الأمن معنى شامل فى حياة الإنسان.. الأمن نعمة وكفرانها يوجب العقوبة.. وردت الكلمة بالقرآن 48 مرة.. ويكاد يكون الأمن من أعظم النعم لأن مقتضاه الأمن النفسى والطمأنينة والسكينة التى يستشعرها الإنسان فيزول عنه هاجس الخوف.. ويحس بالرضا والسعادة والشعور بالأمن غاية فى الأهمية.. فقد جعله الله عز وجل نقمة جليلة.. يتفضل بها على بعض خلقه وجعل فقد هذا الأمن نعمة ينتقم الله بها من بعض خلقه العاصين أو الكافرين. وكون الأمن ضرورياً للحياة قرنه الله بالطعام والأموال والأولاد فى أكثر من موضع بل قدمه عليها فى مثل قوله تعالى «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين».. فتأمل كيف بضد الأمن وهو الخوف لأن الحياة دون أمن وأمان قاسية مرة بل شديدة المرارة. لا يمكن أن تطاق ولهذا كان الأمن سلاحاً ذا حدين. فهو تأمين لخوف المؤمنين من جهة.. وتحذير العصاة من أن يأمنوا مكر الله من جهة أخري.
وتدليلاً على عظمة عطية الأمن فإن أفضل ما فى الدنيا وما فى الآخرة من مسميات الأمن البيت الآمن «البيت الحرام» والبلد الآمن «مكة المكرمة» والمقام الأمين مقام المتقين وارتبط الأمن والعدل بعلاقة وثيقة.. فالعدل أمان للإنسان.. ويعد الخوف والقلق والرعب محنة الإنسان وأزمته الكبري.
والأمن والسلام على مستوياتهما الثلاثة «الفردية والاجتماعية والعالمية» من أهم غايات الإنسان وحقوقه فى الحياة فقد خلق الإنسان ليعيش فى أمان وسلام على هذه الأرض. وحينما يصبح هذا مهدداً بالزوال. وشبح الخوف والرعب والإرهاب والقلق يطارده. تفقد الحياة قيمتها ومعناها فى نفسه وما أروع كلمة الإمام على «رضى الله عنه» وهو يقرن قيمة الحياة بالأمن ويوضح أن لا حياة مع الخوف والرعب تلك الحقيقة الحياتية خطيرة التى نخصها لا حياة لخائف.
يارب أنقذ الفلسطينيين من كرب تلك الحرب المجنونة..
نتنياهو.. فى الانسحاب مكسب
إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. فشل حملتك على غزة بعدما يقارب ثمانية شهور.. يدل على أنه لا يمكنك كسب الحرب.. لأنها أكبر وأطول مدة فى حروب إسرائيل منذ 1948.. ولا يوجد أمل أن تكسب تلك الحرب ولو بنسبة ١٪ ولكن توجد مخاطر من الاستمرار بدون كسب الحرب.
أولاً سيشعر اليهود فى إسرائيل وخارجها أن مشروع إقامة دولة يهودية فى فلسطين قد فشل.. ويجب على الإسرائيليين الهجرة من حيث أتوا.. وأنه لا يمكن تكرار مأساة الهنود الحمر فى القرن الواحد والعشرين.. وذلك لعدم استطاعتك إبادة الشعب الفلسطينى لتحل محله الدولة اليهودية.. فالمرأة الفلسطينية كفيلة بتعويض ما فقده الفلسطينيون من الحرب فى عدة أشهر قليلة.. وقد اكتشف الصليبيون ذلك فى القرن الثالث عشر ورحلوا من حيث أتوا بعد قرنين من الزمان من المحاولات المستميتة للاستيلاء على بيت المقدس.. وتراجعك الآن بعد ٧ شهور ربما يكون نتيجة الحرب هى التعادل وإعطاء الأمل لليهود فى فلسطين المحتلة.
بأنهم ربما يتعايشون مع أصحاب الأرض الأصليين الذين صاحوا فى هجوم ٧ أكتوبر أن هذه أرضنا.. ولم ينسى يحيى السنوار بلده المجدل فى غلاف غزة. الذى حولتموه إلى مدينة أشكلون واستمرارك فى الحرب سيؤدى إلى فشل أبدى لخطة شيمون بيريز.. بالتطبيع مع الدول العربية دون تقديم تنازلات لفلسطين .