خلال ساعات يحتفل العالم مع مصر بافتتاح المتحف الكبير الذى يمثل حدثا عالميا يتوج جهد السنوات ويبرز تاريخ الحضارة المصرية كرواية متكاملة تبدأ من الحضارة الفرعونية حتى العصر الحالى «حضارة الجمهورية الجديدة» التى تؤكد حضارة مصر عبر السنوات والقرون.
>> ولعل هذا المتحف الكبير بكل ما فيه من ميزات وتميز يؤكد حقيقة الرواية المتكاملة حيث يقدم هذا المتحف منظورا شاملا للتاريخ المصرى عبر العصور من مرحلة ما قبل التاريخ حيث تبدأ الحضارة المصرية ثم يأتى بعدها تاريخ الحضارة ثم الحضارة الفرعونية وهى حضارة مصر القديمة وليست الفرعونية فليست كلها فرعونية.. ثم الحضارة اليونانية والرومانية ثم الحضارة القبطية.. وبعدها الحضارة الاسلامية وهى رواية متكاملة عبر السنوات تؤكد حقيقة مصر الحضارة وان مصر دوما هى رائدة الحضارة ورائدة الضمير الانسانى ورائدة التاريخ الانسانى.. مصر عرفت الحضارة قبل التاريخ.
كل انظار العالم تتجه إلى ارض الاهرامات لمتابعة هذا الحدث المهم والذى تشهده أرض الحضارة مما يؤكد مكانة مصر الحضارة والرائدة على خريطة السياحة فى العالم.
صحيح ان المتحف يبرز ويؤكد حضارة مصر عبر التاريخ لكنه ليس مجرد مبنى لعرض آثار مصر من العصر الفرعونى بل هو متحف من الجيل الجديد ويعد مشروعا ثقافياً اكثر من رائع بل انه يواصل حديث الحضارة وتواصلها حيث يعتمد على احدث تقنيات العرض مثل الشاشات التفاعلية والواقع الافتراضى والواقع المعزز أى أنه استخدم احدث تكنولوجيا التواصل ليبرز الحدث الكبير.. حيث يتوفر فى المتحف تطبيقات الكترونية للشرح والترجمة.. كما سيتم عرض بعض القطع الأثرية على منصات مرتفعة تسمح برؤية بزاوية 360 درجة بعيدا عن الاسلوب التقليدى للعرض. كل ذلك بخلاف عبقرية تصميم المتحف الذى يؤكد تواصل الحضارات من قبل التاريخ حتى الجمهورية الجديدة الآن.
إذا اضفنا ذلك كله إلى الموقع الفريد للمتحف والذى يوفر اطلالة بانورامية مذهلة على أهرامات الجيزة اعظم آثار مصر واحد ابرز آثار العالم من داخل قاعات العرض فإنه سيعطى انطباعا اكثر من رائع وتجربة فريدة.. اضف إلى ذلك كونه اكبر متاحف العالم المخصص لحضارة واحدة بل انه يحاكى فى خطوطه المعمارية مثلثات الاهرامات ليخلق حالة من التناغم والارتباط الوثيق بين التراث العظيم والحداثة. يضاف إلى ذلك كونه اول متحف يعرض كنوز توت عنخ آمون والتى تبلغ اكثر من خمسة آلاف قطعة آثرية معا ولاول مرة فى عرض شامل متكامل فى قاعة ضخمة.
إنها مصر ايها السادة تتحدث عن نفسها.. وفى حضور العديد من ضيوف مصر وزعماء العالم.. وعلى أرض مصر.. ارض الحضارة والتاريخ.. والعالم كله يتابعها لتؤكد ان مصر مازالت بخير ومازال العطاء المصرى مستمرا.. وهو ما يتواكب مع نجاح مبادرة مصر فى نزع فتيل الحرب وفرض السلام على المنطقة.. وجاءت القمة المصرية الاوروبية فى بروكسل مؤخرا لتحدد مرحلة جديدة من التعاون بين مصر وأوروبا.. ومما لا شك فيه ان هذا التجربة فى رسم العلاقات المصرية الاوروبية يؤكد ان مصر ستظل قلب المنطقة النابض وان تاريخ مصر الحضارة لم ولن يتوقف يوما.. وستظل مصر للابد كما وعدها الله سبحانه وتعالى بلداً آمناً.. وكما ذكرها الله فى القرآن فستظل دوما فى ميزان الحسابات الانسانية للابد.. ولم تعد أوروبا تنظر إلى مصر التى تحتاج إلى الدعم بل تنظر اليها كقوة اقليمية فاعلة تمتلك قرارها ورؤيتها للابد.
حماية أطفالنا.. ضرورة
بدأت اوروبا خطوات جادة لحماية الاطفال من مخاطر الانترنت والسوشيال ميديا.. وبدأت المفوضية الاوروبية بالفعل فى وضع الاسس التقنية لحماية الصغار والاطفال «القصر» عبر الانترنت.
كانت استراليا قد بدأت الخطوة الاولى العام الماضى وتحديدا فى نوفمبر 2024 حيث اقرت تشريعا برلمانيا يقيد وصول الاطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعى وكان الاتحاد الاوروبى فى قمته الاخيرة فى بروكسل قد اصدر بياناً اكد خلاله اهمية حماية القصر وتحديد سن معينة «أكبر من 16 عاما» للوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعى واكدت المفوضية الاوروبية على ضرورة تقديم المزيد من الاجراءات لحماية الاطفال والقصر من اخطار وسائل التواصل الاجتماعى.
بل ان البعض فى اوروبا طالب بقيود قانونية تماثل القيود المفروضة على الاطفال والقصر فى استهلاك التبغ والكحول!!
هذا يحدث فى اوروبا ومن قبل استراليا.. فماذا لدينا نحن؟ متى نتحرك لحماية اطفالنا من أخطار السوشيال ميديا؟ متى تصدر القوانين لحماية القصر والاطفال من هذه الاخطار؟ اعتقد ان هذا التشريع يجب ان يكون فى صدارة الاهتمام البرلمانى والحكومى فى المرحلة المقبلة.
ولابد ان نتابع ما ستفعله اوروبا.. واستراليا.. لنحذو حذوهم ويتدخل خبراؤنا ايضا لوضع القيود الفنية لحماية الابناء الصغار.. فهل يحدث ذلك؟ اتمنى وكل شىء جائز!!









