لاشك ان اصلاح التعليم هو اولى الخطوات التى بدأت الدول المتقدمة القيام بها واعتبرته المشروع القومى لها بل ترعاه وتسانده وتعطيه الاولوية والاهتمام حتى نجحت فى تحقيق النهضة والتطوير وتمثل تجربتا دولتى ماليزيا وسنغافورة ونماذج ناجحة فى اصلاح التعليم حيث حققتا اعلى معدلات التقدم والنهضة واصبحتا احد النمور الاسيوية فى المنطقة.
واصلاح التعليم فى مصر يحتاج الى تضافر الجهود لاحداث نقلة حقيقية فى عمليات الاصلاح والتطوير ولكن للاسف تعاقب الوزراء على وزارة التربية والتعليم وقصر مدة بقائهم فى مناصبهم ادى الى عدم اكمال الاصلاح والتطوير بالشكل المطلوب فكل وزير فى التربية والتعليم لا يمكث فى منصبه فترة ليأتى وزير جديد يبدأ من جديد عمليات التطوير وابتكار برامج للاصلاح .
والحقيقة ان وزارة التربية والتعليم هى الوزارة يقع على عاتقها مستقبل اعداد وتأهيل وتربية الاجيال من رياض الاطفال حتى الثانوى بجميع مراحله التى يصل عددها الى اكثر من 18 مليوناً و500 الف تلميذ وطالب موجودين فى اكثر من 79 الف مدرسة تقع مسئوليتهم على وزارة التربية والتعليم من كتب مدرسية ومدرسين ومدرسات وانشطة مدرسية وغيرها وتوابعها او كلها تحتاج الى جهود ضخمة وقوية لانجاح سير العملية التعليمية فالعمل لايتوقف فيها صيفا او شتاء وبالرغم من ذلك تتعرض الوزارة للنقد والهجوم بمناسبة وغير مناسبة فالتلميذ الذى يتعرض للاصابة أو تتأخر كتبه او وقع على السلم والذى يتعرض لاى مكروه ايا كان نتيجة اخطاء او قصور من مدير المدرسة او الادارة فى ادائهم.
فالاتهامات كلها تتجه مباشرة الى وزير التربية والتعليم وتصب عليه الانتقادات الصعبة وكأنه هو المسئول الاول من كل ما يحدث للتلاميذ والطلبة وفى هذا ظلم كبير على الوزير فليس من العدل والانصاف ان مسئولية 25 ٪ من سكان مصر يكون مسئولاً عنها وزير التربية والتعليم وحده بالرغم من ان الهيكل التنظيمى للوزارة موزع ومقسم على جميع محافظات مصر وفى كل محافظة محافظ مسئول ومن الطبيعى ان توجد بعض القيادات فى المديريات التعليمية التى ربما ليست بالكفاءة المطلوبة وقد تحدث بعض الاخطاء فى العمليات التعليمية ودور الوزير هنا التصويب وتصحيح الاخطاء وليس هو الذى يتحمل هذه الاخطاء والمسئولية .
والحقيقة التى كشفها خبراء التعليم فى مؤتمرات عديدة وابحاث تم نشرها ان اصلاح التعليم يبدأ من عدة مراحل اولها توحيد المناهج والمفاهيم وان يتم فحص جميع انواع التعليم فى مصر واعادة النظر فيه هو ما بين تعليم مستورد او تعليم خاص او انترنشونال او تعليم رسمى اوحكومى ليتم القضاء على التضارب والاختلاف ايضا اعداد المدرسين على مستوى عال من الاداء والسلوك والمعاملة كما ان اهم مراحل اصلاح التعليم كما حددها الخبراء هو كيفية اختيار القيادات التعليمية فى وزارة التربية والتعليم بكل دقة وتحرى وشفافية لانها تمثل نقطة الارتكاز والانطلاق الحقيقية فى سرعة تنفيذ مراحل الاصلاح والتطوير.
وبصراحة وليس دفاعا عن دكتور رضا حجازى وزير التربية التعليم فهو استاذ جامعى تكنوقراط تدرج فى وظائف عديدة داخل الوزارة يعرف كل صغيرة وكبيرة فهو ابن من ابنائها الذين لديهم خبرة كبيرة فى المنظومة التعليمية لديه القدرة على تحقيق النجاح نجح فى وضع استراتيجية حقيقية لتطوير منظومة التعليم فى مصر خاصة تطوير نظام الثانوية العامة والذى يمثل عنق الزجاجة فى التعليم والذى توقف عليه مصلحة الطالب .
لقد كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى الدائمة بضرورة وسرعة تطوير منظومة اصلاح التعليم واعطى اهتماماً كبيراً بضرورة توحيد سياسات التعليم .
لاشك ان اصلاح منظومة التعليم فى مصر تحتاج الى كفاءات وكوادر مميزة لديها القدرة والسرعة على تنفيذ مراحل الاصلاح ومواجهة التحديات والصعاب والتعامل معها بجدية واخلاص حتى يمكن ان تحقق النجاح والتقدم والنهضة الاقتصادية.