احتفاء خاص عاشه المصريون بمناسبة افتتاح المتحف المصرى الكبير وكانت السوشيال ميديا وسيلتهم فى الدعايا والترويج لهذا الحدث الاستثنائى الأمر الذى نجح بلاشك فى جذب أنظار العالم إلى حضارة التاريخ والأصالة والعلم والفنون والثقافة إلى الحضارة المصرية واحدة من أعظم وأقدم الحضارات فى العالم .
ووسط حالة الترقب للحدث الذى بلاشك أعاد تقديم مصر على خريطة السياحة العالمية بما تمتلكه من كنوز أثرية جاء الحفل الأسطورى بحضور ملوك ورؤساء العالم وممثلى الدولة كرسالة سلام على لسان ياسمينا العبد ضمن فقرات الحفل فى عبارتها «أنا اتعلمت من أجدادى إن القوة ليست فى السلاح ولكن فى الفكرة تعيش ..كل حرب بتسرق عمر وكل سلام بيخلق حياة “ .
وتواصلت الرسائل ليس فقط من خلال فقرات الحفل ولكن حتى الحضور كان تواجدهم يحمل رسالة بأن مصر كانت وستظل الدولة القوية صاحبة التاريخ والحضارة ..الدولة القادرة على تجاوز كل صعب لتعود قوية من جديد بسواعد أبنائها ليتواصل الماضى بالحاضر صانعاً المستقبل .
ورغم عدم نجاح مخرج البث فى نقل حالة الإبهار الموجودة فى الحفل وعدم توفيقه فى تحقيق التكامل فى الصورة ليستمتع الجالسون خلف الشاشات بالحدث الذى طال انتظاره إلا أنه لا خلاف أن الاحتفالية كانت متميزة فى عناصرها ليبقى السؤال وماذا بعد ؟.
ماذا نحن فاعلون ليتحول الحدث من احتفالية أبهرت العالم وتابعها الملايين من كافة بقاع الأرض وتفاعلوا معها ليتم استثمار ذلك ويكون هناك مردود اقتصادى نتيجة زيادة عدد الزائرين للمتحف من كافة الجنسيات وتستعيد السياحة رونقها وتتصدر مصادر الدخل المصرى ،هل سنكتفى بالترويج الذى أحدثه حفل الافتتاح أم سنقوم بحملة ترويجية نستخدم فيها أساليب غير تقليدية بشكل يجعل من مصر قبلة لكافة السائحين .
نحن فى حاجة ماسة لنفكر خارج الصندوق ليتم استثمار ما حدث بشكل فعال والأمر لا يتوقف على الترويج فحسب ولكن إيجاد عناصر مدربة على الإرشاد السياحى والإلمام بكافة كنوزنا الأثرية فالأمر هنا لا يحتاج مرشد بالشكل النمطى الذى اعتدنا عليه ولكن يحتاج أشخاصاً على درجة كبيرة من الثقافة تحكى حكايات تاريخية داخل جدران المعابد .
نحن أيضاً فى حاجة لتربية أجيال تعى أهمية الآثار وتحرص على زيارة المتاحف بشكل دورى فمن المؤسف أن نسبة كبيرة من سكان الهرم لم يزوروا الأهرامات وسكان القاهرة لم يذهبوا إلى برجها الشهير ..دعونا نحتفى بكنوزنا طوال العام ولا نتوقــف على حفل أقيم وســينتهى الأمر بعد أيــام.. اجعــلوا من المتحف مكــاناً لاحتفاليــات تقــام بشــكل مســتمر تقــدم لنا روائع موسـيقية لنسـتعيد من جديــد ثقافتنــا وننبذ هذا التدهــور الفكرى الذى عانينــا منه على مدار الســنوات الماضية .








