الردع المصرى 4
لاشك أن هناك مخططاً أمريكياً إسرائيلياً، يستهدف رسماً جديداً للمنطقة، أو «سايكس بيكو» جديدة وتحقيق الحلم الصهيونى فى إقامة إسرائيل الكبري، وأولى خطوات الشيطان لتحقيق المخطط الخبيث هو تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين وتوطنيهم فى سيناء، مصر أجهضت هذه المؤامرة، وعطلت تنفيذ المخطط فى ثورة «30 يونيو» العظيمة.. لكن قوى الشر، تحاول إعادة الحياة لمخطط الشيطان أو المخطط الصهيو ـ أمريكى حتى ولو بالقوة الجبرية، وارتأت أن هذا هو الوقت المناسب للتنفيذ لأنه مع القادم لن تستطيع تنفيذه فمصر قاب قوسين أو أدنى من إكمال مشروعها الوطنى لبلوغ القوة والقدرة الفائقة والتقدم وترى قوى الشر طبقاً للمخطط الصهيونى الأمريكي، أنه لا يجب أن يسمح لمصر أن تصل إلى هدفها، وبالتالى تنشيط محاولات توريط مصر فى أى مستنقع على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى عملية تطويق غير مسبوقة، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل فى ظل وعى وإدراك مصر وقيادتها السياسية لما يدور فى العقل المريض لقوى الشر.. لذلك هناك ضغوط، وتصعيد إجرامي، وحرب إبادة.. تمارس على الفلسطينيين فى قطاع غزة، فالمطلوب ألا يوجد فلسطينى واحد فى غزة، أى قطاع بلا فلسطينيين، والسؤال أين يذهبون طبقاً لأوهام المخطط الصهيو ـ أمريكى سيناء والإجابة المصرية تقول بحسم وشموخ.. سيناء يا تبقى مصرية، يانموت على أرضها.
إذن ما هو الحل فى ظل الضغوط وحروب الاستفزاز والأكاذيب ومحاولات الاستدراج، بل والاقتراب..؟ الإجابة، أن مصر وإن كانت لا تريد الحرب، وتتمسك بسلام الأقوياء، إلا أنها فى نفس الوقت جاهزة لكافة الخيارات بثقة وقدرة فائقة، بل وإدراك لما ستقوم به فمن الواضح أن إسرائيل، فقدت العقل وباتت تلعب بالنار، ومن الواضح أيضاً أنه لا يوجد ناصح أمين من رعاة الدولة الصهيونية يحذر نتنياهو وعصابته من مغبة المغامرة ومخاطر اللعب بالنار.
لن تتحقق إضعاث أحلام إسرائيل، وأوهامها، ولن ترى مخططات أمريكا النور على حساب مصر، فمن الواضح أن هناك إصرار من قوى الشر على تنفيذ المخطط المعطل على يد مصر، ملامح هذا الإصرار، تتجسد فى التمادى والتصعيد، والاستفزاز، والضرب بالقوانين والمبادئ عرض الحائط، والاقتراب من حافة الخطر، وتجاوز لغة العقل، والضغوط، والإملاءات، والابتزاز والأكاذيب والتشويه لدور مصر، لكن فى المقابل فإن الصبر المصرى قد ينفد وساعتها سوف يندم الجميع، القاصى والداني، وسوف يكون الشرق الأوسط والمنطقة على موعد من المصير المجهول بل العالم سيكون أيضاً مع هذا المصير ربما حرب عالمية ثالثة، لأن هناك قوى كبرى تنتظر.
واشنطن تخرج علينا تارة لتقول إن مصر حليف استراتيجى لا يمكن التفريط فيه، والوجه الآخر يدعم إسرائيل بلا حدود، بل ويساند إجرامها، ويتصدى الفيتو الأمريكى لأى محاولات أو إقرارات لإيقاف العدوان أو حتى العضوية الكاملة لفلسطين فى الأمم المتحدة.
سلوك واشنطن منذ 2011 يشير إلى أن هناك مخططاً شيطانياً يستهدف مصر، لكن هناك قائداً عظيماً قوياً أميناً، وطنياً شريفاً، لا يركع إلا لله، وأجهض ومازال كل المخططات وجهز مصر ومكنها من القوة والقدرة، والردع، لمواجهة هذه المخططات، ورغم ذلك هى قوة حكيمة رشيدة، صابرة، لكنها لا تفرط ولا تتهاون فى الدفاع وحماية خطوط مصر الحمراء، «الحدود ـ الأرض، السيادة».
من هنا أقول إن أفضل أسلحة المصرى هو الاصطفاف والالتفاف حول القيادة السياسية، لأنها تدرك وتعرف جيداً كيف تتعامل وتتعاطى وما لديها من أدوات ووسائل رادعة وحاسمة، وأيضاً الثقة فى قوة الجيش المصرى العظيم، وهو جيش وطنى شريف، يحمى ويدافع، ولا يعتدى هو عمود الخيمة للأمة المصرية، وصمام أمان وجودها وبقائها وانتصاراتها، هو القوة والقدرة، وأيضاً البناء والتنمية، هو جيش المصريين، من نسيجهم الوطنى عقيدته النصر أو الشهادة، قوته ليست فى السلاح والعتاد وأحدث أنظمة التسليح فى العالم وما وصل إليه جيش مصر العظيم من عصرية وجاهزية واحترافية، قوته فى مقاتل هو خير أجناد الأرض، قوته فى شرف بلا حدود، فى تجارب وخبرات متراكمة وقدرات وصلابة وقدرة على التحمل والقتال فى مختلف الظروف، فى شجاعة وبسالة نادرة واستثنائية، فى استعداد دائم للبذل والتضحية، وحقاً كما قال الرئيس السيسي، اللى عاوز يجرب يجرب.
لذلك علينا كشعب أن نطمئن ونأمن أن مصر لديها درع وسيف.. وطالما أنت قوي، فلا تخشى من عدوك، مهما حاول استفزازك واستدراجك لكن عند نقطة معينة ومحددة لن يستطيع الاقتراب أكثر من ذلك لأنه يعرف ويدرك المصير، ولديه آلام كثيرة وصفعات موجعة، لم ولن ينساها.
ظنى أن قوى الشر، لن تغامر بمزيد من الاقتراب، فالثمن سيكون فادحاً، إذا نفد الصبر، إنهم يدركون ذلك، ولعل الرسائل المصرية تلو الأخري، كافية، حتى يرتد إليه عقله، لأنه فى وضع هو الأسوأ ولن يغامر بما تبقى من عظامه التى سوف تطحن، وأوراق مصر كثيرة، فى التعامل مع الداعمين للكيان الصهيوني، وتعرف كيف تؤلمهم جيداً.