بينما كان أهل الشر منشغلين كعادتهم بتأليف أكاذيب جديدة لترويجها عبر قنواتهم ومنصاتهم الموجهة من لندن وبعض العواصم الأوروبية الأخرى لتشويه صورة مصر بين العالمين، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يكتب صفحة جديدة من النجاح المصرى في بروكسل عاصمة بلجيكا خلال القمة الأوروبية – المصرية الأولى.
وفي الوقت الذي كان بعض المأجورين يهاجمون ترامب انتقامًا منه لأنه أشاد بالرئيس السيسي ووصفه بالقائد القوى كان زعماء أوروبا يقفون احترامًا للرئيس وتقديرا لشخصه ومكانته.
وفي الوقت الذي كان المتربصون بمصر يبحثون عن أي أزمة يصدرونها للتغطية على نجاح قمة شرم الشيخ التاريخية كانت بروكسل تستضيف حدثا تاريخيا آخر البطل فيه الدولة المصرية، أول قمة مصرية – أوروبية التعزيز ودعم الشراكة، وسط 21 من قادة القارة العجوز والتي جاء بيانها الختامي كاشفا لحجم الاحترام الأوروبي المصر والتقدير لدورها في الشرق الأوسط والحرص على فتح أبواب التعاون معها في كافة المجالات.
مكنا يصنع النجاح السير للأمام دون النظر إلى المتربصين وقطاع الطرق والمأجورين كل خطوة تخطوها مصر للأمام تحرقهم وتفسد مخططاتهم ومصر تسير بثقة وسرعة وثبات، تعرف إلى أين تتجه وماذا تريد قالها الرئيس منذ سنوات كلما هاجموك اشتغل أكثر، وهو يطبق المقولة فعليا ولا يكف عن العمل والبناء بناء دولة وبناء شراكات وبناء قوة ونفوذ مصرى على كافة المستويات، ولأنه يسير برؤية واصرار فالمسافة بينه وبين أعداء مصر تتزايد يسبقهم لسنوات ضوئية.
القمة المصرية – الأوروبية قالت الكثير، وأكدت أن تعب السنوات الماضية في بناء الدولة وترسيخ دعائم القوة لم يضع هدرا بل تجنى ثماره الآن متمثلا في هذه المكانة التي افتقدناها كثيرا والنفوذ الذي كان بعيدا عنا.
مستوى الاستقبال الأوروبي للرئيس السيسي ترجم حجم مصر وقيادتها وكيف تنظر إليها العواصم الأوروبية كاملة وتحترم تأثيريها الاقليمي والدولي بعد أن أثبتت مصر عمليا أنها ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط والعاصمة التي من خلالها يمكن أن تنطلق كل مبادرات السلام وخطط الأمن وأفكار التنمية في الأقليم. الدول الأوروبية لا توزع هدايا مجانية ولا تتبرع بتحالفات دون مبرر، ليس هكذا تدار العلاقات بين الدول وإنما دائما يكون البحث عن المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وهذا ما أكد عليه الطرفان فمصر بموقعها المتميز واستقرارها ومعدلات نموها المتسارعة والمناخ الاستثماري والاقتصادي المتوافر على أرضها أصبحت مصدر جذب للشركات والمؤسسات الأوروبية، كما انها مركز ثقل إقليمي لم يعد من الممكن تجاهله أو التحرك بعيدا عنه في الشرق الأوسط، ولهذا فالاتحاد الأوروبي لم يخطئ الاختيار في الشراكة مع القاهرة بل ذهب في الاتجاه الصحيحمثلما نجحت مصر أن تفرض نفسها وتجبر الجميع على السعي للتعاون معها وهو ما قالته رئيسة المفوضية الأوروبية، إنهم يريدون توقيع اتفاقية شاملة مع مصر التي تصدر لهم ثلاثة أضعاف ما تصدره أمريكا والصين والهند مجتمعين.
الأمر الآخر هو موعد قمة بروكسل الذي جاء عقب أقل من أسبوعين على قمة السلام في شرم الشيخ وبحضور لافت وكبير أيضا وهذا يعكس مكانة مصر فعليا، فحضور قادة أوروبا بداية من الرئيس الفرنسي ماكرون ورؤساء اليونان وقبرص إلى رئيس الوزراء الأسباني سانشيز وغيرهم كثيرون يؤكد أن الجميع ينظر إلى مصر الآن باعتبارها قوة إقليمية ودولة جذب اقتصادى كبيرة وينظرون إلى قيادتها باعتبارها موضع ثقة وصاحبة رؤية.
ما حدث بين شرم الشيخ وبروكسل فى قراءة جيو – سياسية هو المعنى الحرفى لنجاح الدولة، مصر قبل 12 عاما كانت متأخرة اقتصاديا وغير مؤثرة سياسيا ومتراجعة إقليميا لكنها استطاعت أن تأتى من بعيد لتتصدر، رسمت لنفسها طريقا محدد الاتجاه. لم يسمح الرئيس السيسى لمؤسسات الدولة أن تغرق في مواجهة مخططات كان هدفها إيقاف مصر وإفشالها، بل أصر على أن يتحرك ليدهس مخططات الشر تحت عجلات بلدوزرات البناء العملاق، تحدى التحدى ولم يتوقف، واجه المخاطر على كل اتجاه ولم يستسلم، حارب على كل الجبهات ولم ينشغل عن البناء والنتيجة أن معدلات النمو تتصاعد، والاستثمارات المباشرة تتزايد، والمشروعات العملاقة تتضاعف، والإنتاج القومى يسجل أرقامًا مبشرة ومعدلات التصدير ترتفع ويصل المنتج المصرى إلى معظم عواصم العالم، وقبل ذلك الأمن والاستقرار أصبح واقعا فوق أرض مصر يلمسه العالم أجمع.
لولا كل هذا الجهد ما عادت مصر، ولولا تلك الرؤية والإصرار على تنفيذها مهما كانت التحديات ما استطاعت الدولة أن تتقدم خطوة وما كان الرئيس يقف الآن بين كبار العالم ليستمعوا إليه.
مصر الآن تفتح أبواب العالم، دولة لها ثقل عالمي، إرادتها محترمة من الجميع وصوتها مسموع، تقيم علاقاتها على المصالح المشتركة وتبنى شراكاتها على المنافع المتبادلة، إنها صناعة النجاح التي تكتبها مصر الآن.. ورغم كل ذلك مازال الرئيس يقف في تواضع الكبار ويؤكد أنه لم يحقق سوى القليل من الحلم، وانه مدين بالشكر للمواطن الذي راهن عليه ويتحمل لبناء دولته ويساندها ضد كل المؤامرات، رئيس يُقدّر المواقف ويعرف الفضل لأهله.









