جرعة زائدة من دواء لا تسبب الشفاء، وأحيانا كثيرة تؤدى إلى الوفاة، قرار اتخذه- مواطن- فباع كليته بطريقة «رسمية» إذ توجه إلى الشهر العقارى لإثبات ذلك وحرّر محضر إثبات حالة بقسم الشرطة، ودلّه أحد الأشخاص على المشترى للكلية، عبر شبكة الانترنت، قبض الأموال واشترى بها أثاثًا جديدًا لشقته ثم ضاقت به الحال وباعه، بعد أن ترك عمله، وأقنعه صديقه عبر الإنترنت، بأن يستدرج أحد الأطفال إلى شقته، لسرقة أعضائه البشرية مقابل عدة ملايين من الجنيهات، ويقوم بتصوير ذلك عبر «فيديو كول» تمهيدًا لبيع الفيديو لمواقع إلكترونية مخصصة لذلك عبر «الدارك ويب»، لتعثر الشرطة على جثة الطفل- المختفى – داخل إحدى الشقق السكنية بمنطقة شبرا الخيمة، ولتظهر التحقيقات ارتباط ذلك بمحاولة الأم الثلاثينية ابنة بورسعيد، تصوير ابنها ذى الثمانية أعوام، بعد أن قامت بتخديره بواسطة حقنة مخدرة، إعدادا لقتله واستخراج أعضائه وإذاعة ذلك عبر الإنترنت بالاتفاق مع نفس المحرض، مقابل خمسة ملايين جنيه.
لكن الأم أكدت فى تحقيقات النيابة العامة، أنها لم تكن تنوى قتل ابنها، فقط حاولت الحصول على الخمسة ملايين، ولولا جرعة المخدر الزيادة، لما اضطرت للذهاب للمستشفى لإسعاف ابنها!
المحرك الرئيسى للمشهدين الدمويين- حسب التحقيقات الأولية- ربما يكون طفل آخر يدعى «على الدين»، عمره خمسة عشر عام، مقييم بدولة الكويت، قبل أن يتم ترحيله لمصر هو وأبيه، ولتبدأ الجهات المعنية تحقيقات متعددة تربط المزيد من الجرائم بعدد من المحافظات، بذلك الطفل وجهازه المحمول واللاب توب الشخصى الذى يملكه هو وأبيه، ويستخدمه لإتمام صفقاته غير المشروعة عبر شبكات الإنترنت!
ربما لا نرى إلا حوالى 5 ٪ فقط من محتوى الإنترنت، لكن أين يوجد محتوى 95٪ ومن يمكنه الوصول إليها ومدى أمان تصفحها ومحتوياتها؟
الجزء الأكبر مثل الجبل الجليدى مخفى في-الأسفل ويطلق عليه «الإنترنت العميق» و»الإنترنت المظلم – الدارك ويب – Dark web « الأخير لا يمكن اكتشافه باستخدام محركات البحث التقليدية أو زيارته باستخدام المتصفحات التقليدية، تأسس فى البداية أيضا من أجل توفير حرية الوصول إلى المعلومات مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين، ولكنه كان بابًا مفتوحًا لأولئك المطلوبين من جهات إنفاذ القانون، لتنفيذ العمليات غير المشروعة بدءا من تجارة المخدرات والأعضاء البشرية وصولا إلى تجارة الأسلحة والتجارة فى المعلومات المقرصن عليها سرا.
من المهم أن ندرك وجود الإنترنت العميق أو «ديب ويب» يمثل حوالى 90 ٪ من جميع مواقع الويب الموجودة فى كل العالم، أى أنه يمثل الجزء الكبير من الجبل الجليدى الموجود تحت سطح الماء، وهو مجموعة من مواقع الإنترنت، التى لم تقم محركات البحث بأرشفتها بسبب منع فهرسة المواقع فى نتائج البحث، ويوجد استخدامات عديدة له، تتراوح ما بين مواقع المؤسسات الحساسة والخاصة، التى تسعى لأن تكون محمية بطبقات إضافية من السرية، وبين مواقع أخرى تقدم خدمات حساسة ولكنها قانونية إلى حد ما، لأن الإنترنت العميق بخلاف الإنترنت المظلم يمكن الوصول إليه من قبل جهات إنفاذ القانون وإن كان عبر طرق معقدة.
لعلنا الآن ندرك أهمية تعزيز الثقافة الرقمية لدى الأفراد وضرورة توخى الحذر واليقظة الدائمة أثناء استخدام التقنيات الحديثة والمنصات الإلكترونية، فعدم معرفة الأهل بشكل جيد بالإنترنت، يجعلهم غير واعين بالمخاطر المحيطة بأطفالهم فى هذا الفضاء الإلكترونى الواسع، أصبح لزاما على المواطن- بمختلف الأعمار- أن يكون صاحب معرفة تامة بالإنترنت من خلال الحصول على دورات فى الأمن السيبرانى وأنظمة حماية الموبايلات والكمبيوتر، فالانعزال عن العالم لن يمنع العالم من الوصول إليك وإلى بيتك وإلى أحبابك، لكن الوقاية خير من العلاج.. وللحديث بقية.