ودائماً وأبداً.. وفى كل الأوقات والعصور.. ستظل مصر بلدنا أم الدنيا وأم البلاد وغوث العباد.
ودار الإفتاء المصرية وفى منشور لها على صفحاتها ردت على استفسار حول تسمية مصر بأم الدنيا وقالت إن النبى نوح عليه السلام أطلق اسم «أم الدنيا» أو أم العباد وغوث العباد على مصر.
وأوضحت الدار نقلاً عن حديث لعبدالله بن العباسى أن نوحاً عليه السلام قال لابنه حين أجاب دعوته «اللهم بارك فيه وفى ذريته وأسكنه الأرض المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد ونهرها أفضل أنهار الدنيا واجعل فيها أفضل البركات».
وحين يدعو نوح عليه السلام لمصر أم الدنيا فإنها الدعوة المستجابة والأمل الدائم واليقين الراسخ بأننا نعيش على الأرض المباركة مصر وأن الله سبحانه وتعالى يحفظ هذه الأرض ويبارك فى أهلها وأننا مهما واجهنا من أزمات ومن صعاب ومن معاناة فإن ذلك لن يحبطنا ولن يثنينا عن القيام بدورنا دعاة للحق والسلام.. ونموذجاً وأرضاً للأمن والخير والاستقرار للجميع.. والله سيبارك لنا لأننا حتى فى أصعب الأزمات لم نغلق أبوابنا فى وجه أحد.. وتقاسمنا بحب وإخلاص لقمة الخبز مع الملايين من الأشقاء القادمين للاحتماء بنا لأننا كنا وسنظل أم البلاد وغوث العباد.
>>>
وماذا عن القتلة..؟ ماذا عن قتلة الأطفال والنساء.. ماذا عن الذين يتفاخرون بضرب وهدم المستشفيات والمساجد.. ماذا عن الذين يقودون حرباً للإبادة ضد شعب بأكمله.. وماذا عن الذين يوفرون لهم غطاء للحماية ويقدمون لهم المال والسلاح؟
إن الجيش الإسرائيلى قام بقصف خيام النازحين فى مدينة رفح مما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين من المدنيين، وبدلاً من أن تسارع الإدارة الأمريكية إلى توجيه اللوم لإسرائيل وإلى حثها على إيقاف حرب الإبادة فإن المتحدث باسم الأمن القومى الأمريكى قام بالدفاع عن إسرائيل وتبرير الجريمة قائلاً «لإسرائيل الحق فى ملاحقة حماس ونحن نتفهم أن هذه الضربة قتلت اثنين من قادة حماس»!!
والمتحدث الأمريكى يبرر الضربة التى يقول عنها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل فى محاولته الدفاع عن هذه المجزرة أنها تمت بالخطأ..!
والموقف الأمريكى ليس غريباً أو محيراً.. إنهم يتعاملون مع كل الفلسطينيين على أنهم جميعاً من الإرهابيين ويجب التخلص منهم.. وهذا هو المنطق الأمريكى فى حل الأزمات.. القوة.. والقوة.. والإبادة أو لا شيء آخر وتاريخهم فى إقامة أمريكا خير شاهد على ذلك.. وما حدث للهنود الحمر من إبادة هو ترجمة للفكر الأمريكى السائد.
>>>
ولكن الأمل موجود.. ولا تستهينوا بما يحدث من متغيرات فى العقل والفكر الأمريكى للأجيال الجديدة.. وما يحدث فى جامعة هارفارد والتى تعتبر واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية هو ترجمة لتحرر الأجيال الجديدة من تزوير التاريخ والوقائع فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. والطالبة التى زلزلت مدرجات الجامعة فى حفل التخرج بكلمات قوية رائعة مفاجئة تجاوبت معها القاعة بالتصفيق والهتاف عبرت عن فكر جديد أكثر وعياً وإدراكاً حين انتقدت إدارة الجامعة على قرار حرمان ثلاثة عشر طالباً من المؤيدين للفلسطينيين من حضور حفل التخرج.
إن هذه الطالبة ومعها الآلاف من طلاب هارفارد ومن الخريجين هم القادة الجدد لأمريكا.. وهم الأمل فى أن تسود مفاهيم الحق والعدل والإنسانية وأن تتحرر أمريكا قبل غيرها من الأوهام ومن سيطرة الجماعات الماسونية التى تدير العالم وفقاً لمصالح وأهداف شيطانية.
>>>
وتستمر الحياة ونعود لحواراتنا وقضايانا وأتحدث عن مفهوم التكريم والاحتفاء بالكبار والرموز فى بعض النقابات.. وحيث تسود روح «الشللية» وحيث يكون التكريم قاصراً على أعضاء «الشلة» والذين يساندون بعضهم البعض ويتذكرون بعضهم البعض.. ومن ليس له شلة مكانه النسيان والتجاهل وليس مهماً أية معايير أخري.. شلة تيجي.. وشلة تروح.. وهى كده..!
>>>
وإلى ذلك القلب الذى ظننته مختلفاً.. وداعاً..!! فعلى مدار سنوات وسنوات.. نعرف ناس.. نصاحب ناس.. ونقول عنهم إنهم أعز الناس ولا نطيق ولا نقبل أن نسمع عنهم إساءة أو انتقاصاً من مكانتهم ومن قيمتهم.. ننظر إليهم على أنهم دائماً الكبار ونحن الصغار مهما تقدم بنا العمر ومهما ابتعدت المسافات.. ولكن.. وآه من لكن.. الصدمة تأتينا فجأة.. فلا يوجد فى الحياة جهاز لقياس الوفاء أدق من المواقف.. والمواقف تفسر وتشرح كل شيء.. ولصاحب القلب الذى كنت أظن أنه مختلفاً.. وداعاً، ففى أول موقف كان الاختبار.. وكانت الصدمة.. وكان الوداع.. وياه ما أكثر الذين يرسبون فى اختبارات المواقف.
>>>
والله يكون فى عون رجال شرطة المرور.. هايعملوا إيه ويلاحقوها منين ولا منين.. كاميرات للمراقبة فى كل مكان للحد من السرعة، وكاميرات لمنع التحدث فى الهواتف ولارتداء حزام الأمان.. وقوانين وإجراءات مشددة لمواجهة القيادة عكس الاتجاه.. وحملات وكمائن مرورية هنا وهناك.. وإرشادات وتوعية ومناشدات.. و»مفيش فايدة».. الناس تريدها فوضي.. الناس مبسوطة كده..!
>>>
وأخيراً:
>> وتستمر الحياة.. ونحن نقاوم.
>>>
>> ولقد أصلحنا الميزان..
ولن نعطى أحداً أكثر من قيمته بعد الآن.
>>>
>> وعزيز النفس لا يعادي،
بل يترك الجمل بما حمل.
>>>
>> وليست المأساة فى رحيل من نحب،
ولكن المأساة الحقيقية هى رحيل قلبك مع من تحب.