المتحف المصرى الكبير صرح حضارى يعد الهرم الرابع لمصر، وهو واحد من أبرز المعالم الثقافية والحضارية فى العصر الحديث، هندسة خالدة عن الفراعنة العظام، 7 آلاف سنة تعكس الخط الزمنى فى جذور التاريخ، رمسيس وخوفو وفراعنة الأسرات، وتوت عنخ آمون أيقونة مركزنا الحضارى الذى سيكون طاقة النور والرمز للمتحف الكبير. وقد سمعت وشاهدت فيديو فى إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، وهى أول مقبرة كاملة وسليمة يتم العثور عليها، وقمت بتحويل هذا الفيديو إلى نص كتابى لقيمته التاريخية، وكان المتحدث المؤرخ بشير شوشة، وهو كالتالي: المتحف المصرى الكبير كان سيتم افتتاحه بنصف كنوز توت عنخ آمون، نصفها هنا فى مصر، والنصف الثانى موزع فى متاحف العالم كله، لولا مرقص باشا حنّا، وزير الأشغال المصري، والذى كان يتبعه مجلس الآثار. فى يوم 22 نوفمبر عام 1922، العالم كله وقف بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. الصور، والخيال، والناس اتجننت، وبقى فيه هوس باسم «كينج توت». عالم الآثار الإنجليزى هيوارد كارتر، مكتشف المقبرة، بدأت تلعب فى رأسه فكرة إن هذه المقبرة ملكه، وإن كل قطعة فيها من حقه. فبدأ يعاين القطع ويسجلها على دفتره الشخصي، وليس على دفتر الانتيجخانة الرسمي. بدأ أيضاً يعزم ناس هو ولورد كارناڤون، الممول لحملة استكشاف المقبرة، يعزموا ضيوفهم ليدخلوا المقبرة على مزاجهم، ويوصلوا لحد داخلها، حتى لمكان دفن الملك. وقام بإعطاء الحق لمجلة التايمز الإنجليزية أن تنشر صور المقبرة من غير ما يرجع للحكومة المصرية. مرقص باشا واجهه وقال له: «انت بتعمل إيه؟ المقبرة دى ملكنا، وكل قطعة فيها ملك لمصر.» كارتر قال له: «لا، أنا لى نصفها». فقال له مرقص باشا: «إحنا متفقين، وإنت موقع على اتفاق إن أى مقبرة ملكية تُكتشف كاملة ما يطلعش منها ولا قطعة خارج مصر». كارتر حاول يرد وقال له: «لكن المقبرة دى اتسرقت قبل ذلك». فرد مرقص باشا وقال له: «إنت بتتكلم عن حدث منذ 3000 سنة، والذين حاولوا يسرقوها وقتها، الملك قبض عليهم وختم المقبرة. فأين السرقة؟، القطع كلها كاملة. ولن تاخد منها ولا قطعة». كارتر لما رأى ذلك، وبعد ما كان رفع التابوت الحجرى وربطه بحبال، قال لهم: «تمام، أهو!»، وقفل المقبرة وغادر. كان قصده يخوّفهم ويعطّلهم. لكن مرقص باشا لم يصمت، وارسل مفتشين مصريين وعساكر مصريين، نزلوا الحجر واغلقوا المقبرة بإحكام. قال: «كل هذه القطع ملكنا، ومش مستعجلين عليها.» كارتر وقتها قام وقعد الدنيا فى إنجلترا، كارتر ارسل خطاب اعتذار رسمي، وليدى كارناڤون تنازلت عن القضايا. وقت مرقص حنّا باشا، لما أعلن إن لا يمكن أى قطعة آثار هتخرج من مصر، الناس نزلت الشوارع فى مظاهرات تهتف: «يعيش وزير توت عنخ آمون». رجع كارتر يشتغل تاني، ولكن بشروط الحكومة المصرية، كل قطعة كانت يتم تسجيلها فى دفاترنا الرسمية، وكل القطع قيدت بدقة، ودخلت المتحف المصري. كارتر مكث عشر سنين كاملة، يشتغل فى المقبرة، يرسم، ويصوّر، ويوثق كل قطعة ساعدنا اليوم وإحنا بنفتح المتحف المصرى الكبير، يجب ألا ننسى وزير الثقافة الأسبق الفنان «فاروق حسني» صاحب فكرة إنشاء هذا المتحف العظيم فى هذا المكان، بجوار الأهرامات ليكون بمثابة الهرم الرابع. فكان الإنسان المصرى دءوباً صبوراً كريماً بناءً للحضارات صانعاً للمجد معتزاً بوطنه حاملاً راية المعرفة ورسولاً دائماً للسلام، وظلت مصر على امتداد الزمان واحة للاستقرار وبوتقة للثقافات المتنوعة وراعية للتراث الإنسانى».









