مصر نجحت وتنجح كل يوم هذا هو العنوان العريض الذى يمكن أن نطلقه، فما قامت وتقوم به حقًا إنجازاً تاريخياً، بل ولا يمكن لأى دولة أن تقوم بما عملت له مصر حتى تحقيق وقف إطلاق النار فى غزة، والآن فها هى تعمل أيضًا بشكل مكثف من أجل التحضيرات الجارية لمؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار والتنمية فى غزة المقرر عقده فى القاهرة خلال النصف الثانى من نوفمبر المقبل، فقد قطعت مصر عهدًا على نفسها بأن تظل هى السند والداعم الأساسى والرئيسى للقضية الفلسطينية، واعلنت مرارًا وتكرارًا أنه فور وقف إطلاق النار سوف يعقد مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية والشركاء الدوليين من أجل تحقيق الأهداف المنوطة فيما يتعلق بالنتائج والمخرجات لهذا المؤتمر، إضافة لما يتعلق بالتمويل والتعهدات المالية المتوقعة، وأيضًا تقييم حجم الدمار والخسائر التى شهدها قطاع غزة على مدار عامين كاملين من تدمير للبنى التحتية وأيضًا لكافة أوجه الحياة، فأصبحت غزة كالصحراء الجرداء والتى أصبح على المجتمع الدولى مسئولية كبيرة تقع على عاتقه من خلال ضرورة دعمه لكل ما يحتاج القطاع من مساعدات ودعم، وهو ما ننتظره خلال المؤتمر المقبل الذى تستضيفه القاهرة .
الاتفاق الذى تم التوقيع عليه فى شرم الشيخ مدينة السلام فلولا الدور المصرى فى تيسير ورعاية المفاوضات التى تمت بين حماس وإسرائيل لما تسنى التوصل لهذا الاتفاق والذى نأمل أن يتم تثبيته ويستمر كافة بنوده على أكمل وجه وألا يتم خرق الاتفاق ، وقد عملت مصر دائمًا من أجل نفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة نظرا لما عانى منه الشعب الفلسطينى من محنة خطيرة للغاية وتعرضه للمجاعة والإبادة الجماعية والقتل، وكانت مصر من أكبر الداعمين حيث قدمت بمفردها أكثر من 70 ٪ من إجمالى حجم هذه المساعدات وهو ما يؤكد أن مصر تقف دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطينى الشقيق، وان هناك أهمية بالغة لنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بكميات تتناسب مع احتياجات القطاع المُلحة، فمصر مستمرة فى سعيها الحثيث من أجل تخفيف التداعيات الكارثية للحرب على غزة، وعملها على مضاعفة الجهد لنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، ومساعدة الأشقاء الفلسطينيين على استعادة حياتهم الطبيعية، وهناك ضرورة بالغة من قبل أعضاء المجتمع الدولى للإسهام بصورة ملموسة فى جهود إحلال السلام فى المنطقة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، وذلك من خلال تقديم الدعم السياسى والمالى لجهود إمداد المساعدات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين فى قطاع غزة من خلال منظمات ووكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى دعم خطط وجهود التعافى المبكر وإعادة الإعمار فى القطاع، والتى تعد مكوناً رئيسياً على صعيد استعادة السلم والاستقرار فى قطاع غزة والمنطقة.
هناك ضرورة من أجل العمل على حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية من أجل أن يسود المنطقة السلام والاستقرار، وعلى المجتمع الدولى أن يدرك خطورة عدم وضع حل للقضية الفلسطينية التى طال أمدها، والآن فقد أصبح على الجميع التكاتف من أجل هذا الأمر، فالعالم ليس بصدد أن يكون هناك صراعات وأزمات أخرى تمس استقرار المنطقة، فقد أصبحت القضية الفلسطينية هى لب صراعات عديدة فى المنطقة فقد آن الأوان أن يدرك المجتمع الدولى أن الحل يكمن فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.