حظيت القضية الفلسطينية باهتمام الدولة المصرية كما لم تحظ بالاهتمام من دولة أخرى.. اعتبرتها مصر قضيتها المركزية والاولى.. اولتها كل انواع المساندة الرسمية والشعبية والدعم المعلن وغير المعلن.هذا الاهتمام لم يأت لأسباب اعلامية أو دعائية وانما استند الى الاستراتيجية الشاملة للدولة بكل ابعادها ورؤاها الوطنية والقومية والامنية.
فلسطين تقع فى الخاصرة الشرقية لمصر.. البوابة التى جاءت منها كل أو معظم الغزوات الخارجية حتى اقامة الكيان الصهيونى على ارض فلسطين لم يكن اختيارا عشوائيا وانما كما جاء فى وثيقة اكامبلب التى وضعها علماء ومفكرون غربيون على مدى عامين فى مطلع القرن العشرين فى لندن هو كيان الهدف منه اشغال مصر عن مواكبة التطور والتقدم ومعها العرب جميعا بتفريقهم وتجزئتهم وجعلهم اقطارا ضعيفة.
مصر ادركت كل ذلك فكان عليها العبء الاكبر فى تحمل التصدى للمخطط الصهيونى الاستعمارى منذ عام 1948وبعد ثورة 1952 كانت المسئولية الكبرى فى دعم الشعب الفلسطينى تقع على ثورة يوليو رغم ان مسئوليتها الأولى.. اقامة دولة عصرية حضارية وتحقيق هذه الغاية تطلبت تأمين حدودها ضد اية تهديدات اوتحديات..انشأت جيشا وطنيا قويا وعززت المقاومة الفلسطينية واحتضنتها قدمت كل انواع الدعم لها ليظل اسم فلسطين حاضرا وصوت المقاومة عاليا وقضية شعبها مدويا ومسموعا فى العالم..تصدت مصر للعدوان الثلاثى الذى كانت اسرائيل رأس حربته.. ضحت بالآف الشهداء والمصابين وتم احتلال سيناء لتتكشف أبعاد المخطط مع كل تقدم ونجاح وانجاز تحققه ثورة يوليو ورغم ذلك كانت مصر تضاعف دعمها للشعب الفلسطينى وفصائل المقاومة ونفذت القوى الاستعمارية والامبريالية المؤامرة الكبرى.. يونيو 1967 فى محاولة يائسة لدفن القضية الفلسطينية واحتلت سيناء وكان من مطالب القوى الصهيونية لإعادتها.. تخلى مصر عن القضية الفلسطينية.
تحالف الشر الغربى يدرك ان انسحاب مصر من ساحة المواجهة يعنى زوال القضية ونسيانها ولكن مصر تأبى ان تحقق للاستعمار هدفه الاستراتيجى جمعت العرب فى قمة الخرطوم واصدرت اللاءات الثلاث الشهيرة لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف ودخلت فى حرب الاستنزاف لأكثر من ٣ سنوات وفى ظل اعادة بناء القوات المسلحة لم تتخل عن دعمها للشعب الفلسطينى وكان نصر اكتوبر دعما للقضية الفلسطينية وحصلت فلسطين على عضوية كثير من المنظمات الدولية.
وتجلى دعم مصر بعد تحمل الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية وقيادة مسيرة العمل الوطنى عندما قدم منحه للشعب الفلسطينى 500 مليون دولار لاعادة اعمار قطاع غزة بعد عدوان اسرائيلى مدمر وفى العدوان الوحشى على قطاع غزة كانت مصر فى مقدمة الدول التى تحملت المسئولية القومية ودعا الرئيس السيسى لمؤتمر قمة حضره قادة العالم لوقف العدوان ومنع تصفية القضية ووقف التهجير القسرى والاباده الجماعية ومن اجل التوجه لحل الدولتين وعلى صعيد الدعم الانسانى كانت الشاحنات المصرية أول من دخلت للقطاع وتواصل الدعم اللا محدود بفتح معبر رفح على مدار الساعة.
على مدى تاريخ القضية الفلسطينية تظل مصر الداعم الرئيسى للشعب الفلسطينى وهذا هو قدر مصر تتحمله بمسئولية تاريخية ووطنية وقومية وانسانية بما لا تستطيع دولة كبرى أو صغرى غنية أو فقيرة تحمله.