بحماس اللاعبين وزئير الجماهير وخبرة البطولات، حسم الأهلى اللقب الأفريقى الثانى عشر على حساب الترجى التونسى بهدف واحد، حافظ به على بطولته المفضلة.
سير الأهلى المباراة منذ بدايتها كما أراد.. أحرز هدف الحسم وسيطر على مجريات اللعب على مدى ما يقرب من 100 دقيقة.. حرم خلالها منافسه التونسى من أى فرصة للوصول إلى مرمى شوبير.. الذى تألق ليمنح الفرصة لمحمد الشناوى قائد الفريق ليحمل الكأس.. ويحتفل الأهلى وجماهيره فى فرحة هيسترية.
لماذا تقدم الأهلى مبكراً؟
أحسن كولر المدير الفنى القراءة الفنية للقاء مبكراً، خاصة مع اعتماد كاردوذو المدير الفنى للترجى اللعب الدفاعى والاعتماد على الرقابة اللصيقة من لاعبيه لنجوم الاهلى مع الزيادة العددية للاعبى الاهلى مع التحكم فى وسط الملعب بمجموعة انتحارية قوية يقودها إمام عاشور ومروان عطية وأكرم توفيق مع الاعتماد على تحركات الثلاثى الامامى بيرسى تاو ووسام أبوعلى وحسين الشحات.
طريقة اللعب 4/3/3 كانت مفاجأة غير سارة للمدير الفنى كاردوز الذى اعتمد على طريقة 5/3/2 وهى غير مناسبة بالمرة نظراً للزيادة الهجومية للاهلى والمعاونة القوية من الخلف وحالة الفوقان لبقية اللاعبين وساعدهم التقدم بهدف رامى ربيعة من رأسية ساعده فيها مدافع الترجى ليكون الهدف الذى أربك حسابات الترجى بشكل واضح، خاصة أن وسام أبوعلى ومعه بيرسى تاو أضاعا هدفين مؤكدين.
صراحة، لعبت الجماهير الاهلاوية دوراً مرعباً طيلة الشوط وأسكنت الرعب فى قلوب الاشقاء التوانسة، خاصة أن امتلاء الملعب سبب نوعاً من الخوف للفريقين، وليس الترجى فقط.
ارتباك تونسى وخشونة
الترجى لم يكن موفقاً خلال الشوط، خاصة أن حالة غريبة سيطرت على لاعبيه، فالخطوط غير متعاونة والكرات الطولية لم تكن فى صالحهم، اضافة للضغط العصبى الذى ظهر على اللاعبين واستخدام الخشونة مع إمام عاشور ومروان عطية.
خلال الشوط كانت هناك بعض المناسبات غير الخطيرة للترجى والتحكم لكن دون خطورة وكانت هجمات الاهلى وقتها هى الاخطر والافضل ونجح مميش امان الله حارس الترجى فى التعامل مع كرة الشحات التى حولها لركنية بصعوبة.
صراحة ودون مبالغة، لم يحضر الترجى إلى ملعب المباراة فى الشوط الاول، بينما كانت اليد العليا للاهلى بالهدف المبكر وبوجود عاشور نجم الشوط بجدارة وتحركاته التى كانت مصدر الخطورة الحقيقية قبل ان يطلق الكونغولى جان جاك ندالا صافرة النهاية بتقدم مستحق للاهلي.
الشوط الثانى
يبدو أن كولر وكاردوزو اتفقا فيما بينهما دون اعلان رسمى على تهدئة الشوط دون إثارة أو اعلان الهجوم مبكراً انتظاراً لوصول الشوط للأوقات الحاسمة وانتهاء دقائق الحذر ليبحث كل فريق عن مبتغاه، خاصة أن المدربين التزما تماما بكل لاعبيهم دون تبديلات وحتى بطريقة اللعب من اجل التحكم فى اللقاء وإن لم تظهر نهائيا أى محاولات للفريقين، وإن كانت السيطرة الميدانية السلبية للترجى هى الاكثر دون تهديد مرمى شوبير.
