تبدأ فى الخارج الجمعة والسبت.. وفى الداخل الإثنين والثلاثاء
أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة القاضى حازم بدوى إنهاء استعدادها لإجراء انتخابات مجلس النواب للمرحلة الأولى التى تبدأ فى الخارج يومى الجمعة والسبت القادمين، وفى الداخل يومى الاثنين والثلاثاء القادمين.. وتضم محافظات المرحلة الأولى الجيزة والإسكندرية ومطروح والبحيرة ومحافظات الصعيد.
قال القاضى أحمد بندارى المدير التنفيذى للهيئة إنه تم طباعة استمارات التصويت بشكل مناسب يتضمن مرشحى القوائم والفردي.
وتم تجهيز 10 آلاف قاضى للإشراف على الانتخابات بنظام قاضٍ لكل صندوق، موضحاً أن الهيئة تتمتع بالاستقلال والحياد التام وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
من جهة أخري، يواصل المرشحون حملاتهم الانتخابية حتى صباح الخميس موعد انتهاء الحملات الانتخابية.
حيث اشتعلت المنافسة بين المرشحين على المقاعد الفردية فى مختلف المحافظات، وتنوعت أساليب الدعاية بين من يعتمد على الجولات الميدانية واللقاءات المباشرة مع الناخبين، ومن يراهن على المؤتمرات الكبرى والعروض الجماهيرية، فى وقت تحاول فيه القائمة الانتخابية الوحيدة تثبيت حضورها عبر لافتات ضخمة وحملات منظمة تعكس قدراتها التنظيمية والإعلامية.
ففى الانتخابات الحالية يزداد هذا الزخم مع ارتفاع عدد المرشحين بشكل لافت فى دوائر كثيرة، إذ يتجاوز عدد المتنافسين فى بعض الدوائر الكبرى 20مرشحاً، ما يجعل الأصوات تتوزع على أكثر من اتجاه، ويصعب التنبؤ بالنتائج حتى اللحظات الأخيرة من التصويت.
وتتباين أشكال الدعاية الانتخابية من محافظة إلى أخرى، ففى المدن الكبري، تغلب على المشهد اللافتات العملاقة التى تملأ الميادين الرئيسية والكبارى والشوارع الحيوية، وتحمل صور المرشحين وشعاراتهم التى تتنوع بين الوعود بالخدمة والتنمية وبين الشعارات العامة عن «المستقبل الأفضل» و»صوتك للتغيير». أما فى القرى والمراكز الريفية، فتأخذ الدعاية طابعاً أكثر بساطة وتقليدية، حيث يعتمد المرشحون على اللقاءات المباشرة داخل الدواوين والعائلات، وعلى التواصل الشخصى فى الأفراح والمناسبات، وهو ما يمنح ميزة نسبية للمرشحين الذين ينتمون لعائلات كبيرة أو يتمتعون بشبكات علاقات اجتماعية ممتدة.
وفى محافظات الصعيد، ما زالت تلعب الانتماءات العائلية والروابط القبلية دوراً محورياً فى توجيه الأصوات، ويكاد المرشح الذى يفتقر لدعم قبيلته أو عائلته الكبيرة يجد صعوبة فى اختراق الدائرة، وفى المقابل، تظهر فى محافظات الدلتا منافسة مختلفة ، تقوم على الحضور الشخصى والسمعة الشعبية والخدمة العامة، حيث يحاول المرشحون إثبات قربهم من الناس من خلال الجولات اليومية وتلبية الطلبات الخدمية قدر الإمكان.
القائمة الانتخابية هى الأخرى دخلت معركة من نوع مختلف، معركة مع نفسها حيث إنها بدون منافس إلا أنها لا تعتمد على المرشح الفرد وإنما على قدرة التحالف السياسى أو الحزب القائد لها على إدارة حملة واسعة ومنظمة تشمل المحافظات كلها، ولذلك تنظم الأحزاب الكبرى مؤتمرات جماهيرية ضخمة يحضرها قياداتها وأعضاؤها البارزون، مع التركيز على الخطاب العام الذى يجمع بين دعم الدولة واستكمال مسيرة التنمية، وبين التركيز على الإنجازات التى تحققت فى السنوات الأخيرة، كما تعتمد القوائم الاربعة على أدوات إعلامية حديثة تشمل إعلانات تلفزيونية ومنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعى وصفحات المحافظات الرسمية، وهو ما يجعل تأثيرها ممتداً خارج حدود الدائرة الواحدة.
المؤتمرات الجماهيرية لا تزال تحافظ على مكانتها فى الدعاية، خصوصاً فى القرى والمراكز، حيث تعتبر هذه المؤتمرات فرصة لإظهار الدعم الشعبى وجمع أكبر عدد ممكن من المواطنين فى مشهد يعكس القوة التنظيمية. وفى بعض المحافظات مثل الشرقية والقليوبية والفيوم.
فى المشهد العام، يبدو أن المنافسة على المقاعد الفردية أكثر احتداماً من أى وقت مضي، نظراً لتعدد المرشحين وتنوع خلفياتهم الحزبية والمهنية، فهناك مرشحون يمثلون أحزاباً كبرى ذات حضور فى البرلمان الحالي، وآخرون يدخلون المنافسة تحت لافتة أحزاب جديدة تحاول إثبات وجودها السياسي، بالإضافة إلى عدد كبير من المستقلين الذين يعتمدون على قواعدهم العائلية وشبكاتهم الاجتماعية. هذا الخليط جعل الدعاية أكثر تنوعاً، وجعل الناخبين أمام اختيارات متعددة تتراوح بين مرشح صاحب تجربة برلمانية سابقة وآخر يسعى لتجربة جديدة مدفوعاً بحماس الشباب.
التحديات التى تواجه المرشحين لاتقتصر على الدعاية فقط، فالكثير منهم يواجه ضغطاً كبيراً لتغطية الدائرة جغرافياً، خصوصاً فى المحافظات الواسعة مثل أسوان أو مطروح أو شمال سيناء، حيث المسافات الطويلة وصعوبة الحركة تجعل التواصل المباشر مع الناخبين أكثر تعقيداً. كما أن ارتفاع تكلفة إدارة الحملات ـ من طباعة اللافتات إلى استئجار المقرات وتنظيم المؤتمرات ـ يمثل عبئاً إضافياً يضعف فرص المرشحين ذوى الإمكانات المحدودة.









