رحلة عبر التاريخ.. تزامنًا مع ذكرى اكتشاف مقبرة «الفرعون الذهبى»
فى أول يوم للجمهور.. الآلاف فى قاعات المتحف الكبير

شهد المتحف المصرى الكبير إقبالا غير مسبوق فى أول يوم افتتاحه أمام الجماهير والسياح بعد افتتاحه بشكل رسمى السبت الماضي. وانطلق آلاف الزائرين لعبور بوابة دخول المتحف المصرى الكبير للإستمتاع برحلة عبر الزمن لاستكشاف روائع مصر القديمة فى المتحف، واكتشاف المسلة المعلّقة الفريدة من نوعها فى العالم، والبهو العظيم، والدرج العظيم، وقاعات العرض الرئيسية التى تأسر الأنظار بروعتها. فمع الساعات الأولى من صباح أمس استعدت إدارة المتحف المصرى الكبير لاستقبال الزائرين من مختلف الجنسيات حيث بلغت الحجوزات الإلكترونية لتذاكر دخول المتحف 20 ألف تذكرة لليوم الأول بخلاف الأعداد التى حضرت لشراء تذاكر من منافذ بيع التذاكر بالمتحف.
مع الدقائق الأولى لفتح أبواب المتحف تدافع الزائرون للاستمتاع بمشاهدة مقتنياته.. وكان المشهد مبهراً.. الجميع يحرص عقب الدخول من البوابات الالكترونية.. على التوجه إلى المسلة المعلقة لمشاهدة الخرطوش أسفل القاعدة والمدون به اسم الملك، رمسيس الثاني.. وهذا الخرطوش ظل مخفيا تحت قاعدة المسلة آلالاف السنين.. وبعد ذلك بدأ الزوار على الدخول إلى المتحف حيث كان فى استقبالهم تمثال الملك رمسيس الثانى الذى كان أول القطع الأثرية التى تم نقلها للمتحف عام 2006 ليكون شاهداً على عمليات إنشاء المتحف الكبير.. وأول من يستقبل زواره.
وبعد ذلك يشاهد الزائر عمود مرنبتاح.. ثم تمثالين تم انتشالهما من الآثار الغارقة، ثم يتجه الزائرون بعد ذلك إلى منطقة الدرج العظيم. والتى تحوى 87 قطعة أثرية بينها عدد كبير من ملوك مصر.
سيطرت مشاهد التقاط الصور التذكارية فى مختلف القاعات والسيلفى سواء للأجانب أو المصريين فرحاً بما يشاهدونه لأول مرة.
خدمة الدليل الصوتى
إدارة المتحف أطلقت خدمة الدليل الصوتى ضمن خدماته الحديثة المقدّمة للزوار، وأوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف، أن هذه الخدمة توفر للزائرين تجربة معرفية ثرية ورحلة متكاملة داخل قاعات العرض، من خلال التعريف بمجموعة مختارة من أبرز القطع الأثرية التى يحتضنها المتحف، بما يساهم فى تعزيز فهم الزائرين للتاريخ والحضارة المصرية القديمة بطريقة حديثة وجذابة.
وأشار إلى أن الدليل الصوتى يُقدَّم حالياً بثلاث لغات هى العربية والإنجليزية واليابانية، على أن يتم خلال الفترة المقبلة إضافة لغات أخرى تشمل الإيطالية والألمانية والإسبانية والفرنسية والكورية والصينية، وذلك قبل نهاية عام 2025، فى إطار سعى المتحف لتقديم تجربة عالمية تتناسب مع مكانته كأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة فى العالم.
الزائرون بأعداد كبيرة تخطت التوقعات واصلوا رحلتهم فى صالات توت عنخ آمون، حيث تُعرض 5992 قطعة أثرية من مقبرة الملك الشاب مجتمعة لأول مرة، ثم انتقلوا إلى متحف مراكب خوفو ليشاهدوا واحدة من أروع الإنجازات الهندسية فى العالم القديم، وهى المراكب الملكية التى صاحبت الملك فى رحلته إلى الأبدية.
وانتشرت الأفواج السياحية المختلفة وكانت الجنسيات الصينية والجنوب شرق اسيوية هى الأكثر حضوراً بالإضافة الى الفرنسيين والاسبان والإيــطالية والغربيين، كما ظهر المرشدون السياحــيون وهـــم يشــرحون للسياح عظمة المصريين القدماء وتقدمهم فى العلوم المختلفة.
