الحقيقة أن مصر حتى كتابة هذه السطور تؤدى دوراً مهماً وحيوياً فى سبيل قضايا الأمة العربية، خاصة القضية الفلسطينية، التى تريد إسرائيل تصفيتها، فقد وقفت مصر لها بالمرصاد وما زالت حتى هذه اللحظة تسعى بكل قوة إلى ضرورة وقف هذه الحرب الإسرائيلية البشعة، وضرورة إنفاذ كل المساعدات الإنسانية إلى غزة والتى تتولى مصر تحمل تكلفتها إلى ما يزيد على 87٪ من حجمها. فمصر لديها إصرار كبير على تفعيل الشرعية الدولية وتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ولن تهدأ المنطقة إلا بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات وحل الدولتين، وخلال المرحلة الأخيرة من الشهور الماضية قامت مصر بدور فاعل ومهم فى منع تصفية القضية الفلسطينية وضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة. والحقيقة أن القاهرة لن يهدأ لها بال حتى يتحقق ذلك، وتحملت مصر الكثير من المتاعب والمصاعب بسبب ذلك، وهذا واجب لا يمكن التخلى عنه.
كان الله فى عون الدولة المصرية التى تتعرض لتهديدات خارجية كثيرة، فهناك إصرار شديد على النيل من مصر بشكل خطير، ويوم أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن على المصريين أن يشاركوا فى دعم تثبيت أركان الدولة، كان ذلك بمثابة رسالة واضحة وصريحة بأن هناك تهديدات كثيرة تتعرض لها الدولة من كل حدب وصوب، وجميع المخططات الإجرامية التى تواجهها الدولة تأتى فى إطار هذا.
وتواصل الدولة المعارك الشرسة مع قوى الشر الإرهابية من أجل الحفاظ على كينونة الدولة. وإذا كانت الدول العربية سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان قد سقطت فى بحور الفوضى والاضطراب والصراعات، إلا أن العين على مصر.
وإن الصهيونية – الأمريكية لا تريد أبداً أن تقوم قائمة لمصر، وإن سقوط مصر هو الهدف الرئيسى حتى تتوغل الصهيونية فى العالم العربي، ولم يكفهم كل ما حدث فى بلاد عربية مجاورة، كما أن مصر الحصينة التى تدافع عن أمنها القومى والأمن العربى قاطبة هى العقبة أمام كل القوى الغربية – الأمريكية، وبالتالى تواجه مصر الكثير من التحديات الكبيرة، ولا يخلو موقف فى العالم، إلا ونجد الحملات الصهيونية تنهش فى الجسد المصرى بشكل فاق كل الحدود والتصرفات.
ولأن المجتمع الدولى كله يعانى من «شيزوفرينيا» وجدنا هذا المجتمع يتفاعل مع شعوبه بمنطق مغاير للواقع والحقيقة، فالشعوب انتفضت ضد حكوماتها، بعد هذه الحرب الإسرائيلية البشعة، وعرّت هذه الحكومات وكشفت مزاعمها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. كل هذا وزيادة باتت تدركه وتعلمه الشعوب قاطبة، ولأن مصر هى الدولة الوحيدة التى تتصدى بشكل واضح وصريح لكل المخططات الصهيو-أمريكية، ومنعت مؤخراً تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للفلسطينيين، وخاضت وما زالت الكثير من المباحثات الشاقة لوقف الحرب الإسرائيلية، وجدنا زلزالاً من الهجوم العنيف على مصر بكل الوسائل الإعلامية الصهيونية وبشكل ممنهج وغير طبيعي، زاعمين أن مصر وراء تعطيل وقف الحرب الإسرائيلية بما يتنافى تماماً مع الحقائق التى تقوم بها القاهرة. هذا الهجوم الممنهج ضد مصر يهدف بالدرجة الأولى إلى إثناء مصر عن القيام بدورها العربى فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربي، ومنع سقوط المنطقة فى يد الصهيونية العالمية التى يدعمها المجتمع الدولى بشكل بشع، ضاربين بالقوانين والشرعية الدولية عرض الحائط.
هذا الهجوم العنيف على مصر سواء من الصهيونية ومن على شاكلتهم لا يخيل على أحد وأن مصر الكنانة لا يمكن أن تتخلى عن دورها بفضل قيادتها السياسية الرشيدة وشعبها الأبى العظيم، الذى يدرك حجم هذه التحديات البشعة وكعادة مصر لا يمكن أبداً أن تتخلى عن دورها مهما فعلت الصهيونية – الأمريكية وأشياعها من الدول الغربية التى تريد تدمير المنطقة العربية، استكمالاً للمخطط الجهنمى الذى بدأ بعدة دول عربية ومصر الوحيدة التى تستعصى عليهم، ما دعاهم إلى كل هذا الهجوم البشع، والغريب فى الأمر أن أمريكا وإسرائيل هما من ألحتا على مصر للدخول فى المفاوضات لوقف الحرب، ولما أدت القاهرة دورها المنوط به لم يعجب الاحتلال الصهيونى الذى راح يشوه الحقائق ويقلبها، إضافة إلى محاولات التشكيك والإساءة إلى مصر!!