يظل النادى الأهلى مصدر السعادة ومصدر الثقة لدى جماهير مصر عامة والأهلاوية بصفة خاصة.. منذ نشأته من 117سنة حقق العشرات والعشرات من البطولات المحلية والأفريقية والعربية والمراكز المتقدمة عالمياً ليضع لنفسه مكانة لم ولن تتكرر مع أى فريق مصرى أو أفريقى أو عربي.. ولذلك يستحق الإشادة به احتراماً وتقديراً لإنجازاته التاريخية وآخرها منذ يومين عندما حصد البطولة المفضلة له «الأميرة الأفريقية» ليصبح رصيده منها دستة «فى عين العدو»..
لعب الأهلى مباراة تكتيكية «عشرة على عشرة» أمام الترجى التونسي» الخطير المحترم».. ومن وجهة نظرى الكروية الشخصية أن نجم المباراة الأول هو»الثعلب» السويسرى مارسيل كولر الذى أدار اللقاء لمدة 95 دقيقة بمنتهى الاقتدار ونجح فى قيادة اللاعبين «زى الكتاب ما بيقول» ولم يقصر أى منهم فى تنفيذ ما طلبه منهم.. ولذلك سجل «الأسد» رامى ربيعة الهدف الوحيد بعد ثلاث دقائق من البداية وحافظوا عليه حتى آخر المباراة بل أضاعوا أربعة أهداف محققة بسبب إجادة حارس الترجى والعارضة.. ورغم أن كولر معروف بعدم إجراء التغييرات حتى وقت متأخر إلا أنه أجراها بشكل ناجح رغم عدم توفيق حسين الشحات.. وبصراحة لم أشاهد منذ فترة هذا التقارب لخطوط الفريق مما أغلق الملعب أمام الترجى «بالضبة والمفتاح « ما عدا كرتين تلاتة توقفت معها قلوبنا.. ولا بد ان نعطى الحكم حقه حيث أدار المباراة بكل حزم وحيادية وقلما رأينا ذلك المستوى فى بطولات أفريقيا.
تعالوا بقى للمشهد الممتع الذى تعودنا عليه نحن الأهلاوية وهو امتلاء ستاد القاهرة «المرعب» عن آخره وقد شاهدت الجمهور يتدفق على الاستاد منذ الواحدة ظهراً.. أما الكافيهات والقهاوى الشعبية فحدث ولا حرج عن ازدحامها عن آخرها وهذا الانفجار الاحتفالى التلقائى مع صفارة الحكم وانطلقت أغانى الأهلى الشهيرة والجميع يرقص ويهتف معها.. ناهيكم عن المشهد أمام ستاد التتش بالجزيرة ومئات الآلاف يحتفلون ويهتفون حتى الصباح «فرحانين» ويهتفون للأهلي»الكيان وعشرة العمر».
أمام الكاميرات سجلت تلك اللوحة الإنسانية الرائعة للكابتن الخطيب»الأسطورة» وهو يحتضن محمد الشناوى ويهمس فى أذنه مبتسماً ليبعث برسالة للصائدين فى المياه العكرة محاولين الوقيعة بين الشناوى «الجبل العالي» و»حامى العرين الصاعد» مصطفى شوبير.. وكم كانت لقطة متميزة بارتداء الشناوى لفانلة المصاب على معلول رقم»21».
وسط تواجد أمنى على أعلى مستوى اكتملت الصورة الحضارية للجمهور المصرى ممثلاً للأهلي.. ومن قبله الزملكاوية منذ أسبوعين عند الفوز بالكونفيدرالية.. لتكون رسالة للعالم بأن جمهور الكرة المصرى لديه الكثير من الوعى والتحضر.
إنه الأهلى ياسادة صانع السعادة ومحقق الإنجازات التاريخية.. وأهم حاجة أن السوبر الأفريقى «مصري».. وعقبال المنتخب القومي.. وتحيا مصر.