لم يكن حادث معدية أبوغالب حادثاً عادياً.. بل يعكس واقعاً اجتماعياً يبدأ مع نهاية الدراسة وبداية الاجازة الصيفية لشباب وفتيات ينتظرون انتهاء الدراسة للعمل كما يقولون فى البر التانى.. والبر الأول هو محافظة المنوفية بقراها الممتدة بعد القناطر على الرياح البحيرى والتوفيقى السبب، أن هؤلاء لا يعرفون الاجازة.. ومجرد انتهاء الدراسة تبدأ رحلة عملية جمع العنب والفاكهة فى منطقة ممتدة تصل إلى قرى الجيزة و المنوفية حتى الخطاطبة.
وتبدأ رحلة صباح كل يوم عبر عربات ميكروباص لتشغيل الطلاب مقاولين يعملون ويجهزون هؤلاء ووراء كل شاب وفتاة قصة وبين العاملين أمهات يسعين لإعانة أسرهن، وها هى الفتيات اللائى يسعين للعمل لتوفير مبالغ من المال تشترى به ملابس الدراسة ، وهدفهم نبيل التخفيف عن آبائهم مصاريف الدروس والكتب المدرسية والمقبلات على الزواج تسعى لتوفير لوازم الفرح، يذهبون صباحاً متسلحين بدعاء الآباء والأمهات.. فى رحلة المعدية المشئومة كانت بين الفتيات والشباب «تهانى» 49 عاماً، هى مشرفة الرحلة «مقاول» وتحصل على مبلغ مالى من ترتيب الفوج، ولجأت «تهانى» زوجة بائع الطماطم للعمل لتساعد زوجها.
محافظا المنوفية والجيزة انتقلا إلى منطقة الحادث، ليقفا على طبيعة الحادثة التى ليست الأخيرة ولم تكن الأولى.. المهم هنا، هناك قنابل موقوتة ومعديات «الموت» منتشرة على فروع النيل المختلفة التوفيقى والناصرى والمنوفى ودمياط ورشيد، وهذه المعديات تحتاج لمتابعة ورقابة شديدة فى الترخيص والصيانة لتلافى مثل هذه الأحداث.. مطلوب كبارى على الممرات المائية بين المنوفية والجيزة.
قصص الضحايا والظروف التى دفعتهم للعمل تدمى القلوب لشباب وفتيات فى عمر الزهور.. لم يقفوا على نواصى الشوارع أو يجلسوا على مقاهى سنتريس أو النعناعية وطاليا، بل أقبلوا على العمل بجد.
قبل فترة ليست ببعيدة، وقعت حادثة مماثلة.. رائحة الحزن على المفقودين فى حادث معدية أبوغالب انتشرت فى عدة قرى، لكن الصورة الأكثر حزناً كانت فى قرية «سنتريس» قرية الدكاترة زكى مبارك الذى كتب عنها من سنتريس إلى باريس، حيث اتشحت القرية بالسواد وهى تودع ٦ زهرات فى مقتبل العمر إلى مثواهم الأخير وتجمع الآلاف فى سنتريس لوداع جنا هيكل وشهد عبدالجواد كساب وزينب لطفى وروان رمضان محروس وتهانى سليمان ويسرا مجدى، فى مشهد حزين والأهالى يمرون فى الشوارع بالجثامين الستة بدموع المودعين.. لا أحد ينكر جهود الإنقاذ النهرى ورجال الداخلية فى إنقاذ الضحايا وعمليات البحث عن المفقودين فى مسافة 20 كيلو متراً من أبوغالب إلى الخطاطبة.
وفى ظنى أن معدية أبوغالب تفتح الملف المسكوت عنه.. معديات النيل والعمل على تقليلها بإقامة كبارى، حيث تنتشر فى دلتا النيل وحدها أكثر من 90 معدية تمتد إلى النوبارية والرياح البحيرى والتوفيقى وفرع رشيد ودمياط، وقبل سنوات كانت معدية الشهداء- كوم حمادة وكلما مررت على نهر النيل تلمح هذه فى أبوالخاوى وعلقام والبريجات والأخماس والفار والكيلو ٧ وزاوية البحر والباجورية وبحر شبين، إضافة إلى معديات أهلية صغيرة كدجوى التى تربط ميت عفيف مع بنها، وهناك مطالب من الأهالى بإقامة كبارى على النيل بين القرى للاستغناء عن المعديات، وقد نجح الأمر إلى حد كبير على الرياح المنوفى من خلال كوبرى دروا والفناين وبهناى القرنين فى مسافات متقاربة، لكن على الرياح التوفيقى والناصرى يحتاج الأمر إلى إنشاء عدة كبارى ستسهم فى نقل المحاصيل وعبور الباحثين عن العمل فى القرى بين المنوفية والجيزة والقليوبية.
االدار أمانب
عمل طلابى نبيل تصدت ٨ طالبات يدرسن الإعلام بجامعة مصر الدولية لمشروع إعلامى بعنوان «الدار أمان» لمساعدة الأيتام، بهدف نشر الوعى حول رعاية الأيتام وتسليط الضوء على قدراتهم فى ظروفهم الانسانية.
سلطنى الضوء على جهد الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى فى رعاية الأيتام.. الحملة والمشروع أشرف عليها د.نهال الخرادلى وراما العطار المعيدة المشرفة على الحملة.. تحية تقدير للطالبات أرام أشرف وإنصاف عزام وتقى ناصر وحلا محمد وزينة صالح وسارة أشرف وسندس أحمد ومريم محمد، فقد شاركن فى عمل إعلامى مميز ومشروع للتخرج يناقش قضية اجتماعية مهمة.