لم يكد يمضي علي قرار محكمة العدل الدولية سوي دقائق معدودة حتي كانت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية تدك منازل الفلسطينيين في رفح بل أضافت إليها أيضاً كلا من بيت حمدان مع خان يونس ودير البلح فضلاً عن هدم المستشفيات علي رءوس من فيها من جرحي ومرضي وأطفال لا يجدون شبرا واحداً في حضانة لم تعد صالحة للاستعمال من أساسها.
>>>
أيضاً.. عندما أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه يسعي لإصدار أحكام ضد بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين هاج وماج السفاح الأكبر ومعه أعضاء حكومته من الإرهابيين وما في حكمهم معلنين في بجاحة عدم اعترافهم بأحكام المحكمة الدولية ومحذرين أي دولة من دول العالم من تنفيذ قرارها وبالتالي الامتناع عن تسليم نتنياهو تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
كالعادة طار نتنياهو إلي واشنطن ليلتقي الرئيس بايدن محرضا إياه علي معاقبة أعضاء المحكمة الجنائية الدولية وللأسف استجاب الرئيس وقرر تكليف الكونجرس بإعداد قرار بذلك.
يعني ببساطة شديدة يريدون رغم أنف أي قوانين واتفاقات دولية وقانونية.. تحويل الجاني إليبضحيةب وليلقوا بآلاف الضحايا الحقيقيين وسط جحيم النيران.. لتشوي وجوههم وتمزق أجسادهم وأجساد أبنائهم وبناتهم بلا هوادة أو رحمة مع تهديدات مستمرة ودائمة باتخاذ إجراءات أقسي وأفظع..ب واللي عاجبه!..ب
>>>
كل ذلك يجري ويحدث أمام ما يسمي بالمجتمع الدولي الذي يلقي النقد والهجوم من جانب الرئيس الأمريكي نفسه ورغم ذلك مازالت حقول الدماء تغطي شوارع وبيوت ورمال غزة وضواحيها ومخيمات اللاجئين الذين يفرون من الموت قصفا بالصواريخ لتقتلهم قنابل الطائرات وهاونات المدافع.. وأيضاً لا مغيث..!
>>>
إذن.. والحال هكذا ماذا بعد؟!
الآن لم يعد هناك أي حل لذلك العدوان الضاري وتلك الهمجية التي تمارسها إسرائيل ضد أناس لا حول لهم ولا قوة سوي بإجبار حكومتها علي التوقف عن إطلاق النار وكذلك كافة الأعمال الانتقامية لمدة لا تقل عن 45 يوماً علي سبيل المثال..!
هنا يثور سؤال آخر ومن الذي يجرؤ علي إجبار بنيامين نتنياهو علي أن يفعل ذلك؟!
دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا.. ونقول أمريكا هي القادرة بحكم عوامل كثيرة وعلاقات مفتوحة ومشاعر دفينة وغير دفينة علي إقناعه ولا أقول إجباره علي وقف هذا العدوان الضاري وغير المسبوق في أي مكان بالعالم.
لعل بايدن يكون بالفعل قد بدأ يخطو خطوات واقعية وعملية وجريئة حيث اتصل بالأمس بالرئيس عبد الفتاح السيسي معرباً له عن تقديره وشاكراً الرئيس السيسي علي ما تبذله مصر من محاولات.. للوساطة بين الطرفين المتنازعين. المطلوب من الرئيس بايدن الآن الاستمرار في طريق التهدئة وغرس جذور من الثقة والتفاؤل وهي السياسة التي لم يتوقف الرئيس السيسي عنها يوما واحداً.
أحسب أنه قد آن الأوان لإيقاف ضراوة الهوس الإسرائيلي وذلك الصلف والغرور والتجبر من جانب بنيامين نتنياهو وإلا اكتوت البشرية جميعها بنيران صديقة وغير صديقة في آنٍ واحد.
>>>
و.. و.. شكراً