يرى خبراء البنك الدولى أن تطوير الأساليب الزراعية يستطيع أن يحل الكثير من الأزمات الاقتصادية للدول النامية.. وهناك الكثير والكثير من قصص النجاح الرائعة والتى تحققت من خلال الاهتمام والجهد والبحوث فى التطوير الزراعى من أجل زيادة الإنتاج أو استحداث الزراعات وتنوعها.. مثلما حدث بالفعل فى بعض الدول الافريقية ودول أمريكا الجنوبية ورومانيا وماليزيا.. وأيضاً كما استطاعت المغرب أن تستوطن زراعة الزعفران فى أراضيها حتى أصبحت رابع دولة فى العالم لتصديره وحققت موردا إضافياً للدخل القومى حيث إن الزعفران يعد أغلى من الذهب.
نحن فلاحون.. ورغم كل المتغيرات التى استجدت على نمط حياتنا.. وعلى أراضينا.. ومياهنا.. فسوف نظل فلاحين.. ولابد أن نزرع.. ونعلم كيف نزرع بجد.. وكيف نطور كل ما يتعلق بالارتقاء بالمنتج الزراعى كما وكيفا.. من أجل أن نأكل ومن أجل أن نصدر لنرتقي.. المنظومة الزراعية فى العالم تطورت كثيراً جدا فى السنوات القليلة الماضية.. بسبب التطور العلمى الذى شمل كافة العناصر المتعلقة بالزراعة والتطبيق الميدانى الشمولى لهذه المستجدات البحثية والعلمية.
من الزراعات الواعدة جداً والتى من الممكن ان يكون لها مردود ايجابى كبير فى مصر هى زراعة الشوفان.. والذى هو من فصيلة القمح والشعير ولكنه يختلف كثيراً.. حبوبه لها قيمة غذائية ليس لها مثيل.. وسيقانه غذاء حيوى للماشية.. الحبوب تحتوى على 17 فى المائة من البروتين الشبيه بالبروتين الحيوانى فى اللحوم واللبن والبيض.. أى أنه مصدر جيد وأرخص سعرا للبروتين.. وبدون الدهون الضارة.. بل مع وجود كميات وفيرة من الألياف والتى تمنع إمتصاص الدهون والسكريات وتزيد من سرعة الاحتراق فى الجسم وبالتالى تفيد فى إنقاص الوزن.. كما أنها تحمى من الإصابة بعدد من الأورام والسرطانات.. ومن أهم خواص حبة الشوفان انها تقلل من نسبة الكوليستيرول فى الدم ولذلك تحمى من الإصابة بتصلب الشرايين والإصابة بجلطات القلب والدماغ.. وهذا ما أقرته منظمة الصحة العالمية ومما جعل هيئة الأدوية والغذاء الأمريكية تسمح بكتابة هذه الخاصية على منتجات الشوفان.. أيضاً نجد أن الشوفان يحتوى على العديد من الفيتامينات والمعادن خاصة فيتامين ب والمنجنيز وكذلك على الكثير من المواد المضاده للأكسدة.. لذلك تعتبر وجبة الشوفان مع الحليب فى الإفطار هى أجود ما يمكن أن يقدم للأطفال والكبار والحوامل.. ولعلنا نفكر جيداً أن تكون «الفطيرة» المدرسية اياها مصنعة من دقيق الشوفان وليس دقيق القمح.. لضمان وصول كمية كافية من البروتين «الحيواني» للطلبة.. وهو الاحتياج الحقيقى لهم وليس الطاقة فقط.. من أجل حمايتهم من التقزم والنحافة والأنيميا.
لقد نجح بعض الشباب المصرى فى زراعة الشوفان فى مصر.. وفى تصنيعه بكفاءة عالية.. ويجب أن يتم الاستفادة من هذه التجربة ودعمها والتوسع فى زراعة هذه الحبوب الذهبية.. بدلاً من استيرادها من إنجلترا وشمال أوروبا.. بل من الممكن أيضاً تصديرها بعد التصنيع وهى سلعة مطلوبة خاصة للشعوب التى تعلم قيمتها الغذائية.
ربنا وهب لنا كل ماهو جميل وكل مافيه خير لنا.. مناخ روعة وأرض طيبة تجرى من تحتها الأنهار.. وسواعد سجل لها التاريخ الكثير من الإنجازات.. أعتقد أنه قد حان الوقت لأن نفكر ونبحث ونعمل بجديه.. من أجل أن نتطور ونتقدم ونعود.