أقرت قيادات عسكرية فى جيش الاحتلال، بالفشل فى تحقيق الأهداف المزعومة فى قطاع غزة، وأكد رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلي، تساحى هنجبي، إن «إسرائيل لم تحقّق أى هدفٍ من أهداف حربها على غزة».
قدم هنجبى إحاطة أمام لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية، قائلاً لأعضاء الكنيست: «لم نحقق أى هدف من الأهداف الاستراتيجية للحرب، بحيث لا شروط لصفقة أسري، ولم نسقط حماس، ولم نمكن سكان الغلاف من العودة إلى منازلهم بأمان».
جاء ذلك وسط تزايد الشكوك بشأن أهداف الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، مع عودة قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى ساحات القتال القديمة فى القطاع، ومع الضغوط المتزايدة على حكومة نتنياهو، سواء فى الداخل أو الخارج، لوقف الحرب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
قبل أيام اعترف اللواء فى احتياط جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، أنّ ما يحدث فى غزة فى الوقت الحالى هو «حرب استنزاف»، محذرًا من أنّ إطالتها «ستؤدى إلى انهيار الجيش والاقتصاد فى إسرائيل».
أقرّ بريك بعجز «الجيش» الإسرائيلى عن هزيمة حركة حماس فى قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ القطاع «يمثّل ساحةً واحدةً من أصل ست ساحات».
كما أكد العقيد فى احتياط الاحتلال الإسرائيلي، ميخال ميلشتاين، أنّ رئيس حركة حماس فى قطاع غزة، يحيى السنوار، «لم يتغير، ولم يُغيّر مواقفه، ولم تؤثر فيه العمليات العسكرية الأخيرة فى رفح».
فى حديث إلى القناة الـ»12» الإسرائيلية، قال ميلشتاين إنّ «هناك أمرين حاسمين بالنسبة إلى السنوار، الأول: هو مسألة عودة السكان من الجنوب، والثاني: الانسحاب الإسرائيلى من القطاع، بينما سائر الأمور يمكن المساومة عليها».
فى السياق، قال رئيس «أمان» السابق، أهارون زئيفي، لـلقناة الـ»12»، «إنّه «لم يُحدَدْ هدف نهائى لهذه الحرب بعد ثمانية أشهر على اندلاعها»، مشيرًا إلى أنّ «الجيش لا يستطيع العمل من دون أن يعرف هدفه النهائي».
أضاف أنّ «كل هذه الأمور تقود إسرائيل إلى التدهور فى منظومة العلاقات الشاملة، بما فيها السياسية والعسكرية»، مضيفًا: «نحن موجودون فى نقطة حاسمة من هذه الناحية، بسبب ما يحدث حولنا، وأيضًا بسبب ما يحدث فى مقابل حزب الله الذى له تأثير فى كيفية إنهائنا للحرب».
فى الوقت نفسه، ذكر عضو «الكنيست» السابق، عوفر شيلح، أنّ المشكلة فى معركة رفح الفلسطينية هى أنّها «لا تمنح التقدم لإسرائيل فى أى شيء نحو أهداف الحرب، والقضاء على التهديد الأمنى ضدها من قطاع غزة، وإعادة الأسري».
من جانبه، دعا الوزير فى حكومة الحرب الإسرائيلية بينى جانتس، أمس إلى شكيل لجنة تحقيق حكومية فى أحداث 7 أكتوبر وحرب «السيوف الحديدية» التى اندلعت نتيجة لذلك.
شمل الاقتراح الذى تقدم به جانتس إلى أمانة الحكومة التحقيق فى جميع الأحداث التى سبقت الحرب، وصنع القرار على المستويين السياسى والعسكري، وكذلك السلوك أثناء الحرب نفسها، حسب صحيفة «معاريف».
ينص الاقتراح على التحقيق فى اتخاذ القرارات على المستوى السياسى والأمني، بما فى ذلك العمليات المختلفة فى قطاع غزة، وبناء القوة فى مواجهة التهديدات الأمنية على الحدود اللبنانية السورية، سواء من الناحية الموضوعية أو الإجرائية.
كما يتضمن نص الاقتراح: «التحقيق فى تحركات 7 أكتوبر وحرب السيوف الحديدية، وما يتعلق بالوفاء بالالتزامات التى يفرضها القانون الدولى على دولة إسرائيل فى سير الحرب».
شدد جانتس على أن اللجنة يجب أن «تفحص جميع الحقائق والعوامل المتعلقة بالهجوم على إسرائيل في7 أكتوبر والحرب». كما طلب إحالة نتائج التحقيق إلى الحكومة فى أسرع وقت ممكن «نظرا لأهمية الأمر».
من ناحية أخري، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أمس أن ما يهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمقربين منه هو البقاء السياسى وإحداث الفوضى فى «إسرائيل».
يأتى هذا مع استمرار الضجة الناجمة عن «فيديو التمرد» الذى نشره جندى إسرائيلى غير معروف على وسائل التواصل الاجتماعي، السبت الماضي، قال فيه إن هناك العشرات من الجنود لا يدعمون إلا نتنياهو.