لاشك أن الفرحة علاج فورى للمزاج المتقلب، ومضاد فعال لحالات الاكتئاب والقلق والارتباك، ومساعد قوى لتخفيف الضغوط، ولذلك يستنشق جمهور الكرة رحيق الراحة والسعادة مع كل لقب أو بطولة يحققها فريقه، لأنه يجد فيها التغلب والنصر على كل الصعوبات والمآسى التى واجهها طوال مشواره نحو التتويج وحصد اللقب، وهو بالضبط ما حدث مع جماهير الزمالك الوفية والداعمة لفريقها الكروي، حتى دفعه للفوز بكأس الكونفيدرالية الأفريقية، ليتزين موسم الأبيض بلقب قارى كبير ومميز، بعد أن صار مهددا أن يكون موسما صفريا للقلعة البيضاء.
ما حدث فى الطرق والمسالك المؤدية من ستاد القاهرة حتى شارع جامعة الدول العربية، وفى ميادين المحافظات، بل وفى العواصم العربية الكبري، دليل واضح على حاجتنا جميعا لمثل هذه الأنواع من الفرحة، وما تخلقه من مناخ مميز، يدفعنا للنظر فيما حولنا، والتطلع للمزيد من المظاهر الإيجابية التى تدعوك للفخر والتفاؤل، وانتظار ما هو أفضل مستقبلا على كافة المستويات.
وصل بنا الحال إلى حد التناحر وتبادل الاتهامات بين الأندية، بسبب تأخر برقية تهنئة من ناد، أو قصورها وعدم صياغتها بالشكل المناسب من آخر، أو تجاهلها تماما من ثالث، ولكن جاء الفوز الأبيض الأخير ليضع حدا صريحا لكل هذه المظاهر، فسبق الأهلى جميع الأندية فى برقيته السريعة، وهو أمر لم نعتاده فى السنوات الأخيرة بين القطبين على وجه التحديد، ولكنها مظاهر الفرحة وتدخلها المباشر فى تحسين صورة كل ما حولنا من مشاهد وعلاقات، ودفعها إلى الشكل الأفضل والأمثل فى كل الأحوال.
قس على ذلك تبادل التهانى والدعوات بتكرار الفرحة اليوم مع تتويج الأهلى بلقب دورى الأبطال على حساب الترجى التونسي، حتى تحتضن القاهرة اللقبين القاريين معا، وتحتفظ بكأس السوبر تلقائيا بصرف النظر عن تحديد وجهته، وهل يستقر فى دولاب الجزيرة أم ميت عقبة.. فتجد الزملكاوى قد غرد مهنئا ناديه ولاعبيه وداعيا بتكرار المشهد مع منافسه التقليدى اليوم، وهى صور لم تظهر بالشكل الطاغى فيما مضي، بعد أن حل محلها الصراع والمواجهات ومشاهد التحفيل المختلفة.
أكثر الله من أفراح الرياضة المصرية عامة وكرة القدم بصفة خاصة، ودامت الروح الطيبة بين جماهيرها وهيئاتها.. «الفرحة حلوة.. مفيش كلام».