المستشار عصام الدين فريد.. بعد فوزه برئاسة« الشيوخ» :
أكد رئيس مجلس الشيوخ المستشار عصام الدين أحمد محمد فريد أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، آثر السلامَ على القوةِ التى تًملكُها مصر، فحظى وحظيت معه مصر باحترامِ الجميعِ، مؤكدا أن مصر أكدت مكانتَها كقوةٍ إقليميةٍ عاقلةٍ تملكُ القدرةَ وتختارُ الحكمةَ.
قال المستشار عصام فريد أن مصرَ ــ شعبًا وقيادةً ــ تعلمُ قدرَ مجلسِ الشيوخ العريقِ الذى جاوزَ عمرُهُ القرنينِ من الزمانِ، باعتبارهِ أولَ مجلسٍ برلمانيٍّ فى إفريقيا والشرقِ الأوسطِ، ولذا ينتظرُ منكمُ المشاركةَ الفاعلةَ فى المجالاتِ النيابيةِ والبرلمانيةِ والسياسيةِ، فى ظلِّ ظروفٍ محليةٍ وإقليميةٍ ودوليةٍ تعلمونها جيدًا.
وتابع: ففى الداخلِ؛ وطنٌ بُنيَ من جديدٍ، ولا يزالُ يُبنى على بنيةٍ تحتيةٍ عظيمةٍ لم يشهدْها فى تاريخِهِ، أسهمتْ فى رفعِ تصنيفِ مصرَ فى مؤشراتِ التنميةِ وجودةِ الطرقِ والمرافقِ لتبلغَ مصافَّ الدولِ المتقدمةِ.
وعلى هذه البنى نهضتِ الزراعةُ والصناعةُ والتجارةُ، وتهيأتِ الظروفُ الاجتماعيةُ لحياةٍ كريمةٍ معيشيًا وصحيًا وتعليميًا وعلميًا وتكنولوجيًا، من خلالِ عشراتِ المبادراتِ التى أطلقَها السيدُ الرئيسُ فى هذه المجالاتِ. كلُّ ذلكَ فى ظلِّ ثُلَّةٍ ــ تعرفونها جيدًا ــ كانتْ قد أرادتْ لهذا الوطنِ الدمارَ والخرابَ، فحماهُ اللهُ منهمْ، وردَّهمْ على أعقابِهمْ.
وأردف رئيس المجلس: إقليميًّا ودوليًّا، أكدتْ مصرُ مكانتَها كقوةٍ إقليميةٍ عاقلةٍ تملكُ القدرةَ وتختارُ الحكمةَ؛ فقد وُضعَ خطٌّ أحمرُ للخطرِ القادمِ من غربِ البلادِ على الأمنِ القوميِّ المصريِّ، وحُمِيتِ الحدودُ الجنوبيةُ من خطرِ الحربِ الأهليةِ فى السودانِ الشقيقةِ دونَ تدخلٍ فى الشئونِ الداخليةِ للدولتَيْنِ، ولم يُفرَّطْ فى حقوقِ مصرَ التاريخيةِ فى مياهِ النيلِ.
وواصل: وفى الشرقِ، شهدَ العالمُ ــ الأسبوعَ الماضيَ ــ وشهدْنا بفخرٍ واعتزازٍ عظمةَ وأصالةَ الموقفِ المصريِّ من العدوانِ الإسرائيليِّ على شعبِ غزةَ، بدءًا من إدانةِ العدوانِ، والتمسكِ بحلِّ الدولتَيْنِ، ورفضِ تهجيرِ الفلسطينيينَ من أرضِهمْ، وحقِّهمْ فى البقاءِ فيها من خلالِ دولةٍ ذاتِ سيادةٍ، وإدخالِ المساعداتِ اللازمةِ لبقائِهمْ على قيدِ الحياةِ؛ كلُّ ذلكَ رغمَ الصعوباتِ والعراقيلِ التى وضعَها الجانبُ المعتدي.
وأشار المستشار عصام فريد إلى أنه بفضلِ اللهِ تحققَ ما تمناهُ السيدُ الرئيسُ، وأتى إليهِ زعماءُ العالمِ فى شرمَ الشيخِ مؤيدينَ لموقفِهِ، وكانوا شهداءَ على توقيعِ الاتفاقِ التاريخيِّ بإنهاءِ الحربِ بعدَ طولِ يأسٍ من ذلكَ. وشهدْنا جميعًا فرحةَ أهلِ غزةَ بعودةِ الأمانِ إليهمْ بعدَ سنتَيْنِ من القتلِ والدمارِ والتشريدِ، وكانتْ تلكَ شهادةً من العالمِ بقيادةِ مصرَ للمنطقةِ دونَ منازعٍ.
وحول دور المجلس ومهامه، لفت رئيس المجلس إلى أن الدستورُ أولى المجلس اختصاصاتٍ رفيعةً ومهامَّ ساميةً، فجعلَهُ بيتَ الخبرةِ التشريعيةِ والفكريةِ للدولةِ المصريةِ؛ فناطَ بهِ فى المادةِ (248) دراسةَ واقتراحَ ما يراهُ كفيلاً بتقويةِ دعائمِ الديمقراطيةِ، وعلى رأسِها الانتخاباتُ والأحزابُ والمجتمعُ المدنيُّ، وإعلاءِ قيمِ التسامحِ السياسيِّ، وتمكينِ المرأةِ، وإشراكِ الشبابِ، وغيرِ ذلكَ من دعائمِ الديمقراطيةِ التى تدرسونَها وتقترحونَ ما يقويها بأيِّ صورةٍ ترونَها من صورِ المقترحاتِ، بما فيها اقتراحُ تعديل القوانينِ، من خلالِ دراسةِ الأثرِ التشريعيِّ للقوانينِ التى تمسُّ المصالحَ الأساسيةَ للمواطنينَ، على النحوِ المبيَّنِ فى المادةِ (63) من اللائحةِ الداخليةِ.
كما اختصَّهُ الدستورُ أيضًا بدراسةِ ما يراهُ كفيلًا بدعمِ السلامِ الاجتماعيِّ فى شتى مجالاتِهِ، وعلى رأسِها محاربةُ الإرهابِ والقضاءُ على أسبابِهِ، ومعالجةُ الظواهرِ الاجتماعيةِ السلبيةِ التى برزتْ مؤخرًا، وإعلاءُ مبدأ المواطنةِ والتآلفِ بين أبناءِ الأمةِ.
وشدد رئيس مجلس الشيوخ على إنَّ مهمة أعضاء المجلس ليستْ يسيرةً، بل هى عظيمةٌ، وتحتاجُ عزمًا من أولى العزمِ، وأنتمْ أولو العزمِ بعلمِكمْ وخبراتِكمْ العظيمةِ فى شتّى مجالاتِ الحياةِ، مبديا ثقته فى أن النواب يقدرونها حقَّ قدرِها، وسيباشرونَها فى همةٍ لا يخالجُها فتورٌ، وعزمٍ لا يداخلهُ لينٌ، دونَ موالاةٍ ولا محاباةٍ، مبتغينَ بعملِكمْ وجهَ اللهِ ومصلحةَ الوطنِ.