«صحة غزة» تكشف : جثامين فلسطينية عليها علامات «التعذيب والضرب»
مازال البحث عن جثامين ورفات الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال الحرب مستمراً، حيث تشير تقديرات اعلامية إلى أن رفع الركام للبحث عن جثث الرهائن فى خان يونس، ربما قد يصل لحوالى خمسة أيام، فيما تستمر عمليات تسليم الجثث بين حماس واسرائيل وفق الاتفاق المبرم فى شرم الشيخ.
فى هذا الصدد، قال مسئول أمريكى لموقع «أكسيوس» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أبلغ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن حماس تكذب، وطلب من الولايات المتحدة وباقى الوسطاء الضغط على الحركة لإعادة المزيد من الجثامين، فيما أشار مسئول إسرائيلى إلى أن ترامب أخبر نتنياهو بأنه على علم بالمشكلة وسيعمل على حلها.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أنها استعادت جثة رهينة سلمتها حركة حماس للصليب الأحمر فى قطاع غزة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، حيث تم التعرف على هويتها بعد نقلها إلى المعهد الوطنى للطب الشرعي.
فى الوقت نفسه، توجَّهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، أمس، إلى منطقة كيسوفيم لتسلم جثامين شهداء فلسطينيين سقطوا على أيدى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت اللجنة أن عمليات التسلم بين الجانبين تأتى وفق اتفاق وقف إطلاق النار، ومن الضرورى أن تضمن الأطراف والوسطاء الالتزام التام بالاتفاق، مشيرة إلى أنها ستظل ملتزمة بدورها كوسيط محايد، حتى تتمكن العائلات من طيّ صفحة هذه المعاناة.
فى هذا السياق، قال جوليان ليريسون، رئيس بعثة اللجنة الدولية فى فلسطين والأراضى المحتلة إن مسئولية البحث عن الرفات تقع على عاتق الاطراف المعنية ويجب عليها أن تسعى جاهدةً لتسهيل عودة الرفات إلى العائلات، ولا يمكن للجنة الدولية الاضطلاع بالمهام الموكلة إليها بصفتها وسيطًا محايدًا، إلا من خلال تعاون جميع الأطراف الفاعلة، وفى إطار الاتفاق الحالي».
وكانت اللجنة قد أعلنت فى منتصف الشهر الجاري، نقل جثامين أربعة محتجزين إلى السلطات الإسرائيلية، كما سهّلت فرق اللجنة الدولية نقل جثامين 45 فلسطينيًا إلى غزة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة استلام 15 جثماناً « تم الإفراج عنهم، أمس، من جانب «الاحتلال» الإسرائيلى وبواسطة منظمة الصليب الأحمر.
وقالت صحة غزة، فى بيان صحفى أمس إن اجمالى عدد الجثامين المستلمة ارتفع إلى 135، مؤكدة أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الشهداء وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر.
وأضافت أن بعض الجثامين تظهر عليها علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدى وتعصيب للأعين»، مشيرة إلى أنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية سبعة شهداء من قبل ذويهم.
فى ذات السياق، شارك أهالى الطواقم الطبية المعتقلين بسجون إسرائيل فى وقفة احتجاجية بجنوب قطاع غزة، أمس، للمطالبة بالإفراج عن ذويهم بعد نحو عامين من التغييب القسرى ووسط ظروف اعتقال وُصفت بالقاسية.
ورفع المشاركون فى الوقفة، التى تم تنظيمها فى مجمع ناصر الطبى بمشاركة وزارة الصحة، لافتات تطالب بالإفراج عن ذويهم إلى جانب صور لبعض الكوادر الطبية الأسري.
وكانت قد كشفت بيانات سابقة للمكتب الإعلامى الحكومى بأن تل أبيب اعتقلت على مدار عامين من الإبادة الجماعية 362 شخصا من الطواقم الطبية، من بينهم 88 طبيبا، و132 ممرضا، و72 مساعدا طبيا، و47 من الموظفين الإداريين بالقطاع الصحي.
فى السياق قالت مصادر طبية فى مستشفيات غزة إنه تم انتشال جثامين 14 شهيدا من مناطق متفرقة فى مدينة غزة أمس، كانوا تحت الأنقاض.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية فى القطاع فى الثامن من أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل نحو 67 ألفا و967 شهيدا فلسطينيا، وأصابت 170 ألفا و179 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، كما أزهقت المجاعة التى تسببت فيها إسرائيل أرواح 476 فلسطينيا بينهم 157 طفلا، فضلاً عن تدمير ممنهج للقطاع الذى يحتاج 70 مليار دولار لإعادة إعماره، وفق تقديرات أممية.
من زاوية أخرى نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسئول إسرائيلى إن جى دى فانس، نائب الرئيس الأمريكى و ستيف ويتكوف مبعوث الشرق الأوسط، سيصلان إلى إسرائيل هذا الأسبوع.
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن زيارة فانس – التى من المتوقع أن تكون غداً الإثنين – تأتى فى إطار جهود واشنطن لضمان استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين.
قالت الصحيفة العبرية إن فانس وويتكوف سيلتقى مسئولين إسرائيليين لمناقشة آليات ضمان استمرار الاتفاق، وعودة رفات المحتجزين المتبقين لدى حركة حماس.
أشارت مصادر مطلعة للصحيفة العبرية إلى أن ويتكوف يتابع عن كثب تنفيذ الاتفاق، حيث وعد بمواصلة العمل على إعادة باقى المحتجزين القتلي.
تأتى زيارة المسئولين الأمريكيين إلى تل ابيب فى ضوء متابعة اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وسط أزمة بين إسرائيل وحركة «حماس» بشأن تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين، وبدء العمل على تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
نقل موقع «أكسيوس» الإخباري، عن مسئول أمريكى ومصدر آخر مطلع، إن هناك توترات بسبب مزاعم إسرائيلية بأن حركة «حماس» تُبطئ عملية إعادة جثامين المحتجزين، مشيراً إلى أنه رغم بدء العمل على تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، لا تزال هناك نقاط عدة غامضة منها قضية نزع سلاح «حماس».
فى هذا الصدد، قال القيادى فى حماس محمد نزال، إن ملف نزع السلاح معقد ولا يمكن حسمه سريعاً، مشيراً إلى أن الحركة لم توافق على بنود المرحلة الثانية من الاتفاق.
ورداً على تصريحات نزال، شدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو على ضرورة نزع سلاح الحركة دون شروط مسبقة أو استثناءات، مشدداً على ضرورة التزام حماس بخطة ترامب.
وإلى جانب الضغط على «حماس» لإعادة مزيد من جثامين المحتجزين، سيعمل ويتكوف خلال زيارته على مواصلة الجهود لإنشاء «قوة الاستقرار الدولية» التى نصت عليها خطة الرئيس ترامب بشأن غزة، التى من المقرر أن تنتشر فى أجزاء من القطاع لتسهيل عملية انسحاب إضافى للجيش الإسرائيلي، بحسب «أكسيوس».
تضمنت خطة ترامب أن «تقوم الولايات المتحدة بالتعاون مع الشركاء العرب والدوليين لتطوير قوة دولية مؤقتة تُنشر فوراً فى غزة.
ستقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية التى جرى التحقق من أهليتها، بالتشاور مع مصر والأردن لما لهما من خبرة واسعة فى هذا المجال.
