تضمن عدد الجمهورية الصادر يوم الجمعة الماضى الموافق 24 من شهر مايو الحالى فقرة من فقرات المقال الذى يحمل نفس الاسم «خيوط الميزان» قلت فيها بالحرف الواحد إنه بعد أن تعرضت للحديث عن العدوان الإسرائيلى الضارى ضد أهالى غزة ومطالبة المجتمع الدولى بضرورة التدخل.. أقول بعد أن تعرضت فى المقال لذلك توقفت لأطرح سؤالاً استشعرت أنه يلح على فكرى وعلى فؤادى وعلى قلبي.. حيث قلت بالحرف الواحد:
إن من حق المصريين علينا جميعاً أن نقف بين كل فترة وأخرى للحديث عن الإنجازات الهائلة التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى لا ينبغى أن يصرفنا عنها أى قضايا أخرى مهما كان نصيبها من الاهتمام والمسئولية والرغبة الصادقة فى معاونة الآخرين.. وذكرت على سبيل المثال لا الحصر.. مبادرة «حياة كريمة» وتطوير شبكات المياه والصرف الصحى والطرق والكبارى وما إلى ذلك.
كل ذلك كتبته من وحى ضميرى ودون تدخل سواء مباشر أو غير مباشر من أى جهة أو أى كيان أهلى أو حكومى أو غير حكومي.
الأهم.. والأهم.. أننى لم أكن أعرف بطبيعة الحال أن الرئيس السيسى سوف يتوقف أمام محطة من محطات مسيرته الجاذبة والأخاذة ليدعو معاونيه من رئيس وزراء ووزراء ورؤساء مؤسسات وشركات وصحفيين وكتاب لكى يتحدثوا بصراحة عن أحوال المصريين فى هذه الأيام وكيف أن كل جزء فيها يتفاخر به ويزهو.
لقد طالب الرئيس الوزراء كلاً فى اختصاصه بالحديث عن الجهود التى تبذل فى سبيل هذه النهضة الكبرى التى تعيشها البلاد ضارباً المثل بما يجرى فى قطاع الزراعة وفى توفير وتحسين رغيف العيش.
وبكل المقاييس.. الرئيس له الحق ـ كل الحق ـ فالمواطن العادى الذى جاء عليه يوم يطالب فيه بتحسين معيشته نتيجة تطبيقات الإصلاح الاقتصادي.. هذا المواطن نفسه الذى ينبغى أن يحاط علماً بالدقائق والتفصيلات التى تشملها مشروعات ضخمة وهائلة لم تكن تلقى الاهتمام الملائم من قبل.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن نظام المتحدث الرسمى الذى تسير عليه الوزارات والمصالح والهيئات لا يتيح الفرصة لتبيان كل الحقائق وفى نفس الوقت عرض الأسباب والمسببات للأزمات أو المشاكل.. وقد صدق الرئيس عندما تساءل معاتبا:
«هل لابد من انتظار حدوث الأزمة للتعامل معها؟!.. إن الدولة لا تنتظر الأزمات والعمل الذى تقوم به يكون ضرورياً والمبالغ التى ندفعها للبنية التحتية كان ضرورياً أن ندفعها ولو تم تنفيذها على مدى الـ 25 عاماً الماضية لكانت التكلفة أتت بثمارها».
والآن.. أحسب أنه بعد كلام الرئيس سوف يزيل الوزراء الحاجز بينهم وبين الصحافة وبينهم وبين جماهير الشعب الذين ينبغى جمعهم فى ندوات تلفزيونية وصحفية مشتركة خصوصا أن الرئيس أيضاً قال من بين ما قال إن مصر تحتاج إلى كل يد مصرية.. وكل طاقة عمل وكل جهد مخلص.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
إن الرئيس السيسى هدفه الأسمى فى قياده هذا البلد توفير الأمن الشخصى والعائلى والأمن المائى والأمن الصحى والأمن الاجتماعي.. وإن شاء الله سيكون له ما يريد ولنا أيضاً أما بالنسبة لحكاية توشكى فستكون موضعاً لحديث آخر.
>>>
و.. و.. شكراً