استضافت مكتبة الإسكندرية احتفالية “الصالون البحري المصري بنصر أكتوبر المجيد وعيد القوات البحرية”، بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والفريق أحمد خالد سعيد، محافظ الإسكندرية، والدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، واللواء بحري وليد عطية، مساعد قائد القوات البحرية، واللواء بحري حسين فؤاد، الرئيس التنفيذي للصالون البحري في الإسكندرية، واللواء أركان حرب محمود متولي، أمين عام الصالون البحري، ولفيف يضم عدداً من الوزراء السابقين والقناصل العاملين في الإسكندرية وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب وأعضاء الصالون البحري.
افتتح الدكتور أحمد زايد الاحتفالية بالترحيب بالحضور، مؤكداً أن حرب أكتوبر شكلت علامة فارقة في تاريخ مصر والأمة العربية، حيث أثبتت أن الإرادة الصلبة والعقل الواعي يحقق الإنجازات، فهي ذكرى خالدة وعزيزة في وجدان كل مصري عن عمل مصري عظيم بكل المقاييس الْتَحَمَ فيه الشعب مع جيشه ضد عدو غاشم.
وشدد زايد على أن استحضار دروس أكتوبر له أهمية كبرى خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداخلات، حيث نجحت مصر في أن تظل بأمان في ظل ما تشهده المنطقة، كما أنه من الضروري استحضار الانضباط الذي تحقق في الحرب وتنفيذه في المؤسسات المصرية اليوم.
ودعا زايد إلى العمل على تعميق الذاكرة الوطنية عن الحرب لأن المجتمعات تُبْنَى على وعي شعوبها، مشيداً بنجاح مؤتمر السلام بشرم الشيخ والذي يؤكد أن السلام هو الدعوة الحقيقية التي تدعو لها مصر وأنها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل راية السلام في العالم.
فيما قال اللواء حسين فؤاد، الرئيس التنفيذي للصالون البحري في الإسكندرية، إن حرب أكتوبر وعيد القوات البحرية من أعظم أيام الوطن، ففي مثل هذا اليوم سطرت قواتنا الباسلة أنصع صفحات التاريخ، مضيفاً: “هذا الانتصار يمثل إرادة شعب وصمود أمة وليس مجرد احتفال عسكري، ولولا أبطال مصر ما كنا فيما نحن فيه اليوم”.
ووجه فؤاد التحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نجح في معركة السلام العادل القائم على القوة، فلولا القوة التي أصبحت تمتلكها مصر ما كانت قادرة على فرض رؤيتها.
بينما تحدث اللواء أركان حرب محمود متولي، أمين عام الصالون البحري، عن تاريخ تأسيس الصالون البحري والأنشطة والمبادرات المتخصصة التي ينظمها الصالون بالتعاون مع الجهات المختلفة، مشيراً إلى أن الصالون انطلق من المحلية إلى العالمية من خلال التعاون مع جمعية أصدقاء قناة السويس في باريس.
وأشار متولي إلى أن الموقع الجغرافي لمصر يحدد قوتها في البحر وترتبط قوتها في قوة الدولة الشاملة إذ أن الأمن القومي المصري يرتبط بقوتها في البحر، وقد شهدت الترسانة البحرية في مصر طفرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تطورت القوات البحرية بشكل جعلها واحدة من أقوى القوات البحرية على مستوى العالم.
ومن جانبه، قال الفريق أحمد خالد سعيد، محافظ الإسكندرية، إن شهر أكتوبر سوف يظل رمزاً للفخر والعزة ويدعو للتفاؤل والأمل في غد مشرق، وقد جاء هذا العام بالعديد من النفحات بانتخاب الدكتور خالد العناني رئيساً لمنظمة اليونسكو لأول مرة في تاريخ مصر، ونجاح توقيع اتفاقية السلام في شرم الشيخ وصعود المنتخب الأول لكرة القدم إلى كأس العالم.
وأشار إلى أن منطقة شرق البحر المتوسط أصبحت محوراً للتفاعلات الجيوسياسية وقد شهدت تنافساً حاداً بين القوى العالمية في حين نجحت مصر في ترسيخ توازن واستقرار حقيقي من خلال ترسيم الحدود مع اليونان وقبرص، مما جعل من مصر مركزاً لتسييل الغاز.
