السبت القادم العالم على موعد مع حدث عظيم يعود به إلى آلاف السنين، ينعش ذاكرة الإنسانية.. ليحكى قصة «أم الدنيا» التى بدأت مسيرتها وسطعت شمسها قبل التاريخ.. مصر تهدى العالم أعظم هداياها.. المتحف المصرى الكبير حيث يتجمع ملوك مصر العظماء فى مكان واحد.. مهيب تشعر بالفخر عندما تقترب منه.. وتأخذك نشوة الأمجاد عندما يبدأ هؤلاء الملوك فى الحديث عن عظمة هذا الوطن.. وماذا قدم للبشرية من علم وبطولات وانتصارات وإبداعات تحفظها نقوش الحجر.. يتكلم رمسيس الثانى وزوجته نفرتارى ثم يأتى الدور على الملكة حتشبسوت وإخناتون والأسرة الثامنة والفتى البطل اخناتون.. ثم خوفو.. يتحدثون عن أكثر من 7 آلاف سنة حضارة فى المتحف الكبير أيقونة الحضارة والثقافة فى العالم وهو أكبر مجمع للمتاحف الحديثة فى العالم.. وفخر البناء والإبداع المصرى الذى أقيم على مساحة 490 ألف متر مربع ويضم فى جنباته الفاخرة التى تليق بملوك مصر 57 ألف قطعة أثرية تروى وتقص تاريخ أقدم دولة وحضارة عرفها العالم.. ليتوقف الجميع فخراً وانبهاراً فلا يمكن لمخلوق أن ينافس مصر وشعبها ولا يمكن أن يذكر اسمها إلا بالإجلال وها هى مصر.. تحشد قوتها الحضارية فى جذور التاريخ ليعرف ويتعلم العالم من جديد.
الحقيقة ان المتحـف المصرى الكبيـر يعكس عبقرية الزمان والمكان.. الماضى والحاضر.. فالمتحـف بهذا الشــكل والموقــع والفكــرة والرؤيـــة كان حلمــاً رأى البعض أنه صعب المنال.. لكننا فى عصــر تتحــول فيه الأحــلام إلى واقــع لا تخطئــه العـين.. عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يواصل رحلة الإبداع فى الانقاذ والإنجاز.. وصناعة السلام فى وطن السلام دائما تخرج أشعة النور من بلد النور والحضارة.
الإرادة المصرية هى العنوان الرئيسى لخروج المتحف المصرى الكبير وفق رؤية عظيمة.. حوَّلت المكان الذى تتعانق فيه الأهرامات أهم عجائب الدنيا مع ملوك مصر القدماء الذين بنوا أعظم حضارة عرفها التاريخ.. فتحولت تلك المنطقة التى صاغتها أياد مبدعة تتكامل بشكل شديد الخصوصية لتتحول إلى أهم مناطق العالم التى تشع حضارة وثقافة وإبداعاً وقصصاً وروايات وأمجاد عن أعظم الحضارات على مدار 7 آلاف سنة ليعرف الجميع من هم المصريون وأبناء من.. إنهم أبناء وأحفاد أعظم حضارة عرفتها الإنسانية.
المتحف المصرى الكبير هو عنوان مبهر للجمهورية الجديدة التى لم تنس خلال رحلة بنائها أى شىء.. تبنى الجسور والطرق والموانئ والمصانع والمساجد والكنائس وتشق الأنهار وتروى وتزرع الصحراء ويحكى من جديد مشروع مصر لتحقيق التقدم لكنها فى ذات الوقت لم تنس بناء الإنسان.. لم تنس الأثار وتاريخها العريق والمجيد.. ولا الفنون والآداب والإبداع.. لذلك ارتأت ان نضع وتجمع تاريخ أعظم حضارة فى مكان يليق بمصر وحضارتها فخرج المتحف المصرى الكبير الذى يبدأ الاشعاع الحضارى والثقافى من السبت القادم فى حضور فاخر لقادة وزعماء العالم وكبار المسئولين فيه يتقدمهم صانع الأمجاد ابن الحضارة المصرية الرئيس السيسى ليقدم هدية مصر الجمهورية الجديدة للعالم.. والتى تنقل مصر إلى حالة فريدة من الاهتمام العالمى والتدفق السياحى لمشاهدة عظماء الحضارة المصرية فى مكان واحد وتنطلق هذه المنطقة بالإبداع فى الرؤية.. فلم تعد الزيارة قاصرة على الأهرامات الثلاثة فبالجوار عظماء مصر يسكنون يروون يحكون أمجاد الأمة المصرية وحضارتها.
تتحول المنطقة إلى لوحة حضارية وإبداعية وثقافية وأثرية مبهرة.. كل شىء فيها متكامل سواء فى قرب المطار وهو مطار سفنكس أو الفنادق على طريق تحقيق رؤية مصر لتدفق 30 مليون سائح سنويا.
نعيش نحن المصريين أيام من الفخر والاعتزاز هى أيام هذا الوطن الذى تحمل كثيراً وواجه بشجاعة وثبات مخططات ومؤامرات من الفوضى والإرهاب والأكاذيب والشائعات إلى مخططات التهجير.. وكاد تضيع بسبب مخططات الفوضى لكن عناية الله ووعده ان مصر ستظل وطن الأمن والأمان والاستقرار والسلام وقبلة الباحثين عن نعم الله على أرضه.. فمن يتخيل ان مصر التى كادت تسقط.. الآن تبدع فى البناء والتنمية والقوة والقدرة وتتنفس حضارة وترد بالواقع والماضى والحاضر على أحاديث الإفك ومحاولات تزييف التاريخ.. فرغم ان مصر لا تحتاج شهادات فى حقها من أحد فحضارتها وتاريخها وحاضرها ينطقون بالحق والعظمة.. لكن أتذكر حديثاً دار بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والصينى شى بينج عن أقدم الحضارات فى العالم.. قال ترامب: أنتم حضارة قديمة.. لكن الحضارة المصرية أقدم منكم.. فأجاب الرئيس الصينى بإجلال واحترام نعم الحضارة المصرية هى أقدم حضارة فى التاريخ وهى حضارة عظيمة.. ورد ترامب فعلاً إنها حضارة عظيمة.. هذه هى مصر لكل من يريد الموضوعية والحق ومن لا يجعلون هواهم آلهة.. أو من يصنعون آلهة العجوة أو من يتجرأون على التاريخ بالتزييف والمزاعم.. لكن مصر ترد بالواقع والحقيقة والتاريخ وعلى لسان ملوكها العظماء فى المتحف المصرى الكبير.
أثار ونتائج المتحـف المصـرى الكبير لو تعلمون عظيمة على كافة الأصعدة سواء الحضارية والثقافية والسياحية والاقتصادية.. أيضاً هو هدية مصر للعالم وترسيخ صورة مصر فى ذاكرة جميع الأجيال من مختلف الشعوب لتظل مصر حاضرة متوهجة فى الماضى والحاضر والمستقبل.. فهى أم الدنيا.. وأد الدنيا شاء من شاء وأبى من أبى فهذا قدرها ودورها وتاريخها وحضارتها تجرى فى جينات شعبها ولادة بالأفذاذ والعظماء وشاءت الأقدار أن تسطع شمسها من جديد على يد قائد عظيم وملهم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى.
تحيا مصر
