واصلت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية ضرباتها الناجحة ضد “مافيا” أطفال الشوارع، وتمكنت من إنقاذ حياة 35 ضحية من المشردين والهاربين من ذويهم. كما ألقت القبض على 20 متهماً من بلطجية الشوارع، بينهم 13 سيدة، يقومون باستغلال الأطفال في أعمال شيطانية مدمرة لمستقبلهم في القاهرة والجيزة، وإجبارهم على جلب المال لهم مقابل إيوائهم. تم تحرير محاضر للمتهمين، وتسليم الصغار لأسرهم، وأُخِذَ التعهد عليهم بحسن رعايتهم، حماية لهم من الضياع.
يقظة الداخلية
يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، لمساعديه باليقظة التامة في مكافحة الجريمة بشتى صورها وأشكالها. ويُعد هذا أحد محاور استراتيجية الوزارة في الحفاظ على النَّشْء من الأطفال حديثي السن “المشردين”، وحمايتهم من ألاعيب المجرمين وبلطجية الشوارع المتربصين بهم، والذين يقومون باستغلالهم في أعمال شيطانية مدمرة لمستقبلهم من أجل جلب المال لهم بدون وازع من ضمير.

الأطفال الضحايا
فقد رصدت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة نشاطاً إجرامياً لمجموعة من الخارجين على القانون، يقومون باصطياد الأطفال الصغار المشردين والهاربين من ذويهم نتيجة التفكك الأسري، وتدريبهم على “الشحاتة” والتسول بدروس احترافية. وتوزيعهم بالشوارع والميادين وإشارات المرور المختلفة لجلب المال الوفير لهم “بالعافية” من خلال حيل وأساليب إجرامية مدمرة لمستقبلهم، مقابل إيوائهم بأماكن غير آدمية والتعدي بالضرب والتعذيب على من يعترض من الأبرياء ممن لا حيلة لهم.

ضبط الجناة
تمكن رجال المباحث من رصد وتتبع تحركات المتهمين وأدوارهم الإجرامية مع الضحايا، وتمت ملاحقتهم والقبض على (7 رجال و 13 سيدة – لـ 9 منهم معلومات جنائية) بنطاق محافظتي القاهرة والجيزة، وبصحبتهم (35 طفلاً) من المعرضين للخطر، حال قيامهم بتسريحهم بالشوارع وتحديد مكان لكل منهم لجلب المال لهم من التسول وبيع السلع “التافهة” بشكل إلحاحي، والتي يتخذونها ستراً لأعمالهم الشيطانية، وغير ذلك من التصرفات الإجرامية التي اعترف بها الجناة.
ضحايا التفكك
كما روى الصغار بعد إنقاذهم حكايات مأساوية تُدمي القلوب حزناً وحسرة، لكل منهم عن حياة الضياع التي يعيشون فيها على طريقة فيلم “الكتعة”، بسبب التفكك الأسري وخلافات الأهل الذين لا يفكرون سوى في أنفسهم فقط دون مراعاة لهم، ليكونوا هم الضحية ويدفعوا الثمن. وطالبوا بحمايتهم من جبروت “مافيا” وعصابات أطفال الشوارع المنتشرة في كل مكان، والتي تستغل ظروفهم وضعفهم وقلة حيلتهم في فرض سطوتها عليهم وإكراههم على القيام بأفعال مدمرة لهم باستهتار شديد نهاراً، والنوم ليلاً بشكل مهين؛ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بدموع لا تنقطع حزناً على حالهم.

إنقاذ الأبرياء
تم اتخاذ الإجراءات القانونية، واستدعاء أهالي الضحايا المجني عليهم وتسليمهم لهم، وأخذ التعهد عليهم بحسن رعايتهم حفاظاً عليهم وحماية من الانحراف. وفي نفس الوقت الذي تم فيه التنسيق مع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إيداع من تعذر الوصول لأهليته لإحدى دور الرعاية، خوفاً عليهم من السقوط في بئر الإجرام. حُرِّرت محاضر للمتهمين بأقوالهم ودور كل منهم بعد تبادل الاتهامات فيما بينهم، وإحالتهم للنيابات المختصة التي تباشر التحقيق.