وأكد أن المنطقة لاتزال تشهد تواجداً عسكرياً متعدداً رغم حالة الهدوء وهو ما يستلزم استمرار مصر في جهودها للحفاظ على أمنها القومي، كما تحدث عن محافظة الإسكندرية التي تحولت إلى ورشة عمل مفتوحة يجري فيها العديد من المشروعات الكبرى في النقل والطرق والموانئ والمناطق الصناعية، بالإضافة إلى مشروعات لمواجهة التغيرات المناخية بتكلفة ١٠ مليارات جنيه.
وألقى الدكتور عصام شرف محاضرة بعنوان “ذكريات أكتوبر”، أكد فيها أن نصر أكتوبر لم يكن انتصاراً عسكرياً فقط ولكن كان ملحمة وطنية، وتحدث عن مفهوم الوطن باعتباره قيمة عليا لا تتغير ولا تموت ولا تتأثر بالأشياء أو الأشخاص، سارداً قصص مواطنين عاصروا حربي الاستنزاف وأكتوبر كانوا متحمسين للمشاركة في الحرب.
وأكد شرف أنه لولا وقوف الشعب المصري بجميع طوائفه خلف قائده جمال عبد الناصر عقب نكسة يونيو لما حققنا الانتصار، فانتصارات أكتوبر بدأت من يونيو ١٩٦٧ وما جرى فيها من بطولات.
جدير بالذكر أن الاحتفالية شهدت تكريماً متبادلاً بين الدكتور عصام شرف رئيس مجلس أمناء الصالون البحري والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، وتكريم نخبة من رموز القوات البحرية، بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي عن حرب أكتوبر ١٩٧٣ من إنتاج المكتبة.
وفي ختام الاحتفالية عقدت جلسة حوارية أدارها اللواء حسين أحمد فؤاد، الرئيس التنفيذي للصالون البحري بالإسكندرية.
أكد اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، أن الهدف من الحرب كان استعادة الأرض وإعادة الكرامة المصرية، مشيراً إلى الأوضاع الداخلية والخارجية التي كانت تمر بها مصر بعد نكسة ١٩٦٧، ورغم محدودية الإمكانيات والوفاق السوفيتي الأمريكي على عدم الحرب نجحت القوات المصرية في تحقيق النصر.
وأضاف حفظي أنه خلال حرب الاستنزاف تم شن ما يزيد عن ٤ آلاف عملية فدائية كبدت العدو ما يزيد عن ألف قتيل و٤ آلاف مصاب، ما دفع قيادات العدو بالاعتراف أن حرب الاستنزاف هي أولى الحروب التي انهزمت فيها.
واستعرض اللواء بحري محفوظ طه مرزوق، مدير الكلية البحرية الأسبق، بطولات القوات البحرية أثناء حرب الاستنزاف، من بينها التصدي لغواصة إسرائيلية حاولت التسلل لميناء الإسكندرية، وفي نوفمبر ١٩٦٩ بدأت القوات المصرية أول عملية هجومية ضد إسرائيل والتي تكررت وصولاً لتفجير المدمرة ورصيف ميناء إيلات.
فيما سرد الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم الأسبق، ذكريات مشاركته في حرب الاستنزاف من خلال مشاركته في بناء حائط الصواريخ المضادة للطائرات، ثم أصبح قائداً لأحد محطات الرادار الموجودة شرق القناة في منطقة بور فؤاد.
وأكد الجمل على أهمية البحث العلمي، ضارباً مثالاً بواقعة طرد الخبراء السوفييت قبيل حرب ١٩٧٣ والذي ترتب عليه رفض الاتحاد السوفيتي تسليم وقود الصواريخ إلى مصر ولكن باحث شاب من مركز البحوث تمكن من إنتاجه.
واختتمت الدكتورة سامية عامر، أستاذ التاريخ والتراث، بالتأكيد أن الشعب المصري استطاع أن يعبر تلك الكبوة بصمود والتحام جميع أفراد الأسرة المصرية التي وفرت من قوتها وأموالها لدعم المجهود الحربي، حتى أصبح الشعب لحمة وطنية واحدة لا فرق بين مسلم ومسيحي، كما كانت المرأة المصرية في قلب الصمود واللُحمة الوطنية.














