المتحف الكبير الجديد.. أعجوبة المتاحف وأيقونة الحضارة التى تهديها مصر إلى العالم.. فى حدث فريد شهد افتتاحه عدد كبير من رؤساء الدول ووفودها الرسمية فى احتفالية عالمية بدأت قبل يومين وتستمر حتى نهاية اليوم.. ويتابعها العالم عبر عشرات القنوات التليفزيونية ومئات الصحف والمجلات ليكون شاهدا على إنجاز فريد يضاف إلى إنجازات مصر المحروسة فى جميع المجالات.
لعل السؤال الذى يفرض نفسه هنا هو: وماذا بعد افتتاح المتحف الجديد الفريد؟.. بحسابات المنطق ومعطيات الجغرافيا والتاريخ تستحق مصر أن تحتل المركز الأول عالمياً فى السياحة.. وتستحق ان يفوق دخلها من السياحة جميع مصادر الدخل الأخرى.. فالمقومات السياحية فى مصر تفوق بمراحل مقومات السياحة فى دول الصدارة فى العالم مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول التى تحقق أرقاماً قياسية من الدخل السياحى.
نعود إلى المتحف الجديد أو الكبير لنكتشف خلال جولتنا الافتراضية فى أروقته مجموعة من الحقائق.. أولها انه أكبر متحف فى العالم يضم مقتنيات حضارة واحدة.. فمتحف اللوفر فى فرنسا يضم مقتنيات من عشرات الدول وفيه جناح خاص للمصريات وآخر للوحات فنانى عصر النهضة فى إيطاليا.. وفى المدخل هرم زجاجى يحاكى الأهرامات المصرية.. وكل متاحف العالم الأخرى تضم مقتنيات من عشرات الدول.. اما المتحف الكبير فى مصر فيضم عشرات الآلاف من المقتنيات التى تجسد عظمة الحضارة الفرعونية بأسراتها وتاريخها المجيد.
زيارة واحدة لا تكفى.. ولاعشر زيارات.. فالمقتنيات كثيرة وتفوق الحصر والمعروضات مذهلة: مومياوات وأقنعة ذهبية ولوحات حجرية تزينها كتابات فرعونية.. وقبل ان يلتقط الزائر أنفاسه سيبهر بالتماثيل العملاقة لحكام مصر الفرعونية.. وعلى الجدران شاشات عرض عملاقة.. ونظام صوتى فريد يبث ألحانا وأغانى فرعونية.. وباختصار بمجرد أن تطأ أقدامك بوابات المتحف المصرى الكبير سوف تعيش كل التفاصيل المذهلة لحضارة صنعت التاريخ وألهمت العالم وقدمت له من المعارف والخبرات ما يمنحها فضل الريادة والسيادة.. فمصر أم الدنيا من آلاف السنين وحتى يومنا هذا.
مصر تمتلك ثلث آثار العالم.. فى مصر توجد أعظم محمية طبيعية للشعب المرجانية.. مصر تمتلك شواطئ تفوق فى جمالها وصفاء مياهها تلك التى تجتذب ملايين السياح فى دول اخرى.. مصر تمتلك واحدة من عجائب الدنيا السبع التى لم يعد موجوداً منها سوى أهرامات الجيزة وسور الصين العظيم.. مصر تمتلك آعظم الآثار الإسلامية والقبطية فى العالم.. وفى مصر دون عن كل دول العالم مسار العائلة المقدسة فى رحلة قدومها إلى مصر هرباً من الاضطهاد الرومانى.. وفيها قبل كل ذلك الأمن والأمان.. وأصبحت تمتلك فى ظل الجمهورية الجديدة أحدث شبكة مرافق وطرق فى العالم.. بالإضافة إلى رصيد هائل من الإبداع الثقافى والفنى.. باختصار مصر تحتضن أعظم آثار العالم وأعظم المقومات السياحية.. وهى مؤهلة لكى تصبح الوجهة السياحية الأولى على مستوى الكرة الأرضية.
وبعد افتتاح المتحف الكبير فإن السياحة سوف تنضم إلى قائمة مشاريعنا القومية الكبرى.. مع تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية من أجل النهوض بها ووضع مصر فى مكانها اللائق على خريطة السياحة العالمية لتصبح ضمن دول الصدارة بل لكى تتصدر كل دول العالم.









