يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرِض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠٢٤، فى دورته الـ55 لزواره كتاب «الإمام ورد المزاعم الصهيونية»، من إصدارات مرصد الأزهر، ويتضمن توثيقاً لمقولات الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى صورة ردود على المزاعم الصهيونية، من أجل التعريف الموجز بأهم الشبهات المثارة حول القضية الفلسطينية ورد فضيلته عليها؛ تخليدًا لهذه الردود فى ذاكرة الأمة الإسلامية والعالم.
رد الإمام الأكبر فى هذا الكتاب على 18 زعمًا صهيونيًا حول القضية الفلسطينية، أبرزها: الزعم بأنه لا سبيل لإنهاء الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية، والزعم بأن المسلمين ليسوا دعاة سلام، أو أن ما يقوم به الفلسطينيون من أعمال عنف وشغب هو من الإرهاب والتخريب، والزعم بأن اختيار فلسطين لإقامة وطن قومى لليهود جاء لاعتبارات دينية، وأن جميع اليهود لهم حق دينى وتاريخى فى فلسطين، وأنه لا يجب ألا يدخل المنظور الدينى فى التعاطى مع القضية الفلسطينية، والزعم بأن الفلسطينيين هم الذين باعوا أرضهم لليهود، وأن اليهود إنما اشتروها بأموالهم، وأن السلام هو قبول الآخر «وإن كان محتلاً» والتسليم بالأمر الواقع وإظهار سماحة الأديان، الزعم بأن حال مدينة القدس تحت الحكم الإسلامى والعربى لم يختلف عن غيره من العصور فدائماً ما شهدت المدينة حروبا وسفكا للدماء لا يتوقف، الزعم بمعاناة اليهود تحت الحكم الإسلامى عبر التاريخ.
كما يفند الإمام الأكبر فى هذا الكتاب المزاعم الصهيونية التى تقول إنه لا سبيل لإنهاء الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية، مؤكدا اعتقاده الجازم أن كل احتلال إلى زوال، واسألوا المستعمرين على مر القرون؛ لتعلموا أن الزوال هو مصير المعتدين، وأن كل قوة متسلطة – كما قال ابن خلدون – محكوم عليها بالانحطاط، وأنا أؤمن بأن الله القادر عالم الغيب جعل لهذا الكون سننا، ومن أولى – وربما من أكبر – هذه السنن والقوانين هو أن دولة الظلم ساعة «بالنسبة لأحداث الزمن»، ولا يوجد استعمار استمر، ولا بد للقهر والتغطرس من نهاية حتمية، وهذه القاعدة الإلهية لا تتبدل على الاطلاق».
كما تعرض الإمام الأكبر لمزاعم الصهاينة بأن السلام هو قبول الآخر «وإن كان محتلاً»، ويجب التسليم بالأمر الواقع وإظهار سماحة الأديان، ويرد الإمام الأكبر على هذا الزعم بأن المسلمين دعاة سلام، لكنه السلام القائم على العدل وعلى الاحترام، وعلى الوفاء بالحقوق التى لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة، سلام لا يعرف الذلة ولا الخنوع ولا المساس بذرة من تراب الأوطان أو المقدسات، سلام تدعمه قُوَّة عِلم وتعليم واقتصاد وتحكم فى الأسواق، وتسليح يُمكنه من ردّ الصاع صاعين وبَتْر أى يد تحاول المساس بشعبه وأرضه. وإن كان قُدّر لنا أن يعيش بيننا عدو دخيل لا يفهم إلا لغة القوة، فمن العار أن نخاطبه بلغة أخرى غير التى يفهمها أو يحترمها، أو أن نبقى بينه ضعفاء مستكينين متخاذلين. وفى أيدينا – لو شئنا – كل عوامل القوة ومصادرها المادية والبشرية».