أكد الكاتب الكويتي الدكتور يوسف العميري، أن “المتحف المصري الكبير ليس مبنى من حجر وزجاج، بل هو رسالة من حضارة تقول بثقة: نحن لا نحيا على أمجاد الماضي، بل نصنع من الماضي مجدا جديدا للحاضر والمستقبل”.
وقال العميري، في مقال له عن افتتاح المتحف المصري الكبير، في الأول من نوفمبر المقبل، “.. من يراقب المشهد اليوم يدرك أن ما يحدث عند سفح الأهرامات ليس حدثا ثقافيا فحسب، بل تأكيد جديد على أن مصر قادرة، مهما كانت التحديات، على أن تكتب سطرا جديدا في تاريخ الإنسانية”، مؤكدًا أن “المتحف المصري الكبير، بمساحته التي تتجاوز نصف مليون متر مربع، وبما يحتويه من أكثر من مئة ألف قطعة أثرية، ليس مشروعا معماريا، إنما هو مشروع هوية، وإعادة تقديم لمصر كما تستحق أن ترى: دولة عريقة ومتجددة ومبدعة”.
وأضاف د. يوسف العميري في مقاله: “.. خلف هذا الصرح تقف إرادة رجل آمن أن مصر تستحق أن تكون في المقدمة، الرئيس عبدالفتاح السيسي.. لولا إصراره لما خرج المشروع من دهاليز التأجيل إلى نور الافتتاح”.
وأوضح أن “من المفارقات الجميلة أن يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير متزامنا مع حدث عربي آخر يبعث على الفخر، وهو فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، ذلك الفوز لا يمثل إنجازا مصريا فحسب، بل انتصارا لكل عربي يؤمن بالعلم والثقافة والهوية، فأن يتولى رجل مصري بارز ومثقف قيادة المؤسسة التي ترعى تراث البشرية، في الوقت ذاته الذي تفتتح فيه بلاده أكبر متحف أثري في العالم، هو مشهد رمزي عميق يجسد كيف تقود مصر الحضارة بالفعل لا بالكلمات”.
وتابع قائلًا: “إنني ككاتب عربي وكويتي، أشعر بالفخر وأنا أرى هذا الإنجاز المصري الذي لا يمس مصر وحدها، بل كل عربي يؤمن بأننا أبناء حضارة قادرة على النهوض مهما طال الغياب. فحين تنهض مصر، ينهض معها التاريخ، ويرفع العرب جميعا رؤوسهم عاليا”.
وتوجه العميري بالتهنئة للرئيس السيسي وجيش مصر، قائلًا: “تهنئة من القلب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإلى جيش مصر الذي حمى، وإلى شعبها الذي صبر، حتى صار الحلم حقيقة”، موجها “نداءً من من الخليج إلى النيل: زوروا المتحف المصري الكبير، ليس لتشاهدوا الماضي، بل لتشهدوا كيف تنتصر الإرادة على الزمن، وكيف تبعث الحضارة من جديد”.









