لا أحد ينكر الدور الذى لعبته تطبيقات وسائل الانتقال فى التخفيف على الكثير من المواطنين فى ايجاد وسائل انتقال آمنة فى توقيتات مختلفة الأمر الذى سهل على الكثيرين الانتقال على مدار اليوم سواء داخل نفس المحافظة أو من محافظة لأخرى بعيداً عن وسائل الانتقال التقليدية والتى فشل معظمها فى مواجهة التكنولوجيا الحديثة التى توفرها هذه التطبيقات فلم يعد هناك داع للانتقال من مكانك لحجز تذكرة سفر لكن يمكن القيام بذلك فى ثوان معدودة عبر التطبيق الذى يأتى بوسيلة الانتقال إلى أسفل منزلك.
وقد يبدو الأمر بهذه الصورة أكثر أريحية لكن بلا شك فلكل شئ سلبياته كما هى مميزاته ولأننى لست من هواة التعميم لكن ما حدث مع حبيبة الشماع المعروفة إعلامياً بفتاة الشروق ضحية سائق أوبر يجعلنا نتوقف أمام هذه التطبيقات وما يمكن أن ينجم عنها من خطر يهدد مستخدميها وكيفية توفير وسائل الأمان والحماية لهم.
منذ عدة أشهر ارتبط صغيرى بموعد ولم يكن متواجداً فى القاهرة ولم يكن أمامى نظراً لضيق الوقت سوى اللجوء لأحد هذه التطبيقات لحجز رحلة لإحضاره وكان من المقرر وصوله فى ساعة متأخرة فى محطة الوصول التى كانت مقررة وفقاً للتطبيق فى منطقة المعادى فما كان منى إلا التوجه فى الموعد المحدد لانتظاره لكن كانت الصدمة عندما جاءنى اتصال صغيرى ليخبرنى بأن السائق أنزله عنوة فى ميدان عبد المنعم رياض بمنطقة وسط القاهرة وانصرف.
دقائق معدودة كانت تفصلنى عن صغيرى لكنها مرت على ساعات طويلة حتى كان لى الوصول إليه لتتملكنى بعدها حالة من الغضب والرغبة فى الانتقام من هذا السائق الذى أقل ما يوصف به أنه بلطجى لتتوالى بعدها المواقف ما بين تفويت رحلة مدفوع ثمنها أو إلغاء بدون مبررات دون أن أملك القدرة على استرداد حقوقى سوى التواصل من خلال رسائل عبر التطبيق تأتينى الردود عليها بشكل مميكن لا يسمن ولا يغنى من جوع.
عظيم استخدام التكنولوجيا بشكل يوفر الكثير من التطبيقات التى تساعد المواطنين على إنهاء أعمالهم ومتطلباتهم دون إضاعة الكثير من الوقت والمجهود ولكن الأعظم أن تتوافر بهذه التطبيقات ما يمكن مستخدميها من الحفاظ على حقوقهم دون اللجوء إلى اتخاذ إجراءات قانونية تتطلب كثيراً من الوقت والمال والمجهود.
ومثل هذه التطبيقات يجب أن تخضع للرقابة بحيث يفرض على القائمين عليها وضع أرقام اتصال تمكن مستخدميها من التواصل بشكل سريع لمنع الكثير من الكوارث بعيداً عن انتظار الردود المميكنة فالأمر قد يصل لتجاوزات عديدة قد تنجم عن كوارث خاصة فى ظل اعتماد الغالبية العظمى منا عليها فى انتقال صغارنا إزاء عجز كثير من الآباء عن التواجد معهم لإنشغالهم فى أعمالهم لفترات طويلة وهنا يجب أن تكون البدائل المتوفرة عبر هذه التطبيقات أكثر أماناً.