عاشت الجماهير المصرية يوم الأحد الماضى ليلة بيضاء تغنت فيها بالإنجاز الأفريقي الجديد الذي حققه فريق الزمالك بعد الفوز بلقب بطولة الكونفيدرالية إثر الفوز بهدف نظيف علي شقيقه فريق نهضة بركان المغربي كان كفيلاً باعتلاء لاعبي الزمالك منصة التتويج.
كانت المباراة صعبة بلاشك لقوة المنافس ولكون نتيجتها تحسم لقب غال لذلك تختلف حسابات المدربين وأيضاً اللاعبين كون مثل هذه اللقاءات تبحث عن النتائج بصرف النظر عن الأداء ناهيك عما يتعرض إليه اللاعبون من ضغوط شديدة يصاحبها أخطاء كثيرة ولكن تصبح العبرة هنا بالنهاية.
كان الزمالك علي الموعد في إسعاد جماهيره ومسئوليه والكرة المصرية حيث لم يبخل أي لاعب بتقديم أقصي ما لديه من عطاء حتي توج الجميع بفرحة سهرت معها مصر .
وفي نفس الوقت لابد من الإشادة بفريق نهضة بركان وما قدمه لاعبو من جهد وخطورة ظلت تؤرق لاعبي الزمالك حتي صافرة النهاية.
لكن ما قام به اللاعب المتدين الورع ياسين لبحيري نجم نهضة بركان عندما أنقذ لاعب الزمالك من السقوط والإصابة الخطيرة عندما حمله من فوق ظهره برفق وكل الروح الرياضية لتخفيف اصطدامه بالأرض في كرة مشتركة.
وهذه اللقطة الذهبية يستحق عليها ياسين لبحيري لقب نجم اللقاء لأن الروح الرياضية والخلق القويم أهم بكثير من المنافسة علي الألقاب.
نستطيع القول إن الزمالك فتح الطريق أمام تحقيق الثنائية الأفريقية بعد هذا الإنجاز وتقديم دعوة صريحة لشقيقه الأهلي للحاق به وإسعاد الجماهير المصرية من جديد باللقب رقم 12 للأهلي في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال عند ملاقاته لفريق الترجي التونسي القوي في لقاء الإياب اليوم حيث يكفي الأهلي هدف وحيد للوقوف شامخاً علي منصة التتويج بعد نجاحه في تحقيق التعادل السلبي باستاد رادس.
بعدها سنعود للقمة الأفريقية من جديد عندما يرتدي السوبر الأفريقي رداء المصري القديم أبو الحضارات وقتها ستكون مصرنا العظيمة وكرتها هي الفائزة بصرف النظر عمن يفوز من قطبي الكرة المصرية.
تلك النتائج الإيجابية وما يصاحبها من بطولات يصب بلا شك في صالح المنتخب الوطني الذي يستعد بعدها لخوض مباراتين من العيار الثقيل مع غينيا وبوركينا فاسو حيث الفوز بهما سيفتحان الطريق إلي التأهل لمونديال كأس العالم 2026.
علينا أن نستغل مثل هذه الانتصارات في تصحيح المسار للكرة المصرية ببذل كل الجهد لاتخاذ الأسلوب العلمي الصحيح في عالم كرة القدم بالمراحل السنية والناشئين حتي نري جيلا جديدا من اللاعبين خال من الهواية والعشوائية الكروية التي أخذت منا الكثير وأبكتنا في أوقات غالية كنا في أشد الحاجة لفرحة ندعو الله أن يكون فوز الزمالك بالكونفدرالية بدايتها.
والله من وراء القصد.