حازت مجموعة الملك الذهبى توت عنخ آمون على اهتمام بالغ من الزائرين الذين انبهروا بمقتنياته منذ كان طفلاً صغيراً سواء ملابس حربية أو معدات عسكرية، بالإضافة إلى مومياوات الأجنة التى وقف امامها السياح كثيراً وهم يشاهدون التفاصيل الدقيقة.
سيناريو العرض المتحفى لمجموعة توت مبهرة بشكل رائع سواء توليه العرش أو عائلته، كما استخدم الذكاء الاصطناعى لتحديد شكل الملك الشاب عن طريق فيديوهات شيقة.
عبر الزائرون عن انبهارهم بما شاهدوه داخل المتحف وطالبوا بزيادة أعداد المرشدين السياحيين بكافة اللغات لشرح عظمة الحضارة المصرية القديمة.
ومن أجل تسهيل الزيارة وضعت إدارة المتحف دليلا للجولات الإرشادية، وكان اللافت أن الجميع التزموا بإجراءات التحرك داخل المتحف مع نجاح مسئوليه فى تنظيم حركة الزائرين منعاً لأى ازدحام رغم الأعداد الكبيرة.

مسار الزيارة
وضعت ادارة المتحف دليل استرشادى يساعد على متابعة كافة التفاصيل واستكشاف التاريخ العظيم لمصر، والتعرف على الحياة اليومية للملوك ورعاياهم، بالإضافة إلى المعتقدات الدينية للعامة، واستعداداتهم للدفن والعالم الآخر.
واحتوت اللافتات الطويلة المثبتة بداخل كل قاعة عرضًا على المعلومات الخاصة بالفترة الزمنية، والموضوع، والقصص بالإضافة إلى تخطيط يوضح مكان وجودك. أما عن بطاقات الشرح ذات الألوان: الأخضر، والتركواز، والأصفر والأحمر فتروى القصص الخاصة بفتارين وقواعد العرض المختلفة. وتم تخصيص بطاقات الشرح ذات اللون الأزرق الداكن للقطع الرئيسة المميزة، بينما خصص اللون الرمادى لكل القطع الأخري، واستمتع الزوار بالعروض المرئية، أثناء رحلتهم بين القاعات كما يوجد أيضًا أربع قاعات صغيرة بالطابق الأسفل، كل منها يتناول موقعا وفترة زمنية محددة، من تاريخ مصر القديم.
..وقال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، أن الإقبال الكبير من الزوار من داخل مصر وخارجها فاق كل التوقعات.
وأوضح زيدان أن المتحف المصرى الكبير أصبح بحق أيقونة المتاحف العالمية، مشيرًا إلى أن اليوم الاول شهد توافد أعداد كبيرة من الزائرين الذين حرصوا على مشاهدة المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، المعروضة لأول مرة تحت سقف واحد، وتضم أكثر من 5000 قطعة أثرية على مساحة 7500متر مربع.
وأضاف أن الزائرين شاهدوا أيضًا قاعات الدولة القديمة لأول مرة، إلى جانب أربع قاعات عرض كبرى تُحاكى الكهوف الأثرية، منها كهف للآثار الغارقة، وآخر بدير المدينة، وثالث بحور، ورابع بوادى الملوك.
وأشار زيدان إلى أن اختيار موعد الافتتاح تزامن مع ذكرى اكتشاف المقبرة الذهبية للملك توت عنخ آمون، فى إطار جهود الترويج الــسياحي، لافــتًا إلى أن الملك توت عنخ آمون ما زال الأشهر عالميًا لما يحظى به من اهتمام واسع.
وحول مراحل الترميم، أوضح زيدان أن ترميم المقصورات الأربعة الخاصة بالملك توت عنخ آمون كان من أكثر المراحل دقة وصعوبة، بسبب حجمها الكبير وحالتها المتأثرة بعوامل الزمن، حيث تعرضت الخشبيات المذهبة للتشققات والضعف، وتمت عملية الترميم داخل معامل المتحف باستخدام أحدث أجهزة الفحص والتحليل.









