أمام اثنين واربعين قاضيا يمثلون أقاليم مصر الكبرى وفى حضرة أوزوريس العظيم يوزن قلب الإنسان أمام محكمة العدالة، فيوضع القلب فى كفة وريشة ماعت فى الكفة الأخرى ، فإن تساوى الوزن دل ذلك على طهر القلب ونقائه وخلوه من الخطايا والذنوب وهنا يأمر أوزوريس بدخول جنة الخلد ليرى الآلهة وينعم بما حرم منه فى الدنيا ، وان رجحت كفة القلب دل ذلك على سوء صنيع صاحبه فيقدم إلى الوحش عممت فيمحى إلى الأبد ، وأمام هذه المحكمة يقف المصرى القديم ليعترف بالنفى لارتكاب الخطايا او ما يسميه البعض الاعترافات السلبية ، يقف المصرى امام اثنين واربعين قاضيا ينفى امام كل واحد منهم ارتكابه لخطيئة من الخطايا ، وكما جاء فى « كتاب الموتى يدخل المصرى القديم مبتدئا بالسلام على أوزوريس العظيم.
>>>
السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك يا إلهى خاضعا لأشهد جلالك، جئتك يا إلهى متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث فى يمين ولم تضلنى الشهوة فتمتد عينى لزوجة أحد من رحمى ولم تمتد يدى لمال غيري، لم أكن كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع فى الإيقاع بعبد عند سيده. إنى (يا إلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وماقتلت وماغدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إنى لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إنى لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الاثم، فاجعلنى ياإلهى من الفائزين ، لم احرم الماشية من عشبها، لم اصنع الفخاخ لعصافير الاله، لم أصطد السمك من بحيراتهم، لم أمنع المياه فى موسمها، لم اقم سدا أو عائقا امام الماء الجاري، لم اطفئ نارا متأججة (مشتعلة)
>>>
ويمكن استعراض 42 مادة من مواد دستور الطهارة والنقاء والقيم لدى المصريين القدماء اجدادنا العظماء كما وردت فى كتاب الموتى الموجود نسخة منه فى المتحف البريطاني.
لم أرتكب الخطيئة ضد البشر – لم أظلم أحدًا – لم أرتكب الشر مكان الخير – لم أُعذب أحدًا بلا سبب – لم أقتل – لم أسبب الألم لإنسان أو حيوان – لم أُقلل من وزن الميزان – لم أختلس ما يخص المعابد – لم أسرق- لم أسرق خبز الأطفال أو أفواه اليتامى – لم أسرق القرابين المخصصة للآلهة – لم أسرق طعام المــوتى – لم أكــذب – لم أخــدع – لم أقتل حيوانًا مقدسًا – لم أُدنِس ماء النيل – لم ألوث الأرض – لم أرتكب الزنا – لم أسبب البكاء لأحد – لم أرفع صوتى بغضب – لم أتحدث بالسوء عن الإله – لم أسبب جوعًا أو عطشًا لإنسان – لم أقتل أو أرسل أحدًا للموت – لم أخفِ آذان العدالة عمن يطلبها – لم أفسد موازين الحق – لم أنكر الإله فى قلبى – لم ألعن الملك – لم أسيء إلى خادم أو تابع – لم أرتكب الخيانة – لم أسرق من الماشية أو القطعان – لم أقطع الطريق على أحد – لم أغش فى المكيال أو الميزان – لم أنقص من وزن الذهب أو الحبوب – لم أتجسس على الناس – لم أرتكب الفسق فى مكان مقدس – لم أعتدِ على امرأة رجل آخر – لم أتسبب فى خوف إنسان بريء – لم أسبّ أحدًا – لم أُغلق أذنيّ عن صوت الحقيقة – لم أُبعد العدالة عن طريقها – لم أفسد طعام الآلهة أو الشراب المقدس – لم أرتكب خطيئة ضد «ماعت» (الحق والعدالة)
>>>
والذى نفسى بيده اننا مقصرون فى حق حضارتنا وحاضرنا ، ما هذا الثراء وما هذه العظمة ، انها ترقد فى فتنة بين دفتى كتاب ولا يعلمها إلا قليل من الناس ، ان نشر هذه القيم وترسيخها لدى ابناء الامة المصرية هو فرض عين علينا جميعا، اما نشر مجموعة القيم هذه امام العالم فهو قصة اخرى لها واجبات اخرى .








