي» لتسقط من جديد «هالة الأكاذيب» التى نسجتها إسرائيل ومريدوها حول «جيش الاحتلال» طوال عقود عديدة.
ماحدث لجيش إسرائيل فى أنفاق غزة السبت الماضى بالفعل «هزة عنيفة» للمشروع الصهيونى الكبير .. زمان ومكان الحدث إذا ما تم إضافته إلى «المشهد المماثل» يوم السابع من أكتوبر .. يمكن القول عنده أن إسرائيل فقدت «الركن الرئيسي» الذى يعد أساس «وجودها الاستعماري» فى المنطقة وتحصل من أجله على دعم ومباركة وتأييد الولايات المتحدة ومعها بقايا المشروع الاستعمارى القديم.. ألا وهو «صورة القوة الرادعة».. لقد أصيبت هذه القوة فى مقتل ولن تستطيع إسرائيل محو صورة «الجيش المسحول» مهما فعلت من إجرام ومهما بلغ جنونها «المنظم».
إننى أرى أن الحرب الإسرائيلية على غزة.. رغم استمرار المعارك والمجازر والمذابح..أرى أن هذه الحرب قد تم حسم «نتيجتها» بهزيمة مدوية لإسرائيل.. هزيمة فى ميدان المعركة داخل غزة وهزيمة أكبر وأوسع فى ميادين العالم «السياسية والاقتصادية والانسانية» خاصة أمريكا وأوروبا والمنظمات الأممية.. لقد لحقت بإسرائيل خسارة كبرى فى «الميادين الدولية التقليدية» التى كانت تناصرها دائما..والآن تحول كثير من هذه المناصرة لصالح غزة وفلسطين بشكل عام.. هذه حقيقة نراها ونتابع اتساع نطاقها يوما بعد بوم.
نعم .. نتيجة الحرب تم حسمها بالفعل ..إسرائيل دمرت وأبادت كل مظاهر الحياة فى غزة ..البشر والشجر والحجر.. لكن على الرغم من ذلك فشلت فى تحقيق أى هدف من أهدافها طيلة ما يقرب من ثمانية أشهر من القصف المتواصل بالطيران والمدافع والدبابات والحصار وفرض الموت البطيء «بالجوع والعطش ومنع الدواء والعلاج» على كل من ينجو من المجازر المتواصلة وكل من يرقد مريضا أو جريحا بالمستشفيات.. إسرائيل فعلت كل هذا ولم تنتصر بل تم هزيمتها شر هزيمة.. هزيمة إسرائيل يجدها كل « سائل» فيما يقوم به الفلسطينيون كل يوم ضد جيش الاحتلال وصور «الجيش المسحول» أدق وأقوى دليل على ذلك.. هزيمة إسرائيل يجدها «السائل» فى الفشل والتخبط والكذب المستمر لأجهزة أمن ومخابرات دولة الإحتلال.. يجدها أيضا فى هذا التشرذم الداخلى فى الحكومة والجيش ومجلس الحرب.. الهزيمة يجدها «السائل» كذلك فى سخط الشارع الإسرائيلى على قيادته وجيشه وتصرفات دولته.. هزيمة إسرائيل يجدها «السائل» فى ملحمة الصمود والتحدى التى أبهر بها أهل غزة «الكرة الأرضية».. الموت أهون عليهم من ترك أرضهم.
هزيمة إسرائيل.. واضحة جلية فى القرارات الصادرة من محكمة العدل الدولية ومن المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية .. قرارات تجعل إسرائيل «لأول مرة» وبصفة رسمية فى دائرة «الدولة المجرمة» وقادتها السياسيين والعسكريين تحت سيف الملاحقة والاعتقال باعتبارهم «مجرمى حرب».. نعم نتيجة الحرب على غزة تم حسمها بالفعل والجميع ينتظر «فقط» اعتراف إسرائيل (رسميا) بهزيمتها.
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.