الدفع بلواء سادس لتوسيع العمليات وسط اشتباكات ضارية وقصف عنيف
فى الوقت الذى لا يزال فيه العالم مصدوما من الضربات الإسرائيلية التى استهدفت، مخيم السلام فى منطقة مواصى رفح الفلسطينية، حاصدة أرواح عشرات النازحين، عاودت إسرائيل الكرّة وارتكبت مجزرة جديدة حيث استهدفت مسيرات إسرائيلية خيام النازحين فى مخيمات للأونروا غرب المدينة بينما أعلن الجيش الإسرائيلى إصابة 13 عسكريا فى معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى إعادة تفعيل خدمات الإسعاف والطوارئ فى غزة بعد توقف 4 أشهر.
هذا وتواصل القصف الإسرائيلى للمناطق الغربية بالمدينة مع تقدم الدبابات الإسرائيلية وتوسيع عملياتها البرية فى رفح الفلسطينية حيث وصلت إلى عمق المدينة، فيما تجاوز عدد شهداء القطاع منذ بدء الحرب أكثر من 36 ألف شهيد.
وذكرت الأنباء استشهاد وإصابة العشرات جراء القصف الإسرائيلى على رفح الفلسطينية منذ فجر أمس، فى حين استشهد آخرون بقصف علي جباليا ومحيط مستشفي كمال عدوان.
وأفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 21 فلسطينيا بقصف إسرائيلى جديد على منطقة تضم خيام نازحين بمواصى رفح جنوبى قطاع غزة.
وأصبحت منطقة المواصى إحدى أهم الوجهات التى يقصدها العائدون من رفح، بعد أن أصدرت إسرائيل فى 6 مايو، أمراً بإخلاء مناطق فى رفح، وطالبت النازحين والمدنيين بالتوجه إلى تلك المنطقة.
كما أشارت مواقع إخبارية فلسطينية إلى «استشهاد مواطنين وعدد من الاصابات بعد غارة اسرائيلية على منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة، واستشهد مواطنان على الأقل إثر قصف الاحتلال منزلا لعائلة الغصين فى حى الدرج بمدينة غزة».. وأيضا «استشهد 3 مواطنين على الأقل وأصيب عدد آخر، جراء استهداف الاحتلال خيمة نازحين لعائلة أبو جراد على بوابة بركسات الوكالة فى تل السلطان غرب مدينة رفح».
إلى ذلك، استهدف القصف المدفعى المستشفى الميدانى الإندونيسى فى تل السلطان غرب رفح الفلسطينية فضلا عن منزل فى المنطقة ما أدى إلى سقوط عدة أشخاص، حسب ما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.
وقال المركز الفلسطينى للإعلام إن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف الطابق العلوى من مستشفى الإندونيسي. كما ذكر تلفزيون «الأقصي» أن جثة قتيل وصلت إلى المستشفى الإماراتى جراء قصف منطقة البركسات غرب رفح.
فى السياق ذاته، أفاد موقع Ynet بأن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى وسط مدينة رفح الفلسطينية بعد ثلاثة أسابيع من المناورة البرية بمحيط المدينة. وقالت الموقع الإسرائيلى إن الدبابات وصلت إلى وسط مدينة رفح، وشوهدت بالقرب من مسجد العودة، الذى يعتبر أحد المعالم الرئيسية فى المدينة.
وفى السياق نفسه، أفاد مصادر بأن قوات الجيش الإسرائيلى أطلقت النار بكثافة فى محيط منطقة العودة وسط مدينة رفح، كما استهدفت الحى السعودى فى المدينة. وقال إن عددا من الأهالى نزحوا من غرب رفح جراء القصف الإسرائيلى المستمر.
كما دفع الجيش الإسرائيلى بلواء جديد لينضم إلى 5 ألوية أخرى متوغلة فى مدينة رفح جنوبى قطاع غزة، فى خطوة تصنف ضمن توسيع العملية العسكرية الجارية فى المنطقة.. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن لواء بيسلماخ دخل إلى رفح، وهو اللواء السادس الذى يقاتل هناك، دون تحديد أسماء بقية الألوية.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات الجيش الإسرائيلى التى توغلت قرب مسجد العودة فى مدينة رفح، تخوض اشتباكات ضارية بغطاء جوى مكثف مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقالت مواقع عبرية، إن «القوات الإسرائيلية تخوض معارك ضارية مع المسلحين وسط مدينة رفح، وتعمل القوات على الأرض بغطاء جوى كثيف»، مشيرا إلى أن «الدبابات التابعة للجيش الإسرائيلى تتقدم نحو وسط مدينة رفح».
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن إطلاق النار متواصل وكثيف وسط مدينة رفح على الشارع الرئيسي، وسط قصف مدفعى مكثف غرب رفح فى محيط حى تل السلطان. وأضافت المصادر أن طائرات «الكواد كابتر» تقوم بإطلاق نيرانها فى محيط المستشفى الإماراتى وتل الزعرب ومنطقة الزعاربة ومحيط مركز الشرطة، تزامنا مع قصف عنيف جدا فى محيط المستشفى الإماراتى غربى مدينة رفح.
كما تشهد عدة مناطق فى رفح حالة نزوح كبيرة جراء القصف المدفعى الإسرائيلى الذى يستهدف المنازل فى محيط دوار زعرب وتل السلطان وحى السعودى وفقا لوسائل إعلام فلسطينية.
وبالتزامن مع القصف العنيف على مدينة رفح جنوب القطاع، شنت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية غارات مكثفة على مناطق شمال غزة، أسفرت عن تدمير حى سكنى وعدد كبير من المنازل فى منطقة الفالوجا بمخيم جباليا.
فى سياق متصل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت فرار نحو مليون شخص من رفح.وأوضحت فى منشور على منصة «إكس» أن «النزوح حدث رغم عدم وجود مكان آمن يمكن الذهاب إليه ووسط القصف ونقص الغذاء والماء وتكدس أكوام النفايات والظروف المعيشية الصعبة». وحذرت الوكالة الأممية، من أن «تقديم المساعدة والحماية يزداد صعوبة يوما بعد يوم وبات شبه مستحيل».
من جانبها، أوضحت مصادر طبية أن جميع المستشفيات فى محافظة رفح جنوب قطاع غزة خرجت عن الخدمة باستثناء مستشفى تل السلطان للولادة.
وأوضحت المصادر أنه لم يتبق سوى مستشفى تل السلطان للولادة يصارع من أجل البقاء والاستمرار فى تقديم الخدمة للمرضي.