منذ أن بدأ عملى محررا لشئون الصحة من 37 عاما وأنا على يقين أن التأمين الصحى هو أمل الرعاية الصحية فى مصر.. وأنه الملجأ والملاذ لمرضى كثر فى كافة أنحاء مصر المحروسة رغم شكوى البعض منه إلا أنه لم يقصر يوما فى تقديم الخدمة الطبية لمن يريدها ويحتاجها.. ولم يمرض ولن يهدم ويموت وتهدر جهوده التى يعترف بها الجميع منهم الذين يشتكون ثم يتقدمون بالشكر بعد انتهاء رحلتهم العلاجية.
وحينما تولى د.أحمد مصطفى زمام المسئولية رئيسا لهيئة الـتأمين الصحي- وقد شاهدت عن قرب تجربته الناجحة فى معهد السمع والكلام بإمبابة وكيف استطاع تنظيمه بعد أن كان مشاعا ومهلهلاً- وهو يعمل جاهدا على أن يسترد التأمين الصحى عافيته ويستعيد رونقه وهيبته من خلال اجتماعاته المستمرة بالقيادات سواء على مستوى رئاسة الهيئة أو الفروع والمستشفيات أو الزيارات الميدانية لكافة وحدات الهيئة للوقوف على أرض الواقع على الإيجابيات لتعظيمها والسلبيات لتلافيها والتحديات لتحقيقها وذلك فى إطار المتابعة المستمرة لمنظومة العمل بالهيئة العامة للتأمين الصحى لضمان تقديم خدمات صحية أفضل للمنتفعين بسهولة ويسر من خلال انتظام العمل والخدمات الطبية المقدمة.. وتحديث برامج التدريب المستمر للكوادر الطبية لمواكبة أحدث المستجدات العلمية والعملية من خلال برامج تدريبية متخصصة تعزز من كفاءتهم المهنية وتقديم خدمة طبية آمنة وفعالة وفق أعلى معايير الجودة.. إلى جانب تنمية قدرات الجهاز الإدارى وتحسين بيئة تقديم الخدمة الصحية وتقديمها بجودة شاملة.. وتعزيز ثقافة الجودة وسلامة المرضى ورفع كفاءة نظم التعقيم ومكافحة العدوى والعمل على تذليل أى معوقات تعترض حصول المنتفع على رعاية صحية آمنة وفعالة قائمة على احترام حقوق المريض ووفقًا لأعلى معايير الجودة وسلامة الرعاية وضرورة الالتزام الكامل بإجراءات مكافحة العدوى لحماية المرضى والفرق الطبية على حد سواء.. الأمر الذى يؤكد أن الهيئة العامة للتأمين الصحى تعمل وفق رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى تطوير جميع المستشفيات التابعة للهيئة على مستوى الجمهورية وتحقيق التكامل بين جودة الخدمة والتخصصات الدقيقة وتوفير أحدث التجهيزات الطبية وضمان وصول الخدمة الصحية لكل المنتفعين بأعلى مستوى من الكفاءة والجودة حتى لا يكون التأمين الصحى بطاقة بلا خدمات..
فى جولاته الميدانية وضع رئيس الهيئة يده على أوجاع المنتفعين وآلامهم واستمع إليهم مصغيا ليحقق آمالهم فى تأمين صحى بلا زحام وتكدس وانتظار طويل وبطء فى الإجراءات وبلا نواقص أدوية وبلا أدوية إجبارية يلقيها المنتفع فى سلة المهملات.. تأمين صحى يدار بأساليب إنسانية ويقدم خدماته بلا تذمر وضيق من الفريق الطبى ووفقا لأعلى معايير الجودة الشاملة لضمان أمن وسلامة المرضى وألا تكون زيارته للتأمين الصحى بداية رحلة عذاب يعانى منها الجميع خاصة كبار السن وأصحاب المعاشات وذوى الهمم وألا تفرض عليهم أعباء مالية إضافية.. يريد المنتفع أن يتبدل الحال بعد القيادة الواعية التى اعتلت كرسى رئاسة الهيئة وأن تكون بطاقة التأمين الصحى طريقا لتحقيق الأمن الصحى لمن يحملها.. وأن يكون التأمين ملاذا آمنا لأبناء مصرنا الغالية لإنهاء آلامهم المبرحة وأوجاعه الدائمة بعيدا عن الذل والهوان وإهدار كرامتهم تلميحا أو تصريحا.. يريد خدمة ميسرة بعيدا عن الوساطة والمحسوبية وألا تنعزل القيادات فى مكاتبهم المكيفة بعيدا عن أنين وجراح وعويل وآلام وأحزان المرضى وأسرهم.. وأنا أستطيع التأكيد وبحق سعى الجميع إلى استرداد التأمين الصحى لعافيته.









