
قبل أكثر من 50 عامًا أطلق الرئيس أنور السادات مقولته الشهيرة إن «%99 من أوراق اللعبة بيد أمريكا»، فى إشارة إلى أهمية الدور الأمريكى المتزايد فى الصراع العربى– الإسرائيلى بالشرق الأوسط ودعم أمريكا اللا محدود لإسرائيل.
كلمة الرئيس السادات أثارت موجات من الانتقاد والانزعاج لدى أطراف كثيرة، اعتبرت فيما يقوله تسليما لمقاليد الأمور للجانب الأمريكى، غير أن المدقق فى مواقف السادات يستطيع أن يدرك بسهولة أن الرجل كان ينطلق من «واقعية سياسية» رفضها أصحاب الشعارات الجوفاء.
>>>
اليوم .. وبعد نصف قرن يمكن تعديل هذه المقولة لتصبح: «أن الكثير من خيوط اللعبة أصبحت فى يد مصر».
مصر اليوم فى مكانة دولية مرموقة، وذات تأثير وثقل دولى كبير كانت إحدى وأهم تجلياته «قمة السلام» التى عُقدت بشرم الشيخ برئاسة الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى ترامب، وبحضور نحو 20 من قادة وزعماء الدول الوازنة فى العالم.
مكانة مصر الدولية تأتى ثمرة لعمل جاد وحقيقى من كافة مؤسسات الدولة، حيث يؤمن الرئيس عبدالفتاح السيسى بأهمية امتلاك «مقومات القوة» بكل أشكالها باعتبارها السبيل الوحيد ليكون لأى دولة موطئ قدم حقيقى ومؤثر فى عالمها ومحيطها.
>>>
قمة السلام بشرم الشيخ 13 أكتوبر 2025 تُعد ثمرة طبيعية لسياسة مصرية «عاقلة» ومتوازنة، سياسة إيجابية تنطلق من إرث حضارى فريد يتم البناء عليه. سياسة تديرها قيادة سياسية «حكيمة» تدرك وتقدر قيمة هذا البلد، وتحافظ على شعبه ومقدراته فى مواجهة كثير من «العنتريات» التى لم تجلب على أصحابها سوى الخراب.
لا يخفى على أحد أنه منذ الأيام الأولى لـ«طوفان الأقصى» كان المستهدف هو الزج بمصر فى هذه المواجهة «غير البريئة» التى امتدت لتشمل 7 جبهات، وكان القرار المصرى التمسك بالحكمة، والتصدى لكل مخططات تصفية القضية الفلسطينية عبر رؤى تتحدث عن «ريفيرا» الشرق الأوسط، و«أوراق مفاهيمية» صادرة عن مراكز دراسات تطالب بالضغط على مصر لقبول الفلسطينيين مقابل حزمة من المساعدات الاقتصادية.
رفضت القاهرة كل ذلك، وأكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى تمسكه ببقاء الفلسطينيين على أرضهم باعتبار أن الأرض والشعب تعد أحد أهم مقومات الدولة التى لا يجوز إفراغها من مضمونها، ونجحت مصر فى لم شمل العرب على كلمة سواء، وشهدت القاهرة القمة العربية الطارئة 4 مارس 2025 التى أكدت رفض العرب الكامل لسيناريوهات تصفية القضية أيًا كان مسماها والجهات التى تقف وراءها.
>>>
اليوم يعترف العالم بفضل مصر فى إنهاء فصل من أشد الفصول دموية فى تاريخ القضية الفلسطينية، حيث اتفق المجتمع الدولى على رؤية مصر التى أعلنت أنها «تتطلع لتحقيق السلام، وستتعاون مع الجميع لبناء شرق أوسط خالٍ من النزاعات. شرق أوسط يتم بناؤه على العدالة والمساواة فى الحقوق وعلى علاقات حسن الجوار والتعايش السلمى بين جميع شعوبه بلا استثناء.
وإذا كان الشىء بالشىء يُذكر، أعتقد أن جائزة «نوبل للسلام» للعام القادم 2026 يجب أن تٌمنح مناصفة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب تقديرًا لجهودهما المخلصة لاحلال السلام بالمنطقة.
>>>
من مصر انطلق قطار السلام، وفى يدها تمسك الكثير من «خيوط اللعبة السياسية» فى إقليمها ومنطقتها.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى.