حين تكون فى وطن يتمتع بفضيلة من أعظم الفضائل وسمة من أكرم السمات.. فأنت إذن فى بلد عنوانه الأكبر الأمن والأمان لكل من فيه مواطنين كانوا أو ضيوفاً عليه.
لذا لم يكن غريباً أن يصرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة لمدينة السلام «شرم الشيخ» بأنه شعر بالأمان التام عند دخول طائرته الأجواء المصرية خاصة حين رأى الطائرات المقاتلة المصرية «أف 16» تؤمن الأجواء من حوله حيث قال الأمان فى مصر يختلف عما يحدث فى نيويورك من حوادث عنف أراها كثيراً وكان هذا التصريح فى حد ذاته رسالة واضحة المعالم قاطعة الدلالة على مدى ما تتمتع به أم الدنيا من أمن وأمان قل أن يوجد فى غيرها من دول المنطقة المحيطة بنا.. وهو قول حق مؤكد بالآيات القرآنية الكريمة التى ذكرها القرآن الكريم على لسان سيدنا يوسف الصديق عندما قال لأهله حين قدموا إلى مصر من أرض كنعان.. «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» إذن أمن مصر وأمانها موجود منذ آلاف السنين.. بشهادة الكتب المنزلة من الخالق البارى.
> أيضا اختيار مدينة شرم الشيخ تحديداً لهذا العرس العالمى يدل على أن القاهرة استطاعت من أكثر من عقد مضى أن تحافظ على رصيدها الكبير والاستراتيجى من علاقاتها الدولية بل وتضيف إليه حيث عادت تتحرك فى دوائر ذات أهمية مثل المحيط الافريقى.. وغيره وقد انعكس ذلك على التصويت الأخير الذى شهدته انتخابات منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة اليونسكو وفوز المرشح المصرى د.خالد العنانى بالمنصب الرفيع.. إذن المجتمع العالمى تزداد ثقته بمصر وقيادتها يوماً بعد يوم.. ليس لشىء سوى لأن فى مصر قيادة تسعى دوماً لإشاعة سبل السلام فى أرجاء المعمورة كراهية فى الحروب وحباً فى الاستقرار والأمان لربوع الكرة الأرضية وبالتالى كانت الرسالة غير المباشرة والمتعلقة بالسد الأثيوبى حيث كانت إشارته إيجابية للغاية حيث أشار إلى ضرورة حل القضايا الخلافية المتعلقة بالأنهار العابرة للحدود.. من خلال المفاوضات وعدم اللجوء إلى فرض الأمر الواقع والتصرفات الأحادية الجانب.
لذا مازالت مصر متمسكة بضرورة العمل على إيجاد الحل السلمى الإيجابى لإشكالية السد الأثيوبى بحيث يتم الملء والتشغيل بارادة جماعية وبالتنسيق مع دولتى المصب مصر والسودان.
وفى نهاية المطاف.. يظل الرابع عشر من أكتوبر 2025 يوماً من أيام مصر المجيدة حيث توالى على أبوابها رؤساء وزعماء الدول الكبرى ليكونوا شهوداً على ما تقوم به مصر من جهود خلاقة تبغى من ورائها نشر ثقافة السلام بين العالمين.