فى جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال فى حق الفلسطينين صدقت لجنة الأمن فى الكنيست الإسرائيلى، امس، على مشروع قانون «إعدام الأسرى الفلسطينيين»، تمهيدًا لطرحه للتصويت فى الهيئة العامة، غداً.
وفقًا لمصادر اعلامية من القدس المحتلة، أعطى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الضوء الأخضر لإقرار مشروع القانون، وأن اللجنة أقرته وأحالته إلى الهيئة العامة للكنيست لمناقشته والتصويت عليه فى المراحل التشريعية المقبلة، ومن المتوقع أن يطرح للتصويت غداً.
من جانبه؛ وجّه وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن جفير، الشكر لنتنياهو، بعد دعمه للمشروع، وقال فى تغريدة نشرها عبر حسابه بمنصة «إكس»: «أشكر رئيس الوزراء على دعمه لقانون عقوبة الإعدام بحق الإرهابيين»، فى إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين.
ويُعد هذا المشروع أحد بنود الاتفاق السياسى، الذى جرى بين نتنياهو وبن جفير، زعيم حزب «الليكود»، ورئيس حزب «قوة يهودية»، ضمن ترتيبات تشكيل الائتلاف الحاكم أواخر عام 2022.وينص المشروع على إنزال عقوبة الإعدام بكل من يتسبب عمدًا أو نتيجة إهمال فى مقتل مواطن إسرائيلى، بدافع قومى أو عنصرى أو بدافع الكراهية، بما يُعتبر «إضرارًا بإسرائيل»، حسب نص المشروع.
فى المقابل، قالت حماس إن المصادقة على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين، وإحالته للتصويت النهائى يمثل تجسيدًا للوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي، وإمعانًا فى انتهاك الاحتــلال للقوانين الدوليـــة، لا سيّما أحكام القانون الدولى الإنسانى واتفاقية جنيف الثالثة.
وطالبت الحركة فى بيان لها، الأمم المتحدة، والمجتمع الدولى والمؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية، بالتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة الوحشية، وتشكيل لجان دولية للدخول إلى المعتقلات والاطلاع على أوضاع الأسرى الفلسطينيين، وكشف الفظائع التى تُرتكب فيها بإشراف رسمى من سلطات الاحتلال.
كما طالبت بالإفراج الفورى عنهم، خصوصًا فى ظل ما يتسرّب عن انتهاكات مروّعة، وبعد ما كشفه فيديو التنكيل والاغتصاب فى معتقل سدى تيمان الفاشى.
فى سياق آخر، قال رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، امس.
وأضاف «زامير» أن جيش الاحتلال يمر حاليًا بـ«مرحلة انتقالية جديدة وتغيير منهجى حاسم»، متوعدًا بالتعامل بـ«قوة هائلة» فى المرحلة المقبلة، التى قد تشهد إما استقرارًا أو عودة للمواجهة بهدف تحقيق «النصر الكامل»، حسب ذكره. ومشيراً أن بعض الجبهات تشهد تراجعًا فى كثافة القتال، ما يتيح الاستعداد للمرحلة التالية، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، امس، أن حماس «ستُدَمَّر إذا استلزم الأمر»، وأن الحركة «على علم بذلك»، على حد قوله.
وقال ترامب فى مقابلة مع شبكة «سى بى إس»: «إذا أردتُ أن يتخلوا عن سلاحهم، سأجعلهم يتخلون عن سلاحهم بسرعة كبيرة. هم سيكونون… سيتم تدميرهم. وهم يعلمون ذلك».وأضاف أن حماس يمكن أن تُقضى فورًا إذا لم تتصرف كما ينبغى».
على الصعيد الميدانى، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلى خروقاتها فى اليوم 23 لملف وقف اطلاق النار خاصة فى المناطق الشرقية لقطاع غزة.
وطوال ساعات الليل سمع سكان القطاع دوى انفجارات عنيفة ونسف جنود الاحتلال عدة منازل فى قرية عبسان شرق خان يونس واطلقوا النار على المناطق الشرقية من المدينة .
واصيبت طبيبة فى القدم داخل مشفى الصليب الأحمر.
وفى سياق متصل، سلمت كتائب القسام جثامين ثلاثة جنود اسرائيليين أخرين عثرت عليهم جنوب قطاع غزة ليرتفع عدد الجثامين إلى 21 جثمانا.
وفى المقابل، سلمت سلطات الاحتلال جثامين 45 أسيرًا فلسطينيًا كانت محتجزة لديهم.
ونقل فريق الصليب الأحمرجثامين الدفعة السابعة من الشهداء إلى مجمع ناصر الطبى فى خان يونس.
وبلغ عدد الجثامين التى تسلمها الفلسطينون 270 جثمانا مقابل افراج القسام عن 20 جثمانا لجنود قتلى.
فى غضون ذلك وبينما يحاول سكان قطاع غزة التقاط أنفاسهم بعد عامٍين من الحرب المدمّرة، تطفو إلى السطح مخاوف جديدة لا تتعلق بالقصف أو النزوح، بل بالخرائط التى يعيد الاحتلال الإسرائيلى رسمها على الأرض.
فـ«الخط الأصفر» الذى حدّده جيش الاحتلال فى المناطق الشرقية من القطاع، لم يعد مجرّد علامة أمنية مؤقتة، بل بات يُنظر إليه كخطٍ سياسى محتمل قد يلتهم نصف مساحة القطاع تقريبًا، ويحرم مئات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية.
يتحدث سكان المناطق الشرقية من غزة وخان يونس ورفح عن حالة من الخوف بعد أن مُنعوا منذ شهور من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف ما يُعرف بـ«الخط الأصفر».ويؤكد الأهالى أن الاحتلال يستخدم هذا الخط كذريعةٍ أمنية لفرض واقعٍ جديد، بينما تتراجع آمال إعادة الإعمار ويزداد الخوف من أن تتحول المناطق الشرقية إلى «منطقة عازلة» دائمة تفصل السكان عن أراضيهم وذكرياتهم.