ماذا يريد كولر؟
كولر كانت تعليماته واضحة للاعبيه بالارتداد للخلف للتأمين مع المعاونة المفيدة من الخلف وعدم فتح أى ثغرات دفاعية أو حدوث أخطاء من اجل اجهاد لاعبى الترجى والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة لكنها لم تتحقق بشكل كبير، ما أعطى الاولوية للترجى لتهديد مرمى شوبير مرة واحدة بتسديدة لرودريجيز مرت بجوار القائم الايسر لشوبير.
صراحة، سببت طريقة كولر ازمة للمتابعين بعيداً عن اللاعبين، خاصة مع سيطرة الترجى على ميدان اللقاء واستغلال تحركات مرياح وغيلان وتوجاي.
لم يقم كولر بأى تعديلات فنية أو تغييرات واستمر بمجموعة لاعبيه، خاصة مع الهدوء الاهلاوى فى التحضير والتمرير وكأنه اهدار للوقت مبكرا.
تبديل وتعديل
تبديل غاية الاهمية لجأ اليه كولر بإشراك ديانج بدلا من بيرسى تاو ومعه اعلان تبديل الطريقة لتصبح 4/4/2 والاعتماد على رأسى حربة فقط، اضافة لزيادة عدد لاعبى الوسط مع انتقال حسين الشحات لليمين، بعد ان خطف الترجى السيادة وامتلاك الوسط.
بمرور الوقت زاد الترجى من وتيرة التمرير الامامى والسريع باعتبار الوقت المتبقى حاسم وانه لا بديل عن التقدم للأمام والزيادة الهجومية مع تعديل طريقة اللعب والاعتماد على التعديل الهجومى والدفع بمهاجم ثالث مع التقدم للاعبى الوسط، لكن استبسال لاعبى الاهلى وتركيزهم أفسد المحاولات التونسية، خاصة بعد تبديلين هجومين للترجى بمشاركة كوباولو وبوكيا.
ومعه أشرك كولر سريعاً كهربا وافشة لتعديل دفة اللقاء، خاصة أن خروج مدافعين من الترجى كانت مخاطرة تونسية وفتحت الطريق أمام لاعبى الاهلى لشن هجمات قوية.
وضحت الاخطاء الدفاعية للاعبى الترجى ولم يستغل الشحات وافشة فرصة قتل المباراة وكان امان الله مميش رائعاً فى التصدي.
تبديلان آخران هجوميان لكاردوزو بإشراك بن قرة وبن حمودة، خاصة مع اقتراب النهاية فى محاولة لتعديل النتيجة وإن كان كولر اكثر ذكاءاً بالتأكيد على اللعب السريع المباشر لإفشال افكار كاردوزو.
العارضة هى الاخرى وقفت إلى جوار الاشقاء ورفضت دخول تسديدة افشة القوية.. اتجه لاعبو الترجى للهجوم القوى بكامل لاعبيهم تجاه مرمى الاهلى على امل تحقيق مفاجاة.
امتياز جان جاك نادالا
صراحة، قدم الحكم الكونغولى أداء غاية الروعة والبراعة فى ادارة اللقاء مع التوقيتات الصعبة ولعبت يقظته دوراً مهماً فى الخروج الامن باللقاء.
كولر اضطر لتبديلين اخريين لاضاعة الوقت أو تجديد الدماء بإشراك طاهر محمد طاهر وتأمين الدفاعات بمشاركة ياسر ابراهيم.
6 ألقاب لربيعة وجمعة
حقق المدافع رامى ربيعة صاحب ١٣ عاما ٦ ألقاب أفريقية بعد فوز الأهلى بدورى أبطال أفريقيا للمرة الثانية عشرة فى تاريخه ليعادل رقم وائل جمعة مدافع المارد الأحمر السابق والذى حقق ٦ ألقاب أيضاً فى مشواره الكروى مع الشياطين الحمر.
وفاز ربيعة بدورى أبطال أفريقيا فى مواسم ٢١٠٢ و٣١٠٢ و٠٢٠٢ و٣٢٠٢ وأخيراً فى ٤٢٠٢ فى إنجاز تاريخى لرامى ربيعة.