45 شهيدا .. معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن
اتهامات إسرائيلية لنتنياهو بعرقلة محاولات الوصول لصفقة تبادل الأسرى
بينما ترتكب إسرائيل المزيد من المجازر التى يروح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين، ضاربة بالقوانين والأعراف الإنسانية والدولية عرض الحائط، تدعى أنها تسعى للعودة للـمفاوضات لتحرير أسراها وإبرام صفقة جديدة للتبادل.
جاء نهار أمس على مئات الفلسطينيين بمخيم السلام فى منطقة مواصى بعد أن باتوا ليلتهم وسط محرقة وحشية جديدة ارتكبها جيش الاحتلال فى المخيم الذى استهدفه هجوم جوى إسرائيلى مساء الأحد الماضي، حيث ألتهمت النيران بشراً وخياماً وممتلكات، ليضيف إلى سجل الاحتلال الدموى المزيد من المجازر التى ترتكب بشكل يومى ممنهج على المدنيين الأبرياء الذين اضطروا لترك منازلهم فى مختلف مدن القطاع والنزوح قسريا إلى مناطق زعمت دولة الأحتلال أنها «آمنة».
وحسب الاونروا فقد نزح اكثر من مليون شخص بحثا عن الامان لكن قذائف الاحتلال تطاردهم قال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إنّ جيش الاحتلال قصف أكثر من 10 مراكز نزوح تابعة للأونروا خلال الساعات الماضية، واستخدم 7 صواريخ فى قصف مخيم النازحين، مشيرًا إلى أن الاحتلال اعتبر مناطق ومراكز النزوح المستهدفة «مناطق آمنة» فى وقت سابق إلا أنه أقدم على استهدافها.
وأعلنت الصحة الفلسطينية أمس استشهاد 45 فلسطينيا منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السندمائهم تمثل وصمة عار فى جبين المنظومة الدولية التى سمحت للاحتلال بكل هذة الانتهاكات الصارخة لكل القواعد والقوانين الدولية وإصابة 249 آخرين فى المجزرة التى نفذها الاحتلال الإسرائيلى برفح الفلسطينية مساء الأحد، ليرتفع بذلك إجمالى ضحايا العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الماضى إلى 36 ألف شهيد وما يزيد عن 81 ألف مصاب.
كما قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدنى الفلسطينى أن الاحتلال استهداف منطقة كان قد صنفها بـ «الإنسانية» واعتبرها مناطق آمنة للنازحين وأصبحت الأُسر بلا مأوي، مشيرا إلى أن طواقم الدفاع المدنى تمكنت من إخماد الحرائق إثر استهداف الاحتلال لخيام النازحين.
وأكد بصل، أن قوات الدفاع المدنى تواجه أزمة كبرى لعلاج المصابين فى ظل تدمير الاحتلال المنظومة الصحية، ضاربا بكل الأعراف الدولية عرض الحائط.
من جانبها قالت مسئولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، أمس إن المشاهد مروعة مع عدم وجود مستشفيات والوضع صعب للغاية، مُشيرة إلى إن العديد من الأشخاص كانوا عالقين داخل الخيام و»أُحرقوا وهم أحياء».
ولم تكتف إسرائيل بمحرقة شمال رفح، بل واصلت مدفعية الاحتلال قصف مخيم الشابورة ومواقع فى جنوبى ووسط المدينة. فيما ذكر إعلام فلسطينى أن القصف الإسرائيلى مستمر أيضا على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لسقوط قتلى وكذلك أحياء الصبرة والزيتون وتل الهوا فى مدينة غزة. كما توغلت آليات إسرائيلية بشكل محدود شرق مخيم المغازى وسط القطاع.
من جانبها، نشرت «سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة الجهاد فى فلسطين مشاهد لاستهداف مقاتليها مبنى تحصنت فيه قوة خاصة من جيش الاحتلال بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
جاء ذلك، بينما تستعد إسرائيل وحركة حماس الدخول فى جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، حيث كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل قدمت عرضين بينما اتهمت مصادر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة أى صفقة حتى قبل نضوجها.
كان مجلس الحرب الإسرائيلى قد بحث نتائج المستجدات الأخيرة على صفقة التبادل واستمرار العملية العسكرية فى رفح، وذلك بعد محادثات أجراها رئيس الموساد دافيد برنياع فى باريس مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس الوزراء القطري.
ولم يصدر عن الجلسة أى قرار، لكنّ وسائل إعلام إسرائيلية نقلت أنّ رئيس الموساد وافق خلال اجتماعات باريس على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة.
فى السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أمس عن مصادر مطلعة قولها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «يحاول عرقلة» أى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، حتى قبل أن تتم بلورتها وربما عملية قصف السلام فهى هذه المحاولات لافساد أى عمليات تفاوض.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن المصادر أن العرض الوحيد الذى يدور الحديث عنه حالياً للتبادل يتمثل فى صفقة شاملة لإعادة جميع الأسري، وقالت المصادر إنه إذا تلقى مجلس الحرب الإسرائيلى عرضاً لصفقة تبادل أسرى «فسيكون نتنياهو ضمن الأقلية».
وفى ظل المحاولات المتجددة لبدء المفاوضات مع حماس، تحدث مكتب رئيس الوزراء عن مناقشة محتملة بناء على مقترحات جديدة يقودها الوسطاء، لكن مصادر مطلعة على التفاصيل تقول إن الاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة هو «الاقتراح المألوف، اتفاق شامل لإعادة كافة المختطفين».
واتهم مسئولون كبار نتنياهو بأنه فى حين أن مجلس الوزراء الحربى يمكنه مناقشة المرحلة الأولى من الصفقة، فإن رئيس الوزراء يعمل على تجنب الوصول إلى هذه النقطة.
وبتعمد اجرامى واضح صرح نتنياهو انه ليس مستعدا لانهاء الحرب قبل تحقيق كل اهدافها مضيفا انه سيواصل القتال حتى احراز النصر .