لم تعد الهوية مجرد بطاقة بلاستيكية تُبرزها في المكاتب الحكومية أو أمام موظف البنك، بل أصبحت اليوم امتدادًا رقميًا لك في عالم يعتمد على التكنولوجيا والثقة الإلكترونية.
إطلاق منصة “هوية” رسميًا تحت إشراف البنك المركزي المصري يمثل خطوة تاريخية نحو مجتمع رقمي متكامل، حيث يمكن لأي مواطن إنشاء هويته الرقمية، ببساطة عبر الرابط الرسمي أو من خلال تطبيق “هوية” على الهاتف المحمول.
الفكرة ببساطة، أن كل مواطن سيكون لديه بطاقة رقمية آمنة، نسخة إلكترونية من بياناته الرسمية، ، تشمل الرقم القومي، الصورة الشخصية، بصمة الوجه أو الإصبع، ورقم الموبايل المسجل باسمه، إلى جانب بيانات مالية أو حكومية اختيارية.
هي وسيلة حكومية رسمية تُثبت أنك صاحب الحساب أو الشخص الذي يقدم الخدمة، ولكن بدلًا من إبراز البطاقة البلاستيكية، تستخدم تطبيقًا أو رمزًا إلكترونيًا مشفرًا وآمنًا على الهاتف.
تفعيل الهوية الرقمية يتم بخطوات سهلة وبسيطة عبر الدخول على المنصة، تحميل التطبيق، ثم التسجيل لمرة واحدة باستخدام تقنية اعرف عميلك الإلكترونية، التي تتحقق من هوية المستخدم عبر وسائل بيومترية دقيقة. بعدها يصبح الحساب مفعّلًا وجاهزًا لإجراء المعاملات الحكومية والمالية بأمان وسلاسة.
لكن أهمية “هوية” لا تقتصر على الراحة أو السرعة، بل تتجاوزها إلى تحقيق سيادة رقمية للدولة والمواطن معًا، فحين تتوحّد البيانات الرسمية في منصة واحدة مؤمنة بأنظمة تشفير متقدمة، تقل فرص التزوير، وتزداد كفاءة الخدمات، وتُفتح آفاق جديدة للتحول الرقمي في التعليم، الصحة، والبنوك، وحتى التصويت الإلكتروني مستقبلًا.
تخيّل أنك تستطيع توقيع عقد رسمي أو فتح حساب بنكي من منزلك، أو الدخول إلى خدمات “مصر الرقمية” دون أوراق أو طوابير. هذا هو المستقبل الذي تفتحه “هوية” أمام المصريين، لتتحول الهوية من بطاقة تُبرزها إلى ثقة رقمية تحملها في هاتفك.
وربما الأهم أن المشروع يكرّس فكرة أن التحول الرقمي ليس رفاهية، بل ضرورة وطنية، وأن الأمن الرقمي لم يعد مسؤولية المؤسسات وحدها، بل مسؤولية كل مواطن يحمي بياناته ويتعامل بوعي مع أدوات الهوية الجديدة.
بإطلاق منصة “هوية”، تبدأ مصر مرحلة جديدة من التفاعل الذكي بين المواطن والدولة، مرحلة شعارها: “هويتك في إيدك، ومستقبلك رقمي”.









