لو خرجت رابطة النقاد الرياضيين منذ 30 عاما ببيان ضد أى شخص يهاجم الإعلام أو الإعلاميين لقامت الدنيا ولم تقعد لأن الإعلام وقتها لم يكن يخرج عن النص وكانت كل كلمة يكتبها الصحفى تخرج بميزان دقيق يخلو من أى تجريح أو خروج عن النص وكان الصحفى أو الناقد الرياضى يكتب الخبر من خلال معايشة كاملة لأحداثه فى وقت لم تكن هناك هواتف محمولة تستطيع معها أن تصل لأى شخص فى أى وقت، ولم تكن هناك تلك التكنولوجيا اللعينة المسماة بالسوشيال ميديا والتى تحول معها الإعلام إلى ما يسمى بالتريند، ومعها أصبح من يسب ويتطاول ويفبرك الأخبار هو صاحب نصيب الأسد من التريند.. أما الصدق والأمانة فى نقل الخبر فإلى الجحيم.
تفى ذلك الوقت كان عدد أعضاء رابطة النقاد الرياضيين لا يتجاوز تسعين شخصا فى كل صحف مصر ووكالات الأنباء وبالطبع لم تكن هناك مواقع إلكترونية أو صفحات للسوشيال ميديا ولم يكن هناك كل هذا الكم من الكذب والضلال الذى يبثه الإعلام الإلكترونى حاليا، وأذكر أن الإعلام كان يبحث عن الخبر من مصدره، ولو فرضنا أن اصحفى قديرب كان فى الشارع أو فى وسيلة من وسائل المواصلات خلال حدث مهم لم يحضره الصحفي، فإنه لن يستطيع معرفة الخبر إلا مع نشره فى إحدى الصحف فى اليوم التالى للخبر.
وأذكر أننى كنت فى مقتبل حياتى الإعلامية وأنا طالب وأمارس المهنة تحت التمرين وكان على أن أتوجه للنادى يوميا لمشاهدة التدريبات أو لقاء المسئولين لأنه بدون ذلك لن تعرف أى خبر أو حدث، وكان الصحفى يتكتم على الخبر بعد نشره فى جريدته حتى اليوم التالى عندما تصدر الجريدة حتى يحصل على انفراد صحفي.
أما الآن فقد زاد حجم ما يسمى بالفبركة الإعلامية وأصبحت المواقع والسوشيال ميديا تنقل فى ثوان قليلة الخبر سواء أكان صحيحا أو كاذبا وأصبح الصحفى بمقدوره أن ينقل أى شيء بالسوشيال ميديا.
وأعود إلى صلب الموضوع حاليا وهو بيان رابطة النقاد والذى صدر على أثر تصريحات محمد الشناوى حارس مرمى الأهلى فى المؤتمر الصحفى الذى سبق لقاء العودة لنهائى دورى الأبطال وهو بيان يخلو تماما من اللياقة والدقة لأن الحارس المخضرم لم يخطيء فى حق أحد بالاسم ولكنه انتقد وضعا أصبحنا نعيشه يوميا الآن فى بعض الإعلام المصرى من فبركة واختلاق الأخبار ضد الأشخاص والهيئات دون التأكد من صحة تلك الأخبار.
توكان الشناوى نفسه أحد من أصابتهم شظايا الأخبار الكاذبة بأنه على خلاف مع مصطفى شوبير لعدم مشاركته فى المباريات وزاد الأمر بفبركة الأخبار التى تؤكد أن الشناوى سيترك النادى الأهلى فى نهاية الموسم والمزيد من الأخبار التى أعلم تماما أنها غير صحيحة تماما وبخاصة أن الشناوى قام على أكمل وجه بدور القائد والكابتن وهو مصاب أكثر مما قام به وهو فى الملعب.
جانب الزملاء فى رابطة النقاد الصواب فى توجيه ألفاظ لا يجب أن يذكرها البيان وأوجه هنا كلامى لرئيس رابطة النقاد الزميل والصديق حسن خلف الله بأن مثل تلك البيانات يجب أن يتم مراجعتها جيدا فى كل كلمة قبل نشرها.
وأتمنى أن يعى كل الرياضيين الدرس فى المؤتمرات الصحفية وأن تتحلى تصريحاتهم بالذكاء فى مواجهة إعلام وسوشيال ميديا لا ترحم.
وأكرر مرة أخرى أن بيان الرابطة لو صدر فى ثمانينيات أوتسعينيات القرن الماضى لما اعترض أحد فى زمن كان للإعلام كامل المصداقية ولكن الآن وفى ظل هذا التخبط فى المواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا لم يعد للإعلام نفس المصداقية وهذا هو دور الرابطة فى اتخاذ مواقف صلبة ضد كل من يخترق مجال الرياضة بالأكاذيب والفبركة والأخبار المغلوطة!!