عالم» ما قبل الحرب الإسرائيلية على غزة.. هل هو نفسه «عالم» ما بعد الحرب؟!.. «معادلات القوة» الحاكمة والموجهة للأحداث «الفاعلة والفارقة».. هل مازالت قاصرة على نفس «العناصر والمكونات» أم أن هناك «جديداً» دخل «على خط» التأثير؟!.. أين موقع «القضية الفلسطينية» الآن.. بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب.. وما هو «المكان» وما هى «المكانة» التى من المنتظر أن تصل إليها «القضية» بعد أن تضع الحرب أوزارها؟!.. كل هذه الأسئلة وغيرها صارت تطرح نفسها بقوة فى ساحات وميادين عديدة.. خاصة مع تسارع وتيرة الأحداث «المفاجئة» والمزلزلة والتى تتوالى تباعاً فوق «المسرح السياسى والعسكرى والاجتماعي» المرتبط ببؤرة «الفعل» على امتداد «المشهد» فى أرجاء «الكرة الأرضية».
هناك «إجابات» صدرت عن جهات شتى رداً على هذه «الأسئلة».. كل إجابة يحكمها «الرؤية» و»الهدف» و»الانتماء» وأحياناً «القدرة على التوظيف».. توظيف الحدث والفعل و»النتيجة».. بحيث يكون من «الخطأ» لأى مطلع أو متابع أن يأخذ أياً من هذه «الإجابات» والتعامل معها باعتبارها «مسلمات» دون أن يقوم بتمريرها عبر مرشحات العقل والواقع وما يجرى «فعلياً ويقيناً» على أرض «المعركة» وكذلك فوق ساحات الميادين الأخرى سواء فى الإقليم أو العالم.
ألحت عليَّ فكرة «المقارنة».. العالم قبل «الحرب الإسرائيلية على غزة» والعالم بعد هذه «الحرب».. ألحت عليَّ الفكرة وها هى الحرب تسير فى «شهرها الثامن».. وكل يوم يمر يثبت ويؤكد أن «أشياء كثيرة تغيرت وستتغير».. القضية الفلسطينية «حقاً وصدقاً ويقيناً» أصبحت كل يوم تكتسب «أرضاً جديدة».
قبل «الحرب الإسرائيلية على غزة».. هل كان لأى «بشر» على وجه الأرض أن يتخيل أو يتصور أن المحكمة الجنائية الدولية يمكن أن «تفكر» فى إصدار «أمر اعتقال» لرئيس حكومة إسرائيل ووزير دفاعها؟!.. حدث هذا بعد «الحرب» و»بفعل الحرب».. وها هو بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه «يوآف جالانت» وأركان «دولة الاحتلال» يعيشون واحدة من «أكبر الصدمات التاريخية»!!
قبل «الحرب الإسرائيلية على غزة».. هل كان أحد يتوقع أن تشرع دول وبلدان أوروبية وأمريكية جنوبية فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟!.. هل كان أحد «يحلم» بهذا الدعم والتأييد الدولى للقضية الفلسطينية الذى شهدته «الجمعية العامة للأمم المتحدة» منذ أيام وهى تنظر فى منح فلسطين «العضوية الكاملة».. أكثر من مائة وأربعين دولة أيدت الحق الفلسطيني.. حدث هذا بعد الحرب «وبفعل الحرب».
قبل «الحرب الإسرائيلية على غزة».. كان مجرد التفكير فى أن يتحرك «الشارع الأوروبي» و»الشارع الأمريكي» لنصرة فلسطين وشعبها.. ضرباً من «ضروب الخيال».. الآن بعد «الحرب» و»بفعل الحرب» رأينا أوروبا والولايات المتحدة تهتز شوارعها وجامعاتها لنصرة «غزة»!!.. من كان يظن يوماً أن جندياً أمريكياً يمكن أن يشعل النار فى نفسه ويموت حرقاً انتصاراً لفلسطين.. حدث هذا بعد «الحرب» و»بفعل الحرب» وشاهده العالم بأم عينه عبر «شاشات الفضائيات».
قبل «الحرب الإسرائيلية على غزة».. هل كان «يتخيل» أحد أن تصل «إسرائيل» إلى هذا «الانقسام الداخلى الكبير»..؟!.. هل كان يتصور أحد أن «الكلمات الرنانة» و»الصورة المأخوذة» عن جيش إسرائيل وأجهزة أمنها ومخابراتها مثل «الموساد» و»الشاباك» و»أمان» وكذلك أسلحتها الفتاكة خاصة الدبابة «ميركافا».. هل كان يتصور أحد أن يصير هذا الجيش وتلك «الأجهزة» وهذه الأسلحة إلى «أضحوكة» بعد تلاعب «أفراد المقاومة الفلسطينية» بها ليل نهار «بالصوت والصورة»؟!!.. حدث هذا بعد «الحرب» و»بفعل الحرب».
بعد «الحرب» و»بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة».. لم يكن العالم أقرب فى الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية من «هذه اللحظة».. وإذا كان هناك «نصر» مادى ومعنوى تحقق لصالح «فلسطين» ومن معها.. فإنه على الجانب المقابل فإن الفشل والتراجع والإخفاق أصاب «إسرائيل» و»من ورائها» أيضاً.
استدعى «هنا».. شهادة واعتراف «بالغ الأهمية» صدرا عن أحد المؤرخين الإسرائيليين فى منتصف يناير الماضي.. لم يكن الانكسار والانقسام الإسرائيلى وصل إلى هذه الدرجة التى تعيشها «دولة الاحتلال» الآن.. قال المؤرخ الإسرائيلى «إيلان بابيه» فى «ندوة».. اهتم بها الإعلام العالمى آنذاك.. إن نهاية «المشروع الصهيوني» قد بدأت بالفعل.. وأضاف بابيه أن «مؤشرات» هذه النهاية تتمثل فى خمسة عناصر هي.. الدعم الدولى غير المسبوق للقضية الفلسطينية.. عدم قدرة إسرائيل على حماية شعبها.. العامل الاقتصادي.. الانقسام الداخلى المتزايد فى إسرائيل.. ثم هذا «الجيل الجديد» من «اليهود» حول العالم والذى لم يعد يمتلك القدر اللازم من تأييد «الدولة العبرية».
نعم.. عالم ما قبل الحرب الإسرائيلية على غزة ليس هو «عالم ما بعد الحرب».. والقادم مليء بمزيد من «المفاجآت الكبري».. ويجب «النظر» إلى إسرائيل.. و»التعامل معها» من منطلق هذه «الحقيقة».
إننى وأنا أنظر إلى «العالم» وهو يتغير بسبب «الحرب الإسرائيلية على غزة» وتداعياتها.. أشعر بالفخر عندما أرى مصر تسير «بكل براعة» وسط هذا «الحقل الضخم» من الألغام.. إقليمياً وعالمياً.. تسير وهى تنزع «فتيل الأزمات» تارة وتجهض «مخططات المحو والتهجير» تارة أخري.. تسعى مصر دائماً لحماية الحق الفلسطينى والدفاع عن «قضية العرب الأولي».
>> من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